أخبار

خاض الأربعاء محادثات شاقة مع زعماء أحزاب إيرلندا الشمالية

جونسون: وحدة المملكة المتحدة أولوية قصوى

جونسون مع الوزير البريطاني المكلف في شؤون إيرلندا الشمالية جوليان سميث
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في ختام زيارته لبلفاست، يوم الأربعاء، أن مهمته القصوى هي الحفاظ على وحدة المملكة المتحدة، مع ضرورة استعادة حكومة تقاسم السلطة في إيرلندا الشمالية، التي تعد الساحة الرئيسية لمعركة "بريكست".

وفي زيارته لإيرلندا الشمالية التي جاءت بعد زيارتين لاسكتلندا وويلز بعد بدء مهماته كرئيس للوزراء، أجرى جونسون محادثات تركزت على تجاوز الأزمة المتعلقة بالترتيب الخاص بالحدود الأيرلندية الذي أحبط كل الجهود الرامية لضمان خروج منظم لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وعقد رئيس الوزراء البريطاني محادثات موسعة ولكنها شائكة مع الأحزاب الرئيسية في ايرلندا الشمالية في مقر البرلمان (ستورمنت Stormont)، وتصادم خلالها مع حزب (شين فين) حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، وخصوصا المسالة المتعلقة بالحدود بين ايرلندا الشمالية وجمهورية ايرلندا بعد الخروج.

موقف شين فين

ماري لو مكدونالد زعيمة حزب (شين فين) الأيرلندي القومي

وقالت ماري لو مكدونالد زعيمة حزب (شين فين) الأيرلندي القومي إنها حذرت جونسون من أن الخروج دون اتفاق سيكون كارثيا للاقتصاد واتفاق السلام المبرم في 1998 الذي أنهى ثلاثة عقود من العنف الطائفي في المنطقة. ولاقى نحو 3600 شخص حتفهم في العنف.

جونسون يجري مقابلة صحفية في بلفاست

وكانت مكدونالد زعيمة حزب شين فين قد قالت قبل لقاء جونسون يوم الأربعاء إن على بريطانيا أن تعرض على أيرلندا الشمالية إجراء استفتاء بشأن الانفصال عن المملكة المتحدة إذا سعت الحكومة للخروج من التكتل دون اتفاق، أو ما يعرف بالخروج الصعب.

الديموقراطي الوحدوي

وكان جونسون قد بدأ زيارته بمحادثات مساء الثلاثاء مع قيادة الحزب الديمقراطي الوحدوي، وهو أكبر حزب موال لبريطانيا في المنطقة ويدعم أعضاؤه العشرة في البرلمان البريطاني الحكومة المحافظة.

وبعد الاجتماع كررت زعيمة الحزب أرلين فوستر طلب جونسون بإلغاء الترتيب الخاص بأيرلندا، وهو عبارة عن سياسة مصممة بحيث تمنع عودة الضوابط إلى الحدود بين أيرلندا وأيرلندا الشمالية. وقالت "من المهم جدا إلغاء الترتيب"

.

أرلين فوستر

وأضافت أنها تعتقد بإمكانية اتفاق بريطانيا والاتحاد الأوروبي على حل للأزمة الخاصة بالحدود الأيرلندية.

وقالت فوستر للصحفيين بعد الاجتماع مع جونسون "هناك سبل للتعامل مع المسألة إذا كانت هناك إرادة لدى الجانبين... لذا آمل أن تهدئ دبلن من حدة الجدل وستتوفر الإرادة للتعاون مع رئيس الوزراء".

قصارى الجهد

وقال جونسون في تصريحات في بلفاست إنه "من الرائع أن أكون هنا في إيرلندا الشمالية، ومن الواضح أن السكان كانوا بلا حكومة، لمدة عامين وستة أشهر، لذا فإن تركيزي الرئيسي هو أن أبذل قصارى جهدي للمساعدة في النهوض والتقدم مرة أخرى"، وأضاف أنه يتوقع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد إجراء المحادثات.

يذكر نه تم تعليق إدارة تقاسم السلطة في إيرلندا الشمالية منذ عامين ونصف بسبب الخلافات بين الأحزاب التي تمثل بشكل أساسي النقابيين البروتستانت الموالين لبريطانيا والقوميين الكاثوليك الذين يفضلون إيرلندا الموحدة.

وكان جونسون وصل إلى بلفاست ليلة الأربعاء، وسط تحذيرات قادة إيرلنديين قالوا إن وعده بمغادرة الاتحاد الأوروبي مع أو بدون اتفاق، يهدد بتفكيك المملكة المتحدة.

حدود برية

وهيمن موضوع "بريكست" على الزيارة، إذ أن لإيرلندا حدودا برية مع إيرلندا الشمالية ويريد الطرفان إبقاءها مفتوحة بعد "بريكست"، لأسباب منها اقتصادية وأيضا والأهم، للحفاظ على عملية السلام التي وضعت حدا لعقود من أعمال العنف بين القوميين الإيرلنديين والموالين لبريطانيا

.

متظاهرون معارضون لبريكست خلال زيارة جونسون لايرلندا

وكانت تيريزا ماي، توصلت إلى اتفاق اقترح ما أطلق عليه حل "شبكة الأمان"، وهي آلية تهدف للحفاظ على السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي ومنع إقامة حدود فعلية على جزيرة إيرلندا، لكن العديد من النواب المشككين في مؤسسات الاتحاد الأوروبي يعتقدون أن الآلية تمنح الاتحاد الأوروبي الكثير من السلطة على بريطانيا ورفضوا الاتفاق ثلاث مرات.

شبكة الأمان

وقال جونسون لرئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار الثلاثاء إن خطة "شبكة الأمان" غير مقبولة، ما وضعه على خلاف مع كل من دبلن والمفوضية الأوروبية التي تتمسك بالاتفاق وترفض إعادة التفاوض بشأنه.

وكان جونسون قال أثناء رحلة إلى ويلز يوم الثلاثاء: "إذا كانوا حقا لا يستطيعون القيام بذلك، فمن الواضح أن علينا أن نستعد للخروج دون اتفاق". وأضاف أن "المسألة بيد الاتحاد الأوروبي، الكرة في ملعبهم".

وقال فارادكار إن خطة جونسون لإعادة التفاوض على الاتفاق بحلول مهلة 31 أكتوبر "ليست معقولة إطلاقا".

وأصبحت الخطط الخاصة بالحدود القضية الأكثر إثارة للخلاف في المفاوضات مع الاتحاد، وهبط الجنيه الإسترليني في الأيام القليلة الماضية بعدما قال جونسون إن بريطانيا قد تغادر التكتل دون اتفاق يوم 31 أكتوبر ما لم يتم إلغاء الترتيب الخاص بأيرلندا.

اتفاق السلام

وقالت المتحدثة باسم جونسون إنه أبلغ أحزاب أيرلندا الشمالية يوم الأربعاء بأنه سيتمسك بالتزام الحكومة باتفاق السلام الأيرلندي والتعهد بعدم العودة إلى حدود تخضع لضوابط أيا كانت نتيجة الخروج من التكتل.

وتابعت قائلة: تناولت المحادثات أيضا الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث أوضح رئيس الوزراء أن المملكة المتحدة ستخرج من الاتحاد يوم 31 أكتوبر مهما حدث، وكرر اعتزامه الخروج باتفاق.

وأضافت: "رئيس الوزراء قال إنه في جميع السيناريوهات، إن موقف الحكومة ثابت فيما يتعلق بالتزامها باتفاق الجمعة العظيمة، أو اتفاق بلفاست، ولن تضع حواجز أو بنية تحتية على الحدود تحت أي ظرف".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف