أخبار

بغداد قد تعيد النظر بالوجود الأميركي على أراضيها

العراق "على حافة الهاوية" بعد اغتيال سليماني

الجنرال الإيراني قاسم سليماني في الأول من أكتوبر 2019
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بغداد: يشي اغتيال الولايات المتحدة الجنرال الإيراني النافذ قاسم سليماني والقيادي الكبير في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس بانقلاب المعادلات ويضع العراق على حافة الهاوية، بحسب تحذيرات خبراء.

واعتبر رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي أن الغارة الليلية تشكل "تصعيدا خطيرا يشعل فتيل حرب مدمرة" في العراق، منددا بما وصفه ـ"خرقا فاضحا لشروط تواجد القوات الأميركية" في البلاد، وملمحا إلى أن بغداد قد تعيد النظر في وجود 5200 جندي أميركي على أراضيها.

ومع مقتل سليماني والمهندس، قطعت واشنطن بصورة مباغتة رأس قيادة القوات الموالية لإيران في العراق، إذ إن الأول كان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ويتابع تحديدا الشؤون العراقية، فيما الثاني كان القائد الفعلي لقوات الحشد الشعبي التي باتت جزءا من القوات المسلحة العراقية.

وبعدما بقيت طويلا في موقف المتفرج إزاء الانتفاضة الشعبية التي يشهدها العراق منذ ثلاثة أشهر وقد وجهت في جزء منها ضد النفوذ الإيراني الواسع في البلاد، لجأت واشنطن الى الخيار العسكري مستهدفة مباشرة الجنرال سليماني الذي كان يشرف على المفاوضات لتشكيل حكومة عراقية جديدة تحفظ المصالح الإيرانية.

وكانت طائرات حربية أميركية استهدفت الأحد الماضي "القوة الثالثة في محور المقاومة الإيراني في الشرق الأوسط"، أي "كتائب حزب الله"، الفصيل المنضوي في الحشد الشعبي، ما أوقع 25 قتيلا وأتى على مخازن أسلحة.

بعد بضعة ايام، أعلن مسؤول أميركي أن واشنطن سترسل "ما يصل إلى أربعة آلاف جندي إضافي"، جزء منهم إلى الكويت، للدخول "على الأرجح" إلى العراق في وقت لاحق.

"الورقة الأقوى"

وفي وقت مبكر الجمعة، بعد ثلاثة أيام على مهاجمة آلاف العراقيين المؤيدين لفصائل مسلحة موالية لإيران، السفارة الأميركية في بغداد، نفذ الطيران الأميركية ضربة جوية موجهة بدقة استهدفت موكب سيارات كان يضم بعضا من أرفع قيادات "محور المقاومة".

ويقول رمزي مارديني، الباحث في معهد "يونايتد ستايتس إنستيتيوت أوف بيس"، "لم يكن أحد يتصور أن ذلك ممكن. ستتخذ الأطراف كافة خطوات ارتجالية أقله على المدى القصير، وهذه الوصفة المثالية للحسابات الخاطئة".

وفي مواجهة ما وصفه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأنه "تصعيد خطير للغاية"، يُطرح سؤال محوري عن الرد الذي ستقوم به طهران.

ويقول الخبير في الشؤون العراقية فنار حداد "من غير الممكن لإيران أن تسدد ضربة حقيقية للولايات المتحدة من دون أن تواجه خطر التدمير الذاتي. لكن في إمكانها أن تحوّل العراق إلى ساحة نار ودماء".

ويصعب التكهن في شأن توقيت رد طهران على اغتيال واشنطن أحد أبرز قادتها والأسلوب الذي ستعتمده لهذه الغاية، في ظل عدم وجود سوابق في هذا المجال.

غير أن الأكيد، بحسب ما يقول مارديني لوكالة فرانس برس، هو أن المواجهة ستكون مباشرة. وقد دعت الولايات المتحدة رعاياها كافة إلى مغادرة العراق فورا.

ويشير مارديني إلى أن "إيران لم تعد قادرة على استخدام قادتها العسكريين في العراق كستار لتهدد وتهاجم المصالح الأميركية من دون المجازفة بردود".

ومنذ سنوات، تحذر بغداد من إمكان أن يستخدم حليفاها الرئيسيان أراضيها كساحة للقتال أو لتصفية الحسابات، في ظل ازدياد التوتر بينهما حول الملف النووي الإيراني.

ويوضح حداد لفرانس برس أن "الورقة الأقوى في يد إيران حاليا موجودة في العراق"، مضيفا "إذا كانت إيران تحتاج للرد وفرض قوتها، وهو أمر يجب التنبه منه، فلن يقتصر ذلك على إطلاق صواريخ على سفارات، لكن الأمور قد تنحو في اتجاه نزاع كبير في العراق".

تساؤلات إيرانية لبغداد

في المقابل، يبدو أن الولايات المتحدة التي أطاحت سنة 2003 بحكم صدام حسين لإقامة نظام سياسي أمني جديد باتت طهران لاعبا أساسيا فيه، تسعى حاليا إلى "إعادة توجيه السياسة العراقية"، بحسب حداد.

ويتابع الباحث "عدم النجاح في ذلك قد يقود العراق إلى طريق النزاعات الداخلية، وهو ما يمكن لإيران أن تدفع بسهولة في اتجاهه".

ويشهد تصاعد نفوذ الموالين لإيران على الساحة العراقية والهجوم على السفارة الأميركية في بغداد على تعقيدات الموقف العراقي حيال أجهزة بغداد الأمنية وشركائها الدبلوماسيين.

ويتوقع الباحث في معهد "بروكينغز" في الدوحة رانج علاء الدين حصول عمليات "تطهير" فورية في العراق إثر مقتل اثنين من أكثر الشخصيات نفوذا في البلاد.

ويبدو أن هذين الرجلين كانا يشعران بقدر كبير من الأمان لدرجة أنهما كانا يتنقلان في موكب واحد داخل مطار تقيم فيه قوات الأمن وشركات أمنية خاصة حواجز بانتظام.

ويقول علاء الدين "ستطرح إيران أسئلة كثيرة على العراقيين: كيف علمت الولايات المتحدة بوصول سليماني إلى بغداد؟ من سرّب المعلومة؟".

وتوعد مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي واشنطن بـ"انتقام قاس ينتظر المجرمين الذين لطخت أيديهم" بدماء سليماني "ودماء الشهداء الآخرين".

ودعا القيادي البارز في قوات الحشد الشعبي قيس الخزعلي الجمعة "كل المجاهدين" إلى "الجهوزية" للرد على الضربة الأميركية. بينما أمر الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر باستئناف نشاطات "جيش المهدي"، أبرز قوة مسلحة شيعية قاتلت القوات الأميركية في العراق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وزال الصنم
الحجاج -

رجاءاً ليس العراق على حافة الهاويه , العراق بلدي وبلد ابائي واجدادي وهو اعلى واسمى واقوى وأرقى من قاسم سليماني وشعب قاسم سليماني ورؤسائهم وذيولهم ومرتزقتهم . وانما حُكم المُتسلطين على العراق من اتباع قاسم سليماني والذي يستند الى قاسم سليماني ونظامه هو الذي يكون على حافة الهاوية وفي مهب الريح بعد زوال صنمهم وسيدهم

قتل الرحمة في اللغة اللا تينية euthanasia
Rizgar -

الان الاوان لطلقة الرحمة على احدى ابشع الكيانات الخبيثة في الشرق الاوسط . Mercy killing

كل تبن
جاك عطالله -

ببساطه ترامب قال لخامنءى .....

الـــعـــيــــر اق على حافة التقسيم و الكارثة
mihraban -

ان الاوان لنجاة جميع الشعوب الـــمجمعة فى الــــعــــيــــر اق من قبل الاستعمار البريطانى-الفرنسى القديم ، لان تتحرر بارضها و اهلها و تستقل تاركة باقى الـــعـــيـــر اق للعـــــيــــر اقيين يفعلون به ما يشاؤؤن من لطم و زنجيل و ذبح و ارهاب و سرقات و سلب و نهب . تلك هى عوايدهم .

غباء
مضاد رزكار -

بل طلقة الرحمة إنما هي تلك التي أطلقها سيدك ترمب متوهماً أنه بها قد قتل القائدين الكبيرين الخالدين لكنه في الحقيقة قد قتل نفسه ـ والأيام بيننا ـ وأسلمكم أيها الأكراد المساكين للمجهول وهكذا أُسقِط في أيديكم وأصبح من المستحيل تقسيم العراق الذي تعوّلون عليه، فيا ترى كيف سيتم التقسيم وأسيادكم العرّابون الصهاية والأمريكان اليوم في معرض الطرد المهين والمخزي والمُذِلّ؟!