القوات الحكومية تهاجم معقل المعارضة في نيكاراغوا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ماناغوا: شنت القوات الموالية لرئيس نيكاراغوا دانيال اورتيغا هجومًا على مدينة ماسايا معقل المعارضة الثلاثاء فيما تتزايد الدعوات الدولية لانهاء العنف الدموي المستمر منذ اشهر في ذلك البلد.
ودخلت نحو 40 شاحنة مليئة بعناصر شرطة مكافحة الشغب والشرطة شبه العسكرية المدججين بالسلاح مدينة ماسايا في جنوب شرق العاصمة ماناغوا، من اربعة جوانب، بحسب صور نشرها سكان على مواقع التواصل الاجتماعي.
تصاعدت اصوات الرشاشات وصفارات الانذار في حي مونيمبو المضطرب في المدينة، الذي كان بؤرة للاحتجاجات الاخيرة الداعية الى استقالة اورتيغا، الذي يهيمن على السياسة في البلاد منذ عقود. وكتب الاسقف سيلفيو بايز على تويتر "انهم يهاجمون مونيمبو! الرصاص يصل الى كنيسة مريم المجدلية التي يحتمي فيها القساوسة".
اضاف "نرجو من دانيال اورتيغا وقف المجزرة! يا سكان موميمبو اتوسل اليكم ان تنقذوا انفسكم". وقال السكان ان اكثر من الف رجل يطلقون نيران الرشاشات دخلوا المدينة البالغ عدد سكانها 100 الف نسمة. وكتب كريستيان فارجاردو قائد حركة احتجاج طلابية في رسالة واتساب "انهم يهاجموننا من مختلف المداخل في مونيمبو".
وحذرت الولايات المتحدة اورتيغا من مغبة شن هجوم على ماسايا ودعت الى وقف حملة القمع الدامية للاحتجاجات المناهضة للحكومة والتي خلفت نحو 280 قتيلا خلال الاشهر الثلاثة الماضية.
وكتب فرانسيسكو بالميري نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون دول غرب العالم على تويتر "نحث الرئيس اورتيغا بشدة على عدم مهاجمة ماسايا .. العنف وسفك الدماء المستمر الذي ترتكبه الحكومة في نيكاراغوا يجب ان يتوقف فورا. العالم يراقب".
رسالة رعب
علت اصوات طلقات نارية على اصوات اجراس كنائس تحذر السكان المحليين من خطر هجوم، بحسب ما افاد شهود عيان لمحطات اذاعية في ماناغوا.
وقال الفارو ليفا امين اتحاد حقوق الانسان في نيكاراغوا "انهم يطلقون النار على المنازل بطريقة غير مسؤولة. الرسالة هي أن اي شخص يطل برأسه سيقتل: إنها رسالة رعب". واضاف "انا قلق بشكل خاص على الاطفال والنساء الحوامل والمسنين".
تأتي هذه العملية بعد اسبوع دام في نيكاراغوا تعرض فيه الطلاب وجماعات المعارضة للهجوم مرات عدة وسط احتجاجات عامة واسعة.
وقبل عشرة ايام قتل 14 شخصًا على الاقل اربعة منهم من عناصر الشرطة والقوات شبه العسكرية بعد غارة شنتها قوات موالية للحكومة في مناطق ديريامبا وجينوتيب قرب ماسايا.
وفي الاسبوع الماضي قتل خمسة اشخاص من بينهم اربعة رجال شرطة، في اشتباكات بين انصار المعارضة والشرطة المدعومة من القوات شبه العسكرية في بلدة موريتو في جنوب شرق البلاد، بينما انتهت عملية اخرى شنها مؤيدو اورتيغا بمقتل عشرة اشخاص على الاقل من بينهم اربعة رجال شرطة، الاحد في ماسايا.
والاثنين أعلن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش ان "من الضروري جدا وقف العنف على الفور، وإحياء الحوار الوطني، لأن الحل السياسي فقط هو المقبول في نيكاراغوا".
وقال ان "المسؤولية الأساسية للدولة تقضي بحماية مواطنيها، ولا يمكن تناسي هذا المبدأ الأساسي، خصوصا عندما يقع للاسف عدد من القتلى، وهذا امر يثير الصدمة الشديدة".
وفي بروكسل قال بوب اوكويست وزير السياسات الوطنية واحد اعضاء الحكومة المقربين من اورتيغا، لوكالة فرانس برس في مقابلة انه تم احباط محاولة "انقلاب". وقال "هذه انباء جيدة جدة لانها تترك فرصة للحوار لان من هم وراء الانقلاب لا يريدون الحوار".
عملية تطهير
نصب نشطاء المعارضة في ماسايا، وخاصة في مونيمبو، الحواجز لمنع دخول القوات الحكومية الى معقلهم. وشنت الحكومة "عملية تطهير" في يوليو لمحاولة اقتحام الحواجز واخلاء الشوارع من نشطاء المعارضة.
وقتل نحو 280 شخصا في اشتباكات في البلد الفقير الواقع في اميركا الوسطى منذ اندلاع الاحتجاجات في 18 ابريل، والتي انطلقت في البداية ضد اصلاحات معاشات التقاعد التي تم التخلي عنها لاحقا.
واتسعت الاحتجاجات لتصبح مناهضة لاورتيغا وزوجته روزاريو موريلو التي تشغل منصب نائبة الرئيس، والحكومة. وحاولت الكنيسة الكاثوليكية النافذة التوسط في الخلاف.
وتتهم المعارضة اورتيغا (72 عاما) بادارة نظام قمعي، وطالبت باستقالته وتقديم موعد الانتخابات المقررة في 2021 لتجري في العام المقبل.
ويتولى اورتيغا، قائد الميليشيا السابق، السلطة منذ 2007، الا انه امضى كذلك 11 عاما في منصب الرئيس بعد الاطاحة في 1979 بالديكتاتور المدعوم من الولايات المتحدة اناستاسيو سوموزا.