تصعيد عسكري جديد للنظام السوري في الجنوب
الدول الضامنة لمباحثات أستانة تجتمع في طهران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: كشفت موسكو عن اجتماع قريب يضم الدول الضامنة لمفاوضات أستانة الشهر المقبل، وذلك بعد إعلان طهران عزمها استضافة قمة تجمع رؤساء كل من روسيا وإيران وتركيا، بالتزامن مع تصعيد عسكري لقوات النظام في الجنوب السوري.
وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان ناقشا في اتصال هاتفي الخطوات المشتركة لتسوية الأزمة في سوريا، فيما بدأت قوات النظام السوري حملة قصف مكثف منذ فجر الأحد في محافظة القنيطرة جنوب سوريا حيث سيطرت على أولى البلدات في الريف.
وأجرى بوتين، أمس السبت، اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي، أردوغان، تناولا فيه مساعي حل الأزمة السورية وتعزيز التعاون المشترك.
الكرملين
وقال بيان للكرملين "الجانبان ناقشا قضايا على الأجندة الدولية والمشاكل الإقليمية، مع إيلاء عناية خاصة للخطوات المشتركة لحل الأزمة السورية بناء على قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة والاتفاقيات التي تم التوصل إليها ضمن إطار أستانة".
وهنأ بوتين نظيره التركي، بحسب البيان، على فوزه في الانتخابات الرئاسية التركية التي جرت مؤخرا، كما أكد الجانبان "الالتزام تجاه تعزيز التعاون في المجالات المختلفة واستمرار الاتصالات الثنائية".
كما كشفت موسكو، عن ترتيبات لاجتماع الدول الضامنة لعملية أستانة الشهر المقبل، بعد اجتماعهم نهاية الشهر الجاري في مدينة سوتشي الروسية، بحضور ممثلين عن المعارضة السورية والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.
ملف إدلب
وقال الاعلامي السوري عبسي سميسم لـ"إيلاف" إن اجتماع الدول الضامنة سوف يبحث بالدرجة الأولى موضوع إدلب وتبين ان كل مخرجات مسار أستانة "كانت تصب باتجاه تمكين النظام من مناطق تخفيف التصعيد من خلال تحييد المعارضة فيها وتمكين النظام عبر توجيه القوة الخاصة للنظام باتجاه جبهة واحدة للسيطرة عليها".
وحول ما يجري في القنيطرة الْيَوْم، أشار سميسم "ما يحدث في القنيطرة يرتبط بمصلحة إسرائيلية ثابتة غير قابلة للتغيير بالنسبة للأميركيين".
ورأى أن التفاهم تم على ما يبدو "مع روسيا لتحقيق هذه المصلحة، بينما مصالح الدول الأخرى هي مصالح تخضع التفاهمات، وبالتالي يمكن أن تتغير".
وأضاف أنه من الواضح أن التفاهمات الدولية " تسير باتجاه تمكين النظام من السيطرة على معظم المناطق السورية من خلال روسيا وخاصة المعابر، ويبدو أن حزب الاتحاد الديمقراطي قرأ هذا التوجه ، فلجأ للتفاوض مع النظام من أجل تسليم المناطق مع تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب".
المأمول من المعارضة
من جهتها قالت مزن مرشد عضو المكتب السياسي لتيار الغد السوري في حديث لـ "إيلاف" إن ما عودتنا عليه الدول الضامنة الثلاث روسيا تركيا إيران قبل كل اجتماع لهم "بأن تطمئننا بعزمها على الحل وايجاد صيغ التقارب وانهاء الصراع المسلح في البلاد مع عدة ضمانات وتعهدات".
من جهة ثانية، رأت مرشد أن ما كنا نشهده على الأرض كان بعيد كل البعد عن جوهر الاتفاقات والتوافقات والضمانات ما يؤكد وجود اتفاقات أخرى غير معلنة بين هذه الدول .
وأضافت، الواقع الذي لمسناه عندما خرج النظام بعد اتفاقات مناطق خفض التصعيد والمتفق عليها في أستانة "حيث استرجع النظام الغوطة واليوم يسترجع ما تبقى من درعا والقنيطرة".
وقالت "ما أراه حقيقةً أن هذه الاجتماعات لم تهدف ابداً لإيجاد حل للقضية السورية التي يزداد تعقيدها يوماً بعد آخر ولا هي للاتفاق على خارطة طريق تمنحنا في نهاية المطاف دولة مواطنة وقوانين وديمقراطية وتداول سلمي للسلطة بقدر ماهي اجتماعات ترسم خطوط التوافق بين مصالح هذه الدول وما يمكن اقتسامه من النفوذ والمصالح في مستقبل سوريا".
دخول النظام إلى إدلب
وأعربت مرشد عن خشيتها حول ما تم تداوله مؤخرًا عن اقتراب النظام من ادلب، مؤكدة أن ذلك سينسف أستانة إلا أن " ما سنجده قريباً هو تنازل عن ادلب وغير ادلب في سبيل صفقة أخرى اكثر ربحاً في الميزان السياسي لبعض الدول" .
وأشارت الى أن روسيا على ما يبدو" تريد أن تضمن استمرار وجودها العسكري في سوريا".
وحول إيران الدول الثالثة من الدول الضامنة أجابت "إيران لها مصالح راسخة وبعيدة المدى في سوريا في سبيل تحقيق حلمها بالهلال الشيعي المزعوم وهذا ما عملت عليه مع النظام من خلال التغيير الديموغرافي في البلاد وما تسعى له في ان يكون مستقبل سوريا متماشياً مع اهدافها البعيدة أقله ما حصل في العراق كمثال" .
وانتهت أخيراً الى ان "ما نأمله فعلاً أن تسهم المعارضة السياسية السورية بدور فاعل وحقيقي مع هذه الدول في الضغط باتجاه ايجاد حل يوقف اراقة الدماء ويمهد لحل سياسي حقيقي و دائم وقابل للحياة بات ملحاً الآن أكثر من أي وقت مضى".
اجتماع في طهران
ويأتي التصريح الروسي بشأن الاجتماع غداة إعلان علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية للمرشد الإيراني علي خامنئي، أنه ناقش مع الرئيس الروسي الخميس الماضي، ترتيبات لعقد قمة قريباً بين زعماء الدول الضامنة في طهران مؤكداً أن الرئيس الروسي أبدى انفتاحه على الاجتماع المقبل في طهران والذي سيجمع رؤساء روسيا وإيران وتركيا قريباً.
وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة غينادي غاتيلوف، لوكالات إعلام روسية، أن لقاء الدول الضامنة لوقف الأعمال العدائية في سوريا ومناقشة تشكيل اللجنة الدستورية السورية، ربما يعقد في النصف الأول من الشهر المقبل .
وقال غاتيلوف إن التوافق على عقد مشاورات جديدة بين ثلاثية آستانة وستيفان دي ميستورا مستمر، مشيراً إلى أنه لا يستبعد أن يعقد اللقاء في النصف الأول من أغسطس بعد اللقاء الدولي حول سورية المقرر في سوتشي في 30 و31 يوليو الجاري.
وأوضح غاتيلوف أن اللقاء يفترض أن تحضره الدول الضامنة الثلاث، روسيا وتركيا وإيران، والجانب السوري وكذلك المراقبون. ويخطط على هامش هذه الفعالية لعقد اجتماع آخر لمجموعة العمل لتبادل المحتجزين والبحث عن المفقودين.
وكان دي ميستورا أعلن الشهر الماضي، عقب لقائه في جنيف ممثلي الدول الضامنة، توصل الأطراف إلى تفاهم متبادل، معرباً عن أمله بالاجتماع مجدداً في جنيف خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لمواصلة المشاورات.
التعليقات
الشعب السوري ضحية
عادل محمد - البحرين -الشعب السوري ولاسيما النساء والأطفال ضحايا المؤتمرات والمؤامرات!.. هدف مؤتمرات جينيف وأستانة هو التغطية على جرائم السفاح خامنئي والمجرم بشار الأسد في سوريا مع خيانة باراك أوباما الذي غض الطرف عن تدمير سوريا وإبادة الشعب السوري عام 2013!؟.. لقد رفض أوباما مواجهة الأسد ودعم المعارضة السورية وأطلق العنان للأحداث التي أدت إلى صعود تنظيم داعش.. في أواخر يوليو 2013، ألقى بشار الأسد أول خطاب علني له، وأقرّ بأنّ نظامه كان مستنزفًا وتنازل عن العديد من الأراضي إلى “الإرهابيين”، في إشارة الى أي شخص انضم إلى الثورة السورية.. وجاءت تلك الاعترافات العلانية من الأسد في وقت شعر فيه الرئيس أوباما والرئيس بوتين بالقلق بشأن احتمال انهيار نظام الأسد.. خلق ضعف الأسد شعورًا بضرورة التحرك السريع من جانب القوى الإقليمية التي تتفاوض سرًا من أجل تسوية سياسية للصراع. وكانت الولايات المتحدة صاحبة الموقف الأكثر غرابة بشأن الأسد.. منذ بداية الانتفاضة السورية في عام 2011، دعت إدارة أوباما علنًا الأسد إلى التنحي، بينما تقوم بأمور سرية لاستبعاد هذا الاحتمال ودعم نظام الأسد.. "الأسد والأسلحة الكيميائية".. بين أغسطس عام 2011، عندما طالب الرئيس أوباما لأول مرة بتنحي الأسد، وأغسطس عام 2014، عندما تدخلت الولايات المتحدة لقصف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، استخدم الأسد الأسلحة الكيمائية ضد الآلاف من المدنيين.. هدّد أوباما بالضربات الجوية لمعاقبة النظام، ولكن السر الكامن وراء هذا التهديد هو بقاء الأسد في السلطة. كما اعترف مسؤولون في إدارة أوباما أنه لا يريد للمعارضة السورية أن تسود.. عندما وافق الأسد على التخلي عن الأسلحة الكيميائية تحت إشراف جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تمّ الترويج لهذا الاتفاق باعتباره نجاح دبلوماسي كبير.. وكانت المشكلة الوحيدة أنّ الأسد لم يتبع هذا المسار. لقد روّع عملاء المخابرات السورية المفتشين وحصروا ما يمكنهم رؤيته، ومن ثم حافظ الأسد ليس فقط على مخزونات غاز الكلور، ولكن أيضًا على غاز السارين وغاز الأعصاب. وفي هذا العام، اُتهمت قوات الأسد بشنّ هجمات عديدة باستخدام غاز الكلور ضد المدنيين.. لقد أخبرني روبرت فورد، السفير السابق للولايات المتحدة في سوريا قبل استقالته، أنّ إدارة أوباما “كانت تعلم أن الأسد يستخدم الأسلحة الكيميائية، ولن يتخلى عن كل شيء“.. إذا ك
الشعب السوري ضحية
عادل محمد - البحرين -إذا كانت المطالبة بدعم استباقي للمعتدلين هي “تفكير حالم”، فإنّ هذا ربما كان بمثابة المفاجأة لوزيرة الخارجية ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية اليوم، الذين نصحوا أوباما بتسليح المعارضة السورية قبل فوات الأوان.. عندما تبع أوباما النصائح بعد ذلك بعامين، تم تدريب عدد محدود فقط من المتمردين المعتدلين في برنامج فاشل ومثير للسخرية. وبحلول عام 2014، أصبح الفراغ السياسي السوري ممتلئًا بالأعلام السوداء.. في النموذج القومي العربي الحقيقي، يصوّر الأسد نفسه بأنه الرجل الوحيد الذي يقف بين الغرب وتنظيم القاعدة. هذه الصورة -أو السراب- نجحت في كسب تأييد العديد من “الواقعيين” في الغرب، على الرغم من أنها تقلب الحقيقة رأسًا على عقب.. كان الأسد هو السبب في أنّ السوريين من جميع الخلفيات خرجوا إلى الشوارع وهو السبب أيضًا في تدفق الآلاف من المقاتلين إلى سوريا سنويًا.. العديد من الجماعات المسلحة التي انتشرت في جميع أنحاء البلاد كانت تقاتل من أجل التخلص من الأسد. حتى العلويين تم إقصائهم في نهاية المطاف؛ لأنّ أطفالهم ضحوا بحياتهم بشكل غير متناسب لحماية عائلة الأسد.. لقد أدى رفض أوباما مواجهة الأسد ودعم المعارضة إلى إثارة بشار الأسد مجموعة من الأحداث التي أدت إلى صعود تنظيم داعش. كما أخرج الأسد المتشددين الإسلاميين من السجون لإغراق المعارضة بمقاتلين متعصبين دينيًا. وقامت ميليشياته الطائفية، والشبيحة، بتهجير السُنة من قُراهم، ورميهم في أحضان الجماعات الجهادية للحماية.. انتشرت الكثير من التقارير تفيد بأنّ الأسد اشترى النفط من داعش، وتجاهلهم في ساحة المعركة، حتى أنّ وزارة الخارجية الأمريكية اتهمته بأنه السلاح الجوي لداعش. ولذلك؛ فإنّ الظروف التي أدت إلى قيام دولة داعش الإرهابية تمّ دعمها من خلال الاستراتيجية العسكرية للأسد وافتقار أوباما لأي استراتيجية بشأن سوريا.. لقد تشكّلت سياسة أوباما الخارجية من خلال غزو سلفه للعراق، ولذلك كان الخيار الذي قدّمه للجمهور هو عدم فعل أي شيء في سوريا وإلّا ستكون هناك “عراق آخر”.. ولكن عدم اهتمامه بالشأن السوري أدى إلى ظهور “سوريا أخرى”، مع أكثر من 250 ألف قتيل، وأربعة ملايين لاجئ، وأكثر من نصف السكّان الآخرين مشردين.. نزف الحرب ليس الجثث فقط، ولكنه الذكريات أيضًا. إنها تحول الماضي إلى مجموعة من الأنقاض الرمادية بين هوة واسعة من الفر
الشعب السوري ضحية
عادل محمد - البحرين -لم يكن يوم الأربعاء ذاك يومًا عادًيا في مسيرة الأحداث في سوريا، فقد شنّ النظام وبحسب تقارير استخباراتية غربية و«منظمة هيومن رايتس ووتش» والمعارضة السورية هجومًا كيميائيًا هو الأكثر دموية في الأحداث منذ اندلاعها وحتى الآن، انطلقت صواريخ أرض – أرض تدكُّ مدينة الغوطة الشرقية، وتحمل غاز الأعصاب وغازات كيميائية أخرى تنتشر في الجو عقب اصطدامها بالأرض.. سرعان ما استنشق أطفال الغوطة الغاز، لم يكن بمقدورهم كتمان أنفاسهم، ولم يعلموا حتى بقدومه إلى فتحات أنوفهم؛ إذ لا تُحدِث هذه الصواريخ صوتًا كما هو الحال في الصواريخ العادية، بمجرد أن يدخل الغاز إلى الجسد يبدأ في موجة من التشنجات العضلية تتسع معها حدقة العين ويصاحبها فقدان للوعي، ثم توقف التنفس الذي يُفضي إلى الموت، ومعه تخرج رغوةٌ من الفم. الناجون من الغاز لا يسلمون من أعراضه أيضًا، فمن حكة في الجلد، واحمرار في حدقة العين، إلى قيء أو إسهال يحدث لمن تعرض للغاز الذي لا لون له، ويصعب تمييزه عن الهواء العاديّ.. لقي 1400 سوري حتفهم في المجزرة بينهم أكثر من 400 طفل وامرأة، هزت جثثهم المتراصة بجوار بعضهم البعض، وبلا أية بقعة دم، ضمير العالم، عقب الحادث تذكر الجميع ما صرح به الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 2012 من أن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية خطٌ أحمر لن يُسمح له بتعديه، وإذا ما حدث سيقوم الرئيس الأمريكي بشن ضربات عسكرية ضد النظام السوري.. ترقب العالم رد فعل أمريكا في ذلك الوقت، بدا أن طبول الحرب تدق في تلك اللحظات، انتظر الجميع رد فعل رئيس أقوى دولة في العالم على خرق النظام لخطه الأحمر. تشاور أوباما مع أعضاء الكونجرس الأمريكي، طلب منهم تفويضًا بشن هجمات في سوريا، لكن روسيا حليف النظام الأبرز تدخلت من أجل إقناع الرئيس الأمريكي بتأجيل الضربة والموافقة على تعهد النظام بتسليم ترسانته من الأسلحة الكيميائية إلى منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية ومقرها لاهاي.. تراجع أوباما هذه المرة وطلب من أعضاء الكونجرس تأجيل تصويتهم على القرار، في النهاية وافقت الولايات المتحدة على الاتفاق ولم يتدخل أوباما عسكريًا في سوريا، لكن روسيا التي أقنعته بذلك ستقوم بعد عامين من هذا الاتفاق بالتدخل عسكريًا وشن ضربات جوية على أهداف في سوريا بغرض قلب المعركة لصالح النظام ولصالحها، وهو ما حدث بالفعل..