أخبار

فريق متشدد يريد التصعيد.. وآخر يخشى إغراق بلده في حرب مفتوحة

هجوما خليج عمان يسببان انقسامًا بين ترمب ومساعديه بشأن إيران

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومستشاره لشؤون الأمن القومي بولتون في البيت الأبيض في واشنطن في 13 مايو 2019
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: تبذل الإدارة الأميركية التي تبدو منقسمة بين صقورها المتشددين والرئيس دونالد ترمب الذي يخشى إغراق بلده في حرب أخرى بلا نهاية، جهودًا شاقة لتحديد استراتيجيتها حيال إيران بين خيارات الرد أو ضبط النفس وتشديد العقوبات أو التفاوض، كما يبدو من بعض ردود فعلها على التطورات الأخيرة في خليج عمان.

في ما يلي ما نعرفه عن رد الإدارة الأميركية وما تفكر به:

كيف كان رد فعل الولايات المتحدة على الهجومين؟

لم يستغرق الأمر أكثر من ساعات بالنسبة إلى واشنطن لتوجه اتهامات مباشرة إلى طهران وتحميلها "مسؤولية" الهجومين اللذين استهدفا الخميس ناقلتي نفط.

وقال ترمب الجمعة إن الحادث "يحمل بصمات طهران في كل جوانبه"، رافضًا نفي إيران أي دور فيه.

وأشار الرئيس الأميركي إلى تسجيل بالأبيض والأسود نشرته القيادة الوسطى في الجيش الأميركي، يظهر زورقاً سريعاً للحرس الثوري الإيراني وهو يزيل "لغما مغناطيسيًا لم ينفجر" عن بدن إحدى الناقلتين.

قال ترمب "نرى السفينة، مع لغم لم ينفجر، وهذا يحمل بصمات إيران"، مؤكّداً أنّ الحرس الثوري "لا يريد ترك أدلة خلفه".

لكن هذه الإدانات لم تعقبها تهديدات بأي رد فوري. وهذا يمثل درجة ما من ضبط النفس من قبل الإدارة التي شددت بثبات العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية ضد إيران، ورفعت في الشهر الماضي إلى "أقصى حد الضغوط" بنشر سفن حربية وقاذفات وقوات في المنطقة.

حرب كلامية أم حرب؟

قال كولين كال المستشار السابق للأمن القومي في إدارة الرئيس باراك أوباما، ويعمل حاليًا في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، إن "الوضع بين الولايات المتحدة وإيران يزداد خطورة". وأضاف أن الجانبين "قد ينزلقان (...) بسهولة إلى حرب يؤكدان أنهما يريدان تجنبها".

لكن آرون ديفيد ميلر المفاوض السابق في إدارات جمهورية وديموقراطية سابقة لا يرى أن الهجومين الأخيرين "كافيان لإعلان حالة حرب".

وقال ميلر، الذي يعمل حاليًا في معهد ويلسون سنتر الفكري، "إذا قررت إدارة ترمب في ضوء هذا الحادث ضرب سفن أو أراض أو قوات إيرانية في العراق وسوريا أو اليمن، مباشرة، فالدعم لها سيكون معدومًا".

تركيز على الدبلوماسية
من جهته، قال ترمب بوضوح إنه لا يريد أن يغرق الجيش الأميركي في حرب جديدة مكلفة و"لا نهاية لها" مثل حربي أفغانستان والعراق.

وعبّر وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان عن تصميمه على "الدفاع عن قواتنا ومصالحنا في جميع أنحاء العالم"، لكنه أكد في الوقت نفسه أن واشنطن "لا تسعى إلى نزاع".

شدد ناطقون باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على أن الهجمات لم تستهدف مصالح أو مواطنين أميركيين، ما يجعل الأمر قضية تتصل بالملاحة البحرية في العالم وتجب تسويتها على المستوى الدولي.

قال شاناهان للصحافيين الجمعة "لدينا وضع دولي هناك في الشرق الأوسط، وليس حالة أميركية"، مضيفا أن الإدارة متحدة في السعي إلى "توافق دولي لهذه المشكلة الدولية".

لكن ليس سرًا أن مستشار الرئيس ترمب لشؤون الأمن القومي جون بولتون اتخذ مواقف تنمّ عن عدائية أكبر. وكذلك حاول وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي يعد من "الصقور" أيضًا، دفع ترمب إلى مواقف أكثر تشددا.

ماذا يريد ترمب؟

يحجب السؤال عن كيفية الرد الأميركي على الهجومين الأخيرين، سؤالا أكبر: ما هو بالضبط الهدف العملي لاستراتيجية الضغوط الأميركية على إيران؟.

وفي العام الماضي انسحب ترمب من الاتفاق الذي وقعته ست دول كبرى مع إيران في 2015، ويهدف إلى منعها من امتلاك سلاح ذري.

انتقد ترمب بشدة الاتفاق الذي جرت مفاوضات شاقة للتوصل إليه في عهد أوباما، وقال إنه يريد أن تمتثل &إيران لقيود أكبر على برنامجها النووي، وأن تكفّ عن "زعزعة الاستقرار" في الشرق الأوسط.

في الأسابيع الأخيرة، وبينما كان فريقه يتحدث عن مزيد من الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية، أطلق الرئيس الأميركي دعوات عديدة إلى إجراء حوار مباشر مع القادة الإيرانيين. لكن مع رفض المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي القاطع للحوار، لا يبدو المسار واضحًا أمام ترمب.

قال الرئيس في تغريدة على تويتر الخميس "أشعر شخصياً أنّه من المبكر جدا حتى مجرّد التفكير بإبرام اتفاق. هم ليسوا مستعدين، ولا نحن أيضاً".

لكنه كرر دعوته إلى الحوار الجمعة. وقال في برنامج تلفزيوني "نريد أن نعيدهم إلى الطاولة إذا أرادوا أن يعودوا. أنا مستعد عندما يكونون مستعدين، لا مشكلة لديّ".

قال ميلر إن "المشكلة الحقيقية هي أنه لا سقف لاستراتيجية الإدارة (...) انهيار النظام أو تغييره مسألة غير واقعية في الوقت الراهن". وأشار إلى أن سياسة الإدارة حاليا تفتقد الوضوح.

وتساءل الدبلوماسي السابق "ما هو هدف العقوبات؟". وأضاف "هل هو تدمير الاقتصاد الإيراني؟ أم جهد جدي لجلب الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى نتيجة أفضل من تلك التي حققها أوباما؟". أضاف "لا اعتقد أن هذه الإدارة مستعدة لـ(تقديم) نوع التنازلات التي يمكن أن يطلبها الإيرانيون خلال مفاوضات جدية".
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تستطيع امــــريكا ان تحقق بالسلام اكثر مما تحققه بالحرب
عدنان احسان - امريكا -

عقليه الكابوي - - والسطوا - وقطاع الطرق التي يتنهجها بعض السياسين الامريكان - هي التي دمرت مكانه امريكا بالعالم - ومسخت صورتها - وتستطيع امريكا ان تحقق - بالحوار - والسلام - اكثر بكثير مما يققه جناح الحمير - وليس الصقور ...لمزيكا دوله ع'مى ريجب ان تتصرف كدوله عظمى وليس السياسين الذين يمثولن - الكارتلات - ومافايات مــــــراكز القوي ،،

تفكير الدول العظمى
واحد -

هكذا تكون الدول العظمى قراراتها يصيغها حكماء عقلاء لا حاكم متهور فهم يحسبون الف حساب مهما كانت رغبات الرئيس .ترمب رغم تهوره لديه العديد من العقلاء لا يترددون في معارضته ولا يخشون من تصفيتهم او سجنهم كما يحدث عندنا. القرار الامريكي لا حرب والاستمرار في بيع الاسلحة الخردة وقريباً توفير بواخر حماية امريكية ندفع المليارات لحمايتنا في مياهنا فمبروك ......

بقايا أوباما المتعقل
رائد شال -

الولايات المتحدة فقدت مصداقيتها وهيبتها كدولة عظمى منذ أن تولى باراك حسين أوباما الرئاسة، ووظف جون كيري المنحاز ضد العرب ليدير السياسة الخارجية، وعموما كان الديموقراطيون متراخون (لسبب ما) إما شخصي أو عنصري ضد العرب وقدموا الكثير لأعداء دول الخليج العربي. الرئيس دونالد ترامب أعاد هيبة أمريكا المفقودة، وفرض أوامره حسب مصالح أمريكا كدولة عظمى، ومن ينتقدون سياسات الجمهوريين والرئيس ترامب ضد قطاع طرق المنطقة والخطر الفارسي المجوسي الآتي من الشرق هم إما متعصبون ضد العرب أو طائفيون أو عرب جواسيس باعوا ضميرهم.