أخبار

تناول فيه أسرار القلب بين الإشارات الدينية والمتغيرات العلمية

طبيب في جراحة القلب يلقي درسًا دينيًا رمضانيًا بين يدي العاهل المغربي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس، الإثنين، في القصر الملكي في مدينة الدار البيضاء، الدرس الخامس من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية.

إيلاف من الرباط: ألقى درس اليوم بين يدي الملك، الأستاذ محمد لعروسي، رئيس قسم جراحة القلب في مستشفى ابن سينا في الرباط، متناولًا بالدرس والتحليل موضوع: "أسرار القلب بين الإشارات الدينية والمتغيرات العلمية"، انطلاقًا من قول الله تعالى في سورة الحج "أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها، فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور".

تناول الأستاذ المحاضر هذا الموضوع، من خلال أربعة محاور، هي "تعريف القلب من خلال الاكتشافات العلمية"، و"القلب في القرآن الكريم والسنة النبوية بين الحقيقة والتأويل"، و"المتغيرات العلمية الحديثة في علم القلب"، و"معجزات القرآن في علم القلب".

قال لعروسي، في مستهل الدرس، "إنني لا أقول بإخضاع الدين للعلم، الذي تتغير نتائجه باستمرار، ولا بحصر فهم الدين على نتائج علمية موقتة، فالدين جاء بالهداية، واستعمل لها اللغة المناسبة لتبليغها، وإن ما أردت أن أقوله هو أن العلم الطبي في السنوات الأخيرة قد اكتشف عجائب تتعلق بالقلب ووظائفه، فلا بأس أن يطلع عليها الناس، وهم يستحضرون ما ورد عن القلب في القرآن من إشارات".

وأشار إلى أن الدرس سيكون مناسبة لاستعراض بعض ما أنجز من دراسات حول قضية علمية ما فتئت تطرح مجموعة من التساؤلات، وتفتح أبوابًا للتأمل والتفكر. ويتعلق الأمر بخفايا علم القلب بين الاكتشافات العلمية الجارية وبين الإشارات الدينية التي طرحها القرآن الكريم بهذا الخصوص.

أبرز أن الدراسات والأبحاث العلمية السابقة حول القلب لم تكن تتطرق إلى أهميته في التفكير والإدراك والإحساس والعاطفة وغير ذلك، بل اعتبر القلب مجرد عضو فيزيولوجي أو عضلة مضخة للدم في جسم الإنسان، له تركيب معقد، إلا أن التطور العلمي الحالي والنقلة النوعية التي عرفتها جراحة القلب عبر العالم، وبالخصوص زراعة القلب، جعلت هذه الحقيقة تتأرجح بين الثابت والمتغير.

تابع المحاضر أن القلب، تلك الذرة الربانية التي تخشع وتعقل، مصدر الإيمان مركز الروحانيات، أبعد من أن تكون مجرد آلة معقدة تقوم بميكانيزم خاص بضخ الدم في الجسم، مشيرًا إلى أن العلماء توصلوا في هذا المجال مع بداية القرن الواحد والعشرين، بل لاحظوا وسجلوا حقائق جديدة مثيرة للتفكير والتساؤل، خصوصًا بعد إجراء عمليات زرع القلب، وما رافقها من تغييرات وتقلبات نفسية جذرية، بل جد عميقة، تخللت في غالبية الحالات جانب الثوابت الروحانية والمعتقدات عند المريض.

سجل أن هذه الحقيقة الجديدة وما رافقها من بحث علمي واستخلاص لنتائج مذهلة جديدة، بل وغريبة، فتح الباب أمام البحث العلمي لطرح السؤال من جديد وتغيير الفكرة المتعارف عليها، عند تعريف القلب علميًا وطبيًا.

وأوضح أن السؤال المطروح هو: هل القلب مجرد آلة تتحكم فيها ميكانيزمات كمية؟ أم إن القلب يتعدى هذه الحقيقة ليدخل في مجال أعمق عرفه القرآن الكريم عبر آياته الكريمة، حيث ذكر مائة واثنتين وثلاثين مرة، وهل حركة القلب ونبضاته تتعدى مجرد كونها دقات عادية؟ أم هي مسلك يغذي العقل ويمده بالمعلومات ويوجّهه نحو الفهم والإدراك؟.

ففي المحور الأول، تطرق لعروسي إلى تعريف القلب من خلال الاكتشافات العلمية، مشيرًا إلى أن القلب هو ذلك العضو العضلي، الكتلة أو المضغة الساكنة في الجهة اليسرى لصدر الإنسان، والذي لا يتجاوز وزنه ثلث كيلوغرام أو قبضة اليد، ويحمل من عجائب التصميم ما لا يدركه عقل الإنسان، ويخطر على التفكير.

وتابع المحاضر بالقول إن كمية الدم التي يضخها القلب في الحالة الطبيعية تبلغ حوالى خمسة لترات في الدقيقة، أي بمعدل سبعة آلاف وخمسمائة لتر في اليوم بين حركة انقباض وانبساط، فهو يدق في اليوم أكثر من مائة ألف مرة، وعندما يصبح عمر الإنسان فوق السبعين يكون قلبه قد نبض مليارين ونصف مليار مرة، وضخ مئتين وخمسين مليون لتر، خلال هذه الفترة الحياتية.

أشار إلى أن القلب يضخ الدم عبر شبكة الأوعية والشرايين، التي يبلغ طولها مائة ألف كيلومتر عبر الجسم، وهذا الرقم يوازي محيط الكرة الأرضية مرتين ونصف مرة، مما يؤكد الحقيقة العلمية السائدة التي بنى عليها العلماء تعريفهم للقلب، هذا الأخير الذي يتمثل دوره في توصيل الأوكسجين والمواد الغذائية والمواد الواقية للجسم إلى جميع الخلايا لتقوم بوظيفتها، مما يؤكد أن القلب هو المصدر الأساسي للحركة في الجسم، بل هو المسيطر على عملها بالكامل.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف