أخبار

قراره باغتيال سليماني يعد أكبر مجازفة في ولايته

الرهان الايراني الكبير لترمب الرافض "للحروب التي لا تنتهي"

الرئيس الأميركي دونالد ترمب
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: قبل عشرة أشهر من الانتخابات الرئاسية، اتخذ دونالد ترمب الرافض للتدخلات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، القرار الذي ينطوي على أكبر مجازفة في ولايته.

وتسجل عملية اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بهجوم بطائرة مسيرة في بغداد منعطفا عواقبه غير واضحة. وأعرب العراق عن خشيته من "حرب مدمرة"، في حين توعدت إيران بالرد "في الوقت المناسب والمكان المناسب".

وإن كان الرئيس الأميركي معتادا على الخطاب الحربي، لكنه أظهر حتى الان أقصى درجات ضبط النفس في كل مرة كان يقترب فيه وقت الهجوم، كما حصل عندما أمر في اللحظة الأخيرة بإلغاء غارات جوية على الجمهورية الاسلإمية في حزيران/يونيو 2019.

فهل ما حصل فجر الجمعة تصعيد أم إجراء موقت؟

بعد أقل من 24 ساعة على اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري، أعلن البنتاغون نشر 3000 إلى 3500 ألف جندي إضافي في المنطقة.

وسيضطر ترمب الذي وصل إلى البيت الأبيض دون أي خبرة دبلوماسية، لمعالجة أول أزمة كبرى في السياسة الخارجية على خلفية إطلاق إجراءات لعزله في مجلس الشيوخ وحملة انتخابية حامية جدا.

ويقول الدبلوماسي السابق أرون ديفيد ميلر المفاوض خلال إدارات جمهورية وديموقراطية سابقة معربا عن بعض القلق "إنه مزيج مرعب فعلا يستلزم اتخاذ قرارات حذرة وحكيمة وكذلك قبضة حازمة".

لكن ردود الفعل الأولية لترمب الذي يؤكد للعلن بأنه يعتمد على "غريزته" في اتخاذ القرارات، لم تساهم في طمأنة الذين أعربوا عن القلق لسلوكه العفوي في الملفات الجيوسياسية المعقدة.

وبأسلوبه الاستفزازي في التواصل، اكتفى ترمب مساء الخميس لدى الإعلان عن مقتل سليماني بنشر تغريدة مع صورة العلم الأميركي دون أي تعليق.

ومن مقره الفخم في مار-اي-لاغو بفلوريدا حيث يمضي إجازة، كتب صباح الجمعة عبارة غامضة "لم تنتصر إيران أبدا في حرب لكنها لم تخسر أبدا في مفاوضات".

ويرى الدبلوماسي الأميركي السابق نيكولاس بيرنز الذي أصبح اليوم أستاذا في جامعة هارفارد أن اغتيال سليماني مشروع إن كان الجنرال الإيراني يخطط فعلا لضرب مصالح أميركية. ويتساءل "لكن هل احتاط ترمب للضربات المقبلة"، متوقعا أن يكون الجواب سلبيا.

- الانسحاب من العراق؟ -

وحريصا على قاعدته الانتخابية والوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية في 2016، يؤكد ترمب منذ وصوله إلى البيت الأبيض بأنه يريد "الخروج من الحروب التي لا تنتهي"، ويرى أنها مكلفة جدا على الولايات المتحدة من الناحيتين الإنسانية والمادية.

ويرى رئيس "مجلس العلاقات الخارجية" (مركز أبحاث) ريتشارد هاس أنه "من السخرية وأيضا من المأساوي والخطير" أن يكون الرئيس الذي كان يرغب في محو بصمة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط "أطلق دينامية ستزجنا فيها أكثر في وقت نواجه تحديات مع الصين وكوريا الشمالية وروسيا".

وبينما أشادت شخصيات جمهورية في الكونغرس ب"شجاعة" ترمب، أعرب الديموقراطيون عن قلقهم.

وذكرت سامنثا باور، السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة في عهد باراك أوباما، "العلم ليست استراتيجية". وقالت "ترمب محاط بمتزلفين (بعد أن أقال كل الذين كانوا يعارضون رأيه) والأمور قد تتدهور سريعا". ومن الفرضيات المختلفة التي طرحها محللون هي الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق. وقد يستند ترمب في مثل هذا القرار إلى التهديدات المحدقة بالأميركيين وتصريحات بغداد لتبرير قراره مع التهديد بضرب إيران مجددا عن بعد.

ويقول الخبير في جامعة ستانفورد كولن كاهل، وقد كان مستشارا لأوباما، "سيسمح له ذلك بالاقتراب من قاعدته الإنتخابية بإبداء حزم وبالإنسحاب في آن".

ويبقى السؤال عن الدوافع السياسية المحتملة للرئيس الأميركي عندما أعطى الضوء الأخضر لتصفية الجنرال الإيراني النافذ.

قبل عقد من الزمن، تحدث ترمب شخصيا عن رغبة كل رئيس أميركي في نزاع مع طهران مع اقتراب استحقاق انتخابي مهم. وطرح هذا الاحتمال بأسلوب ناقد وساخر متحدثا عن باراك أوباما.

في 2011، غرد ترمب قائلا "من أجل أن يعاد انتخابه سيشن باراك أوباما حربا مع إيران". وكان في حينها لم يدخل بعد المعترك السياسي.

وسنة 2020 هي سنة انتخابية مهمة لدونالد ترمب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نهاية مرحلة
نصير مظهور -

مقتل الارهابي سليماني ومن معه فرصة الشعب العراقي الابي للثورة ضد الفساد والتخلف الطائفي والنزعة اللاوطنية التي باتت سيدة الموقف.

استراتيجيات ترمب السياسه..
عدنان احسان - امريكا -

لكي تحل مشكله - اخلق مشكله اكبر -- وترمب يريد ان يصفي بعض الملفات الخارجيه قبل اقتراب الحمله الانتخابيه ... واقصد بعد شهر حزيران سيتحول ترمب .. الي رجل كرسي في البيت الالبيض - ليهتم بالملفات الداخليه فقط / ولن يستطيع المجازفه باي قرار او عمليه خارجيه ... وهو اليوم يلعب بالوقت الضائع ... وقرار ترمب باغتيال سليماني - ربما كان باتفاق مع ايران - او ارضاء للشارع الامريكي او هي خطوه تصعيده لتبرير انسحاب امريكا من سوريه والعراق - كما وعد قبل الحمله الانتخابيه ..وليس من المستبعذ ان هذه هي المحادثات السريه بين ايران - وترمب ، من تحت الطاوله لخروج ايران - وترمب - من المازق ،،ولااخراج المنطقه ايضا من الحاله التي تمر بها كل منطقه الشرق الاوسط... والاغتيال - فلم كوتون - والنتائج الايجابيه اكثر من السلبيه ..والحمله الاعلاميه الضخمه هذه متعمده .. ونعود لشعار البراغماتيه التي تعم كل السياسين في العالم اليوم / وشعار اذا اردتم ان تخرجوا من الازمه - اخلقوا ازمه اكبر - وبلا ايدليوجيات - ومراكز دراسات استراتيج .. وكلام فارغ ،

عمل اجرامي ونتايجه غير معروفه
حسين - العراق -

اغتيال ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني في بغداد فجر الجمعه ، هو انتهاك لسيادة الدولة العراقية ، التي تدعي امريكا في كل مناسبة ووفد يزور العراق انهم يحترمون السيادة العراقية ولا يسمحون بتجاوزها ، وهذا العدوان السافر على العراق ، الذي كان بحجج واهية يعد فشلا ذريعا للسياسة الامريكية في المنطقة لان نتائجه ستكون غير معروفة على دول المنطقة التي تزود العالم باكثر من 20 مليون برميل نفط يوميا .. لان الاجواء العراقية التي تدعي امريكا انها مسؤولة عن حمايتها ضد اي انتهاك للاعتداء على تقوم هي نفسها بالقتل والتصفيات ، وقبلها قصفت عددا من معسكرات الحشد الشعبي بحجج نها مدعومة من ايران ، ولكن القتلى عراقيين والممتلكات عراقية ، واولئك المغدورين انفسهم من ساهم في القضاء على الارهابيين الدواعش المجرمين بعد ان كانت امريكا تقول ان تحرير مدن العراق يحتاج الى عشرات السنين .... انتظار القادك في المنطقة سيكون مقلقا وعلى دول الخليج العربي ان تضغط على امريكا بالتهدأة وعدم التصعيد ... لا سمح الله اي عمل عسكري قد يحدث سيفجر المنطقة ...

الفرق الشاسع
كندي -

( ... وتعظم في عين الصغير صغارها ، وتصغر في عين العظيم العظائم ) ، هذا هو الفرق الحقيقي والشاسع بين الرئيس ترامب وبين من سبقوه ، بينه وبين الجبناء المتخاذلين من منتقديه ، هؤلاء لا يمكنهم ان يدركوا الوضع العالمي الحالي لان قلوبهم المرتجفة الخائفه الجبانه تحجب عنهم رؤية الاحداث ، ترامب برهن من جديد انه رجل السلام الحقيقي الشجاع لمن يريد السلام ورجل الحرب الحقيقي البطل لمن يريد الحرب ، سلام لمن يريد السلام وحرب لمن يريد الحرب ، بنفس العزم والعزيمه والوضوح والبساطة ، ترامب احد الرؤساء القلائل الذين اظهروا عنفوان وبساطة ومسالمة وشراسة وسرعة قرار الشعب الامريكي عندما يجد الجد ، الاغبياء فقط والمتخاذلين او الذين في قلوبهم أمراض وأحقاد وشرور يهولون عملية تحييد مجرمين أيديهم ملطخه بدماء الاف الابرياء ويزعمون للناس ان أخطبوط الشر الايراني سيحرك أذرعه الاجراميه لطحن العالم !! كما لو ان الولايات المتحده التي هي اعظم وأعظم وأعظم دوله وقوه في العالم هي مثل منطقة القصير في سوريا او حماة الشهيده او حُمص المنكوبه او حلب المستباحة او لبنان الأسير المغلوب على أمره ، استيقظوا فهذه الولايات المتحدة العظيمه يقودها اعظم قائد في تاريخها ، اخطبوطكم المزعوم لن يصمد لساعات اذا جد الجد .

الخاسر على طول
Mabrouk/Texas -

الولايات المتحدة، وطني، يتجه ,مع ترامب, الى وجهة مجهولة و غير محمودة العواقب...اللهم أزحه عن طريقنا و اجعله ينهزم و يذل، إنك الجبار القهار!