أخبار

فيما الشعب يرفع شعار: "كلّن يعني كلّن"

خبير اقتصادي: الفساد مستشر لدى كل الفئات في لبنان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: بدأت بعض القوى السياسية من مختلف الأطراف في لبنان، تتنافس على أنها تطالب بمحاربة الفساد، وكل فريق بدأ يُضيء على مكامن الفساد لدى خصمه، بذهنية "نصّن يعني نصّن"، بينما الشعب يريد محاربة "كلّن يعني كلّن".

ويعتبر الكثيرون أن الفساد في لبنان ليس ممارسة بل بات "ثقافة" منذ فترات طويلة. ونسبة كبيرة من الشعب اللبناني تفكر بطريقة "إذا ما ظبطت وضعك بتكون أهبل".

ولا يوجد فريق سياسي وحيد مسؤول عن الفساد، أو الأهم عن محاربة الفساد، بل جميع القوى السياسية مسؤولة عن عدم دعم السلطة القضائية لمحاربة الفساد، لا بل العكس، عملت على إضعاف هذه السلطة. ذلك أن الفساد في لبنان مستشرٍ لدى جميع القوى السياسية وجميع الطوائف من دون إستثناء.

وقد عينت الحكومة السابقة وزيرًا لمكافحة الفساد، وصرّح رئيس الجمهورية وقتها أنه أعطى تقارير للسلطة التنفيذية ولكن لم يُحرك أحد ساكنًا في السلطة.

الأكثر فسادًا

في هذا الصدد يرى الخبيرالإقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديثه لـ"إيلاف" أن لبنان منذ زمن يعتبر من الدول الأكثر فسادًا، سياسيًا واجتماعيًا، وهذا ليس بأمر جديد، ومرتبته تتغير لكنها تبقى ثابتة.
ومشكلة الفساد انه يزيد الصعوبة في الاستثمارات اقتصاديًا، ولا يأتي المستثمرون من أجل الرشوة، فكلها أجواء تبعد المستثمر عن لبنان.

اما من المسؤول الرئيس عن الفساد في لبنان؟ يجيب حبيقة بأنّ المسؤول الأول هو الشعب اللبناني الذي يسمح باستمرار الأمر، لأن المواطن يعرف من هو الفاسد ويعيد انتخابه أو التمديد له.
والمواطن يعرف من هو الفاسد و"المافيوي"، ويعيد انتخابه ربما لمصالح معينة، ومن هنا فالمواطن يشجع على الفساد.
وثانيًا الحكومة التي تعيّن أشخاصًا في المراكز الأساسية في البلد، لا يملكون الكفاءة او النزاهة او المعايير الاساسية، بحسب تعبير حبيقة.

وكذلك مجلس النواب هو المسؤول، وطالما اللبنانيون ينتخبون نوابًا بالمعايير المعروفة حاليًا، هؤلاء يعطون الثقة لحكومة غير مؤهلة، من هنا الفساد من القاعدة أي المواطن الى المسؤولين.

معالجة الفساد

اما كيف يمكن معالجة الفساد اليوم سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا؟

يجيب حبيقة: "يجب القيام بالحساب والعقاب، والموظف الفاسد معروف ويجب معاقبته، والتنويه بالموظف الجيد و"الآدمي" من خلال منحه تكريمات، والموظف "الآدمي" نطلق عليه في لبنان لقب الموظف "الغشيم"، وبدل تقديره نطلق عليه صفات دنيوية اخرى، وكذلك الفساد السياسي يجب على المواطن أن يحاسب كل نائب ينتخبه ولا يكون على قدر المسؤولية من خلال عدم انتخابه مجددًا.

الاجواء غير مناسبة

هل يمكن للبناني من خلال خطط معينة أن يحارب الفساد أم أنه متأصّل بالنفوس ولا يمكن إخراجه؟

يجيب حبيقة: "لست متفائلاً بمحاربة الفساد في لبنان، ومتابعتي للموضوع لسنوات تجعلني أؤكد أن الصعوبة فائقة تقارب الاستحالة، ومن الممكن تحسين الوضع بنسبة لا تتجاوز ال10 %، ولكن محاربة الفساد جديًا غير ممكنة، لأن الأجواء غير مؤاتية، ولا اللبناني مقتنع بالموضوع.
والحكومات التي تعاقبت على لبنان رغم الوعود لم تستطع حل مشكلة الفساد.

والأمر بحسب حبيقة يعود الى ان المشاريع لم تكن سوى كلام، ومشاريع الإصلاح اليوم مجرد كلمات تطلق في الهواء، وليست قابلة للتنفيذ.

وبرأي حبيقة، فإنّ الفساد في لبنان عمودي وأفقي ويدخل في كل القطاعات السياسية الاجتماعية والاقتصادية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف