أكد أن العلمانية تنقذ إيران والمنطقة من التشيّع السياسي
رضا بهلوي: البطون الجائعة سوف تقتلع النظام الإيراني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من باريس: في لقاء لـ"إيلاف" مع رضا بهلوي الثاني، الابن الأكبر لشاه إيران السابق وولي عهده، تحدث في كثير من الأمور التي تخص تدهور الأوضاع في إيران التي تشهد تراجعًا غير مسبوق على المستويات كافة، والأمر لا يتعلق بالتراجع الداخلي في ما يخص الحريات والإقتصاد وغيرها، بل إن لتدهور إيران انعكاساته الخطيرة على المنطقة بكاملها، فقد فتح رضا بهلوي ملفات عدة من قلب باريس، من أهمها اعتقاده الراسخ بأن العلمانية هي الحل الذي يضمن حماية الحريات الدينية للجميع، كما إنها ضمان لعدم استغلال الدين سياسيًا، هذا الإستغلال الذي يعيش عليه النظام الإيراني، ويقود به البلاد، وكذلك محيطه الإقليمي إلى وجهة عنوانها الدمار والخراب.
- هل طالتعم تصريح الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي قبل أيام حينما قال إن إيران تراجعت 100 عام إلى الوراء في مجال الديموقراطية والعدالة؟
نعم إن طبيعة هذا النظام الحاكم تقود إيران إلى الخلف، ولكنني أرى أن الآثار المترتبة على فكر وتصرفات هذا النظام أبعد من ذلك وأشد خطورة، فالأمر هنا ليس مسألة وقت، وإلا كان في استطاعتنا تدارك الأمر، الخطير في الأمر أن هذا النظام يخلق الدمار لإيران ولمحيطه أيضًا، مرة أخرى أؤكد أن خطورة الموقف تتجاوز الفشل الإداري، أو الفساد، بل إن البنية التحتية تنتهي، لقد كنا سابقًا نموذجًا ناجحًا للتعددية، والإثنيات، وتنوع الأديان والمذاهب، لقد كان الجميع يعيش في سلام وتناغم إجتماعي لافت، ولكن الإيديولوجية الشيعية التي يستخدمها النظام الحالي في الحكم هي مصدر التراجع داخليًا، كما إنهم يصدرّونها إلى دول الجوار، سواء السعودية أو بقية الدول الخليجية، ومن هنا بدأت الصراعات السنية الشيعية في المنطقة، محمّلة بأبشع الأفكار، نحن سابقًا لم نعش هذه الأجواء، ولم نعرف خلافات بهذا الشكل بين المذاهب، وهذا النظام يريد أن يجعل من العلمانية التي ننادي بها اتهامًا، فهي لا تتوافق مع فكر التشيّع، ولكننا نراها أنها المنقذ.
- تقولون إن العلمانية هي الحل.. هل يمكن تفسير ذلك بصورة أكثر وضوحًا؟
نعم هي الحل، فالشعب لديه تعددية دينية وعرقية، وهناك العديد من المذاهب، نحن نحتاج أيديولوجية تضمن تعايش هذه المذاهب والعقائد المختلفة معًا، والأمر ليس جديدًا، فقد عاشت إيران سابقًا في أجواء من المساواة والديموقراطية والحرية، نريد أن نرى النموذج الفرنسي مثلًا، فهو من بين أكثر النماذج التي تضمن تعايشًا بين الجميع، فالمسلم والمسيحي واليهودي يتعايشون معًا تحت راية وطن واحد.
ماذا حدث في مراحل التحوّل في إيران من نموذج التعايش وصولًا إلى الوضع الراهن؟
الفكر القائم على المساواة والتعايش كان موجودًا في إيران حتى ما قبل إنقلاب الملالي، لقد جاء هؤلاء بالطائفية والظلامية، لنصبح الآن أقرب ما نكون إلى أوروبا في عصر ما قبل النهضة، عندما كانت الكلمة العليا في يد رجال الدين، هم السلطة وهم الذين يفعلون كل شيئ، وفي حال قمت باجراء إستطلاع رأي بين أبناء الشعب الإيراني، فسوف تجدهم يريدون الحرية والمساواة، ويحلمون بدستور يضمن لهم جميع هذه القيم، ويلبّي طموحات الشباب الإيراني، لدينا قطاعات كبيرة من الشباب لا يتوافقون ولا يمكنهم التعايش مع النظام الحاكم في طهران.
يستعيد ولي عهد إيران موقفًا مهمًا حدث بين الخميني وقيادات عربية، على رأسها الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، والملك الحسن الثاني ملك المغرب الراحل، فيقول :"لقد ادّعى الخميني أنه ونظامه يمثلون صحيح الإسلام، فما كان من الرئيس السادات والراحل الملك الحسن الثاني إلا أن قالا.. وهل تعتقد أننا لسنا مسلمين؟، وإذا كان الخميني يمثل الجانب الصحيح والأصيل في الإسلام، فمن نمثل نحن؟.
- لماذا تعتقدون أن العلمانية قادمة لا محالة؟، وهل هي حقًا مسألة وقت؟
النظام الإيراني يعتقد أن العلمانية ضد إسلام التشيّع، وهو لا يعلم أنها ليست ضد الدين، بل هي التي تضمن الحرية، وسؤالي لخاتمي كرجل دين: لماذا هناك الأئمة المعصومون، وأعني الأئمة الإثني عشر، لماذا لم يحكم منهم سوى اثنين فقط؟ فهل أنت تريد أن تحكم باسم الثورة الإسلامية أم باسم الإسلام الشيعي؟. تصريح خاتمي إعتراف ضمني بما يسمى بـ"MEA CULPA" نحن الآن أمام إعتراف بالإخفاق في التعايش، أعتقد أنهم العلمانية سوف نطبق بكل حذافيرها قريبًا، لكي يتخلص الشعب من السيطرة والهيمنة، ومن وجهة نظري فإن درجة التطور والتورط موجودة، وهي مسألة وقت لا أكثر، الأمر له جانب يتعلق بالثقافة الإيرانية، والتي بها شوفينية.
ويكمل شاه رضا بهلوي الثاني: "في نهاية اليوم حينما تكون المعدة خاوية، وهناك حالة من الحرمان، وشعور بأنه لا توجد فرص حقيقية للحياة، فسوف يبكي الشعب من أجل الحرية، وهم يعلمون جيدًا أن الحرية لها شروط، وثقتي كبيرة أن المواطن الإيراني سوف يتحمل مسؤولية الحفاظ على هذه الحدود، إذا نظرت إلى إيران فسوف تجد أن أنها مؤهّلة للمضي للأمام بما تملكه من موارد بشرية وطبيعية ومن كفاءات في مختلف المجالات، نعم هناك جاهزية بدرجة ما، ولكن يجب ألا نكون ما نحن عليه الآن، فالوضع الراهن يجعل الشعب الإيراني محبطًا، والجيران بالتأكيد سوف يتأثرون ويلمسون هذه الحالة من الإحباط".