أخبار

حلت بالمدينة الحمراء رفقة زوجها بيل كلينتون

هيلاري كلينتون تستمتع بهدوء حديقة ماجوريل في مراكش

هيلاري كلينتون خلال زيارتها لحديقة ماجوريل بمراكش (صفحة حديقة ماجوريل بفيسبوك)
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في الوقت الذي زار فيه زوجها، الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، الجمعة، ساحة جامع الفنا في عمق المدينة القديمة واستمتع بأجوائها الشعبية، خصوصا عروض مروضي الأفاعي وما يقترحه سوق السمارين من معروضات لمنتوجات الصناعة التقليدية المغربية، اختارت هيلاري كلينتون، قضاء أوقات من الهدوء في "حديقة ماجوريل"، خارج أسوار المدينة القديمة لمراكش.

ونشر الموقع الرسمي لــ"حديقة ماجوريل" بـ"فيسبوك" صورة لزيارة هيلاري كلينتون، مرفقة بتعليق بالفرنسية والإنجليزية، جاء فيه: "تشرفت حديقة ماجوريل باستقبال السيدة هيلاري كلينتون".

وحلت هيلاري كلينتون صحبة زوجها بيل كلينتون بالمدينة المغربية لحضور حفل عيد ميلاد مارك العسري، وهو رجل أعمال مغربي &- أميركي.

ويرى مهتمون للشأن المحلي بمراكش أن من شأن الزيارات التي يقوم بها مشاهير العالم للمدينة الحمراء وتجولهم في أسواقها وساحاتها أن يؤكد صورة الاستقرار الذي يميز المدينة والبلد، ويزيد من إشعاع وجهته السياحية.

وتعد "حديقة ماجوريل"، اليوم، من أهم معالم مراكش السياحية، وكانت سميت بهذا الاسم نسبة إلى الرسام الفرنسي جاك ماجوريل، الذي ولد في مدينة نانسي الفرنسية عام 1886، قبل أن يحل بمراكش، لأول مرة، عام 1919، حيث وجد السحر اللازم والفضاء الملائم ليستقر وليواصل مهنته وهوايته كرسام.

حديقة ماجوريل بمراكش

&

وكان المارشال ليوطي ، المقيم العام الفرنسي أيام الحماية الفرنسية على المغرب، هو من نصح ماجوريل بالسفر إلى مراكش، المشهورة بمناخها الجاف، وذلك بعدما وقف على حقيقة إصابته بمرض الربو. وبالفعل، اقتنى ماجوريل، عام 1924، قطعة أرض، ليجعل منها حديقة غناء اشتهرت لاحقا باسم "حديقة ماجوريل"، عنوانا ووجهة سياحية، وهي الحديقة التي افتتحت عام 1947. وبعد فترة من وفاة ماجوريل، في حادث سير عام 1962، تملك المصمم العالمي الفرنسي إيف سان لوران وشريكه بيير بيرجيه الحديقة؛ حيث عملا على ضمان استمرارها فضاء مفعما بالحياة. أما المرسم، الذي بناه ماجوريل لنفسه عام 1931، فحمل اسم "متحف الفن الإسلامي"، قبل أن يتحول إلى "المتحف الأمازيغي".

ويجد الزوار، اليوم، في "حديقة ماجوريل" مكاناً للتعبير الفريد والقوة الروحية الخلاقة، من جهة أنها تزخر بثروة هائلة من نباتات تم تجميعها من القارات الخمس، تتجاور فيها أشجار النخيل والصبار والخيزران ونباتات نادرة أخرى تختصر العالم في حديقة؛ لذلك يرى كثيرون أن "حديقة ماجوريل" ليست مجرد حديقة للنزهة والفرجة، بل تحفة خضراء تختزل التاريخ البيئي للمدينة الحمراء.

ويذهب بعض المراكشيين بعيداً وهم يبحثون عن خيط رابط بين نباتات القارات الخمس، التي تؤثث لخضرة وألوان الحديقة، والتوجه الذي اتخذته المدينة الحمراء، وهي تؤكد طابعها العالمي، خصوصاً بعد أن تحولت إلى وجهة مفضلة لزوار وسياح من مختلف قارات العالم.

وتوفر "حديقة ماجوريل" تشكيلة متنوعة من المسالك المفتوحة على مشاهدات رائعة، حيث الزنبق المائي واللوتس والبردي وغيرها من النباتات المائية، تنمو في أحواض الماء الصافي، فيما الكراسي تؤثث للمكان، وذلك بما يضمن راحة الجلوس والاستمتاع الكامل بجمالية المكان وروعة اللحظة. وليست النباتات وحدها ما يميز الحديقة، فهناك الألوان التي تتناسق في ما بينها مقدمة تنويعاً جميلا يسر الناظرين.&

وكان ماجوريل قد قام، في نهاية عقد الثلاثينات من القرن الماضي، بصباغة مباني الحديقة بلون أزرق ناصع، سيشتهر لاحقا بأزرق ماجوريل. لكن أزرق ماجوريل ليس اللون الوحيد الذي تتلون وتتميز به الحديقة، فهناك ألوان أخرى تتناسق وتتجاور ما بين الأصفر والأخضر والبرتقالي وغيرها، غير أنها تتميز بكونها ألواناً تخص الحديقة وتتميز بها، حتى أننا يمكن أن نطلق على هذه الألوان أصفر ماجوريل وأخضر ماجوريل، مثلاً، زيادة في التأكيد على استثنائية وجمالية الألوان التي تزين الحديقة وتؤثث جنباتها.

وتمثل "حديقة ماجوريل"، اليوم، قيمة مضافة لمراكش، حيث أن السائح الأجنبي حين يأتي المدينة زائرًا لا يمكنه إلا أن يفكر في زيارة هذه الحديقة، خصوصاً أنها عملة ذات وجهين، فهي حديقة لمتعة العين، كما أنها تخلد ذكرى رسام ترك صقيع أوروبا ليستقر تحت سماء مراكش الدافئة.

وشكل افتتاح "متحف إيف سان لوران مراكش"، قبل سنتين، إضافة هائلة لما تقترحه المدينة الحمراء على زوارها، هو الذي جاء تتويجاً لعلاقة العشق التي ربطها المصمم العالمي إيف سان لوران (1936 _ 2008) مع المدينة الحمراء. واختصر بيير بيرجيه علاقة المصمم الفرنسي الشهير بالمغرب، حيث كتب: "عندما اكتشف إيف سان لوران مراكش سنة 1966، كان لذلك وقع الصدمة على نفسه، حيث قرر على الفور، أن يشتري بها منزلاً يعود إليه بشكل منتظم. لذلك، كان طبيعياً، بعد نحو نصف قرن، أن يتم بناء متحف في المغرب، مخصص لأعماله، هو الذي، حتى في ألوان وأشكال أزيائه، يدين بالشيء الكثير لهذا البلد".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف