كرزازي: الدولة أخفقت في وضع سياسات حضارية في قطاع الإسكان
باحثون يرصدون مظاهر التحضر في مدن المغرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أجمع مهندسون وأساتذة باحثون على وجود تحديات تعترض المدن المغربية، تتمثل في العمران الفوضوي، الذي يهدد بزحف جماعي لسكان القرى، في غياب استراتيجية ناجعة لإدماجهم، لتحقيق نمو حضاري في أجواء سليمة وصحية.
سلا: قال رئيس جمعية سلا المستقبل، مولاي إسماعيل العلوي، إن العديد من الناس مرغمون على الانتقال إلى المدينة، بسبب ظروف اقتصادية قاهرة، تفرض إحداث مفاهيم إجرائية مهمة، أبرزها "البناء أو السكن ضعيف الإدماج"، مما دفعهم إلى القيام بعمل "الاستيطان"، من خلال دور الصفيح.
أوضح في مداخلة له، في مائدة مستديرة، نظمتها الجمعية، مساء الخميس في مدينة سلا، حول موضوع "تنوع مظاهر التحضر بين الماضي والحاضر"، من خلال مناقشة مؤلف "رغبات مدينة"، للمفكر المغربي محمد الناصري، أن الدول سلكت 3 طرق في مقاربتها لإشكال العمران الفوضوي، الذي يسمّى بـ"السري" و"العشوائي"، عن طريق إرغام السكان على مغادرة المدينة، مثلما حدث في كمبوديا، ومراقبة نزوح العائدين من الأرياف، فضلًا عن"تريث أعرج"، وهو ما قام به المغرب، بالتكيّف مع واقع أنشأه هؤلاء الوافدون، والذي غالبًا ما يصطدم بمشاكل الإيواء والتعليم والصحة.
وقال العلوي: "يعترضنا مشكل كبير في بلادنا، فعدد السكان في الأرياف يضاهي 13 مليون نسمة، لهم 9 مليون هكتار من الأراضي لضمان قوتهم، وهو ما يشكل معضلة في المستقبل، بوجود فائض سكاني، يتراوح ما بين 6 و7 مليون نسمة، مما ينذر بنزوح جحافل منهم نحو المدن، خاصة أننا غير مستعدين لاحتواء هذا الجيش العرمرم من الناس".
أفاد الأستاذ الباحث في التاريخ، عبد الأحد السبتي، أن هناك تفاوتًا في سلوك الدولة بين المراقبة والتنمية، مما أدى إلى سياسات تهيئة غير مندمجة، وبالتالي ظهور حركات اجتماعية.
واعتبر أن بلاده بحاجة إلى خلق نموذج للمدن المغربية، بوجود مدن انكمشت عمرانيًا، في مقابل أخرى، حافظت على جاذبيتها، مثال مدينة فاس، بفضل المركز الاستراتيجي والعلمي الذي تمثله جامعة القرويين.
من جهته، قال الباحث والمفكر المغربي، محمد الناصري، إن المجتمع التمدني متفكك ومبعثر على مستوى الوطن، بسبب المتغيرات التي يفرضها العصر.
وقال الأكاديمي موسى كرزازي إن العلاقة الثلاثية التي كانت تنظم المجتمع المغربي من خلال السلطة والقبائل والعرف قلّصت نفوذ المدينة، مقارنة مع أوروبا التي تعد قاطرة للنمو السياسي والاقتصادي.
أفاد أن الدولة أخفقت في وضع سياسات حضارية في مجال النهوض بالأرياف وقطاع الإسكان في المدن، مما أدى إلى انتشار دور الصفيح، إضافة إلى إهمال المدن العتيقة، خاصة تأهيل الدور الآيلة للسقوط، والتي لم يتم الانتباه إليها إلا أخيرًا، في مدن فاس وسلا والرباط، عن طريق اقتناء أجانب للرياض (منزل تقليدي مغربي) في إطار"سياسة النخب".
واعتبر المهندس المعماري الفرنسي أولفيي توتان أن المغرب يقوم بمجهودات واضحة من أجل تحسين قطاع الإسكان، من خلال برنامج السكن الاجتماعي وتقليص دور الصفيح، إلا أن الأمر يصطدم أحيانًا بغياب الخدمات الأساسية للمواطنين من ماء وكهرباء.
وأوضح أن الدولة مطالبة بالتسريع في المشاريع العقارية لمواجهة "السكن السري أو العشوائي"، في ظل كثافة سكانية متزايدة سنويًا.
&