أخبار

في رمضان يكلفني الإفطار في مطعم سدس راتبي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
Getty Images دمشق - آب 2018

لم يستطع سامر تناول أي وجبة الإفطار في مطعم في رمضان الماضي، لكنه هذا العام يخطط كيف سيقتصد ليأخذ حبيبته هذا العام إلى أحد المطاعم في دمشق القديمة، "وإذا هي بتدفع بيكون منيح"، يقول مازحا، ويشرح أن إفطارا لشخصين في مطعم يحتاج هذه الأيام لنحو 10 آلاف ليرة سورية ( 20 دولارا تقريبا) - أي سدس راتبه تقريبا.

وحتى الإفطار في المنزل يكلف كثيرا؛ فرغم كل الظروف الاقتصادية الصعبة لا يزال من يصوم في دمشق يحرص على تحضير بعض الأطعمة والعصائر الخاصة بهذا الشهر.

سامر (اسم مستعار) يعيل أمه وهما نازحان إلى دمشق. وهذا سادس رمضان يمر عليهما في بيتهما المستأجر.

أطلب منه أن أتحدث مع والدته عبر واتساب عن الأسعار هذا العام، قبل أيام من بداية شهر رمضان، فيقول "اسأليني أنا! أنا بعرف أسعار كل شيء بالسوق".

يشتري سامر، وهو مهندس في نهاية العشرينيات من عمره ويعمل في إحدى الشركات الخاصة في العاصمة، ولا يخبر أمه عن الأسعار الحقيقية "حتى لا تنصدم". "هي بالأساس مريضة وحركتها صعبة ولن تخرج بنفسها للتبضع".

يتراوح متوسط الدخل في دمشق هذه الأيام حول 60 ألف ليرة سورية ( 120 دولارا تقريبا)، وإذا كان شخصان في العائلة يعملان يصل المدخول الشهري إلى 100 ألف بالمتوسط. لكن سامر يخبرني على الهاتف كم هي غالية أسعار المواد الأساسية اللازمة لمائدة بسيطة في رمضان.

Getty Images

قال لي إن تكلفة علب التمر هندي لتحضير العصير طوال الشهر، وكيلوين من اللحم، وخضار للسلطة، والقليل من النشويات (رز مثلا)، وفول أو حمص (للفتة الشامية)، ومعروك (فطيرة محشوة تمر) يتجاوز راتب شخصين، وهذه المواد تكفي لعائلة صغيرة والمواد ليست بجودة عالية.

لكنه يقول إن الوضع لم يتغير كثيرا عن رمضان الماضي: "كله غالي".

Getty Images دمشق

في بغداد تبدو الصورة مختلفة تماما.

المقلوبة الشامية في مصر، و"الحلو مر" يغيب عن موائد الخرطوم

مطاعم حتى الفجر في بغداد

بدأت مياسة العزاوي، وهي صحفية مقيمة في حي الكرادة ببغداد، منذ الآن بالاستعداد، نفسيا، لامتحانات ولديها، ولتحضير مؤونة شهر رمضان - حيث يتصادف الحدثان معا هذا العام.

وتقول إنها لا تشعر بالغلاء؛ فأسعار البضاعة، ومعظمها قادم من تركيا وإيران، مقبولة لغالبية الموظفين.

وعن الطبق الأساسي الذي لا يستغني عنه العراقيون الصائمون، تقول إنه شورية العدس، وهي وجبة رخيصة الثمن، إلى جانب شراب التمر هندي.

"الحمدلله، يصادف الاستعداد لرمضان هذا العام مع موعد صرف الرواتب"، تقول ضاحكة. وتتحدث عن كيف اختلف الوضع في العراق هذه السنة، وكذلك السنة الماضية، حيث "تحسن الوضع الأمني"، وعادت المطاعم للعمل حتى ساعات الفجر الأولى.

وتقول إنه "من العادي جدا" أن تذهب العائلات العراقية للإفطار والسحور في رمضان؛ حيث يتراوح سعر الوجبة للشخص حوالي 10 دولارات للإفطار و4 للسحور - الأمر المقبول لدى كثير من العائلات.

Getty Images المكسرات "مشكلة" في مصر، والمحاشي "من الثوابت"

في مصر تختلف الأوضاع الاقتصادية - بطبيعة الحال - باختلاف المناطق والطبقات الاجتماعية، لكن يبدو أن المكسرات أصبحت "رفاهية" للجميع.

تقول مديحة الجندي، وهي موظفة: "الأسعار مرتفعة جدا هذا العام إلى حدٍ قد يجعل كثيرين يحجمون عن شراء متطلبات رمضان، هذا الشهر تختلف متطلباته عن الأشهر العادية.".

وتضيف: "لن أشتري مكسرات هذا العام، لا يزال لدي كميات قليلة متبقية من العام الماضي. وحتى لو كنت لا أحتفظ بها، كنت سأشتري كميات محدودة جدا منها".

Getty Images

وكما هي العادة في كثير من المدن، تخزن مديحة بعض المواد الغذائية لشهر رمضان قبل فترة من حلول الشهر.

وتقول: "عادة ما أخزن الأغذية قبل رمضان، إذ تزداد الحاجة إلى اللحوم بشكل خاص؛ فهناك مناسبات الإفطار التي ندعو إليها الأقارب والأهل والأصدقاء. وبالتالي لا يمكننا الاستغناء عن ذلك".

وتشعر أن أسعار جميع المنتجات اختلفت كثيرا عن أسعار العام الماضي في نفس الفترة وازدادت.

وفي مصر يعد طبق المحاشي "من الثوابت" على الإفطار، خاصة في الأيام الأولى، إلى جانب شراب الكركديه.

تقول هدى راشد، وهي جدة مقيمة في القاهرة، إن الجميع يحضر هذا الطبق "لكن من وضعه المادي جيد يضع كميات كبيرة من اللحم، في حين يكتفي آخرون بمرق الدجاج، لعدم القدرة على شراء اللحم".

Getty Images

كما تشير هدى إلى أهمية ما يعرف بـ "الجمعية" للاستعداد لرمضان، أي توفير المال من خلال الاشتراك مع مجموعة من الأهل أو الزملاء بدفع مبالغ مالية صغيرة شهريا وأخذها مرة كدفعة كاملة.

وتتحدث عن ظاهرة الإفطارات العائلية في المطاعم في هذا الشهر بين القادرين على ذلك، بعد أن كان ذلك "عيبا"؛ إذ جرت العادة أن يعزم الأقارب أهلهم في بيوتهم، ولكن بدأت هذه العادة بالتغير في السنوات الأخيرة.

"الفرق المادي لن يكون كبيرا، لكن الأم سترتاح"، تقول هدى. "عبء تحضير العزائم يقع على الأم غالبا، لذا يشترك أفراد العائلة للإفطار معا في أحد المطاعم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف