أخبار

العزلة تتفشى بين الشباب والنساء

9 ملايين ألماني يعيشون حياة منغلقة!

العزلة تتفشى في المجتمع الألماني- صورة تعبيرية
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تكشف دراسة جديدة أن 9.5% من الألمان يعانون من العزلة والوحدة، وهو ما دفع نائبا في الحزب الاشتراكي إلى المطلبة بتعيين مفوض لشؤون العزلة الاجتماعية في البرلمان الألماني.

ايلاف من كولون: تؤدي العزلة في المجتمع إلى عواقب صحية معروفة تمتد بين الاكتئاب وأمراض القلب والأمراض النفسية الأخرى، كما أنها تصبح عائقاً أمام التطور الاقتصادي حينما يصبح العجز عن العمل من أهم نتائج حياة العزلة.

وذكر كارل لاوترباخ، النائب عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان الألماني، انه يطالب منذ سنين بانتخاب مفوض لشؤون العزلة الاجتماعية في البرلمان الألماني.&

وأكد لاوترباخ، وهو الخبير الاشتراكي في القضايا الصحية، أن العواقب الاجتماعية والاقتصادية ترهق المجتمع والاقتصاد الألمانيين.

تعليقاً على دراسة جديدة حول العزلة في المجتمع الألماني، قال لاوترباخ إن نسبة الذين يشعرون بالعزلة الاجتماعية مرتفعة، رغم انها انخفضت قليلاً. وأضاف انه يتوقع ان يزداد المعزولون عزلة، وأن تتفاقم أمراضهم الجسدية النفسية بسبب العزلة.

أجرى الدراسة "معهد الدراسات الاقتصادية الألماني"، حيث شملت 30 ألف ألمانية وألماني، من مختلف الأعمار والمشارب الاجتماعية، وتم سؤالهم عن حياة العزلة والوحدة التي يشعرون بها.

وظهر من الدراسة ان 9,5% من الألمان يشعرون بالعزلة، بمعنى أنهم لا يجرون حديثا شخصيا مع شخص آخر إلا مرة واحدة في الشهر أو أقل من ذلك.

9 ملايين ألماني يعانون&من العزلة

وتشير الدراسة إلى أن نسبة المعزولين سنة 2018 &انخفضت قليلاً عنها في سنة 2013(10,5%) إلا أنها تبقى عالية.

ويبلغ عدد سكان ألمانيا نحو 82 مليون نسمة، وهكذا فإن 9 ملايين منهم يعانون من وحدة كبيرة وحالة إنغلاق في المجتمع.

العزلة تتفشى بين الشباب والنساء

وتبين الدراسة أن النسب بين شرق وغرب ألمانيا مختلفة من ناحية الرواتب والبطالة وتشغيل النساء...إلخ، إلا انها متساوية من ناحية الشعور بالعزلة الاجتماعية. وكانت الحالة الاجتماعية أفضل في الولايات الشرقية قبل 6 سنوات من الآن.

المفاجئ، بحسب معدي الدراسة، أن المهاجرين المقيمين في ألمانيا يشعرون أكثر من غيرهم بالعزلة الاجتماعية.&

وبلغت نسبة المعزولين بينهم 15%، وهي نسبة عالية مقارنة بالنسبة بين الألمان (من غير خلفية أجنبية) التي بلغت 8,2%. هذا علماً ان الأجانب، وخصوصاً الأتراك لا يتركون ذويهم في عزلة عادة، ونادراً ما يرسلون شيوخهم وعجائزهم إلى دور المسنين والعجزة.

النساء والشباب أكثر عزلة

شكلت النساء اللواتي يشعرن بالعزلة في المجتمع الألماني نسبة 60% من المعزولين (40% رجال).&

وتتقدم النساء المترملات الاحصائية هنا أيضاً، لانهن يشكلن النسبة الأعلى من حالات العزلة بين الأرامل من الجنسين (17%).

قرعت الدراسة أجراس الحذر بالنظر لزيادة نسبة المعزولين اجتماعياً بين الشباب من سن 19-29 سنة. فالزيادة في نسبة الذين يشعرون بالعزلة هنا تبلغ 29% مقارنة بدراسة مماثلة أجرت سنة 2013.

ويعود الحذر في هذا&الموضوع إلى ان النسبة بين المسنين، ممن تجاوزوا سن الستين سنة، ارتفعت بنسبة 26%، أي بنسبة أقل منها بين الشباب. وهذا رغم أن المسنين يعانون أكثر من الشباب من عواقب الطلاق والتقاعد والأمراض والترمل.

العزلة الأقل سجلتها الدراسة، كما هو متوقع، بين المتزوجين أو الذين يعيشون في زيجات شراكية، وبلغت 8%، وهي بدورها نسبة عالية. وكانت نسبة الشعور بالعزلة الاجتماعية 11% بين العازبين من الجنسين.

وجه العملة الآخر لنمط الحياة

اعتبر اولريش ليلي، من منظمة الشؤون الاجتماعية في الكنيسة الكاثوليكية، العزلة الاجتماعية آفة تكافح المؤسسة الكنسية ضدها في ألمانيا.&

وأضاف أن العزلة هي الوجه الآخر لعملة التطور التقني في الحياة الذي يبعث المزيد من الفردانية في الحياة، من خلال العمل في البيت، وشدة العمل وانحسار فرص الاحتكاك بالآخرين.

وأشار ليلي إلى التحرك السكاني الذي يسببه العمل، والانتقال بين المدن وبين شرق وغرب ألمانيا، لأنه يفرض على الإنسان البحث عن جيران جدد وعلاقات جديدة. وشكك ممثل الكنيسة الكاثوليكية بفائدة مقترح"مفوض لشؤون العزلة" في البرلمان الألماني. وقال إن المشكلة اجتماعية لا تحل بالقوانين والتعاليم السياسية.

أمراض نفسية أكثر من المهاجرين

وكشفت دراسة علمية مؤخراً أن الأجانب في ألمانيا عموماً، الذين يشكل الأتراك ثلثهم، يعانون من أمراض نفسية أكثر مما يعانيه الألمان.&

وتتضمن القائمة العديد من الأمراض التي تمتد بين الاكتئاب، والشيزوفرينيا، والإقدام على الانتحار.

جاء ذلك في عدة دراسات جرى الإعلان عنها في المؤتمر السنوي لأطباء الأمراض العقلية والنفسية في ألمانيا في العاصمة برلين.

واعتبر البروفيسور فولفغانغ ماير، من جامعة بون، هذه الحقيقة وصمة عار في جبين الألمان، وطالب بمعالجة الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم هذه الظاهرة.

مشاكل اللغة

الدكتورة ميريام شولتز-اوجاك، من شاريتيه برلين، والتي تتابع أمراض المهاجرين منذ عقود، قالت في تقريرها إن أسباب تعرض المهاجرين لأمراض النفسية تكمن&في مشاكل اللغة، ارتفاع معدلات البطالة، انحسار فرص التعليم والتدريب المهني، الحنين للوطن، سوء شروط السكن، واللجوء بشكل متأخر إلى الطبيب.

وأكدت الطبيبة أن أبحاثها تثبت أن معدلات إصابة المهاجرين بالأمراض النفسية أعلى من معدلتها في الأوطان الأصلية للمهاجرين. يثبت ذلك، على الاقل، ان نسبة الانتحار بين التركيات الشابات تعادل ضعفها بين الألمانيات من نفس السن، وتعادل ثلاثة أضعافها بين التركيات في تركيا.

غرب ألمانيا يزدحم وشرقها يفرغ من سكانه

وربط معهد الدراسات الاقتصادية الألماني بين هذه الدراسة وبين دراسة اخرى له تقول إن عدد الألمان في الولايات الشرقية انكمش إلى أدنى مستوياته وبات يعادل عدد نفوسهم سنة 1905. هذا في حين أن عدد الألمان في غرب ألمانيا تضاعف منذ السنة نفسها.

حيث إن عدد الألمان الشرقيين بلغ سنة 1990 ( عام سقوط جدار برلين) 16,2 مليون نسمة، وانخفض الآن إلى 13,3 مليون نسمة (13,6 سنة 1905) والسبب هو النزوح من الشرق إلى الغرب بحثاً عن عمل وحياة أفضل.

وسجل المعهد أكبر نزوح للشرقيين نحو الغرب في سنة 1961(بناء الجدار) و1990(سقوط الجدار).

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف