أخبار

مستشار خامنئي: ثأرنا سيطال مواقع أميركية

حشود هائلة في إيران لوداع سليماني

عسكريون إيرانيون يحملون نعش الجنرال قاسم سليماني بعد وصوله إلى مطار الأهواز الدولي في 05 يناير 2020
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

طهران: اجتاحت حشود هائلة شوارع مدينتي الأهواز ومشهد الإيرانيتين الأحد للمشاركة في تشييع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني الذي قُتل الجمعة بضربة جوية أميركية في العراق، في اغتيال أعلنت طهران الحداد الوطني عليه ثلاثة أيام، فيما أكد مستشار للمرشد الإيراني علي خامنئي أن رد طهران سيكون رد فعل عسكريا "ضد المواقع الأميركية".

وفي الساعة 17,15 (13,45 ت غ) شقّت قافلة تحمل نعوش القتلى الستّة الذين سقطوا في الغارة الجوية الأميركية فجر الجمعة بحراً من المشيّعين في مشهد، ثاني كبرى مدن البلاد والمدينة المقدسة لدى الشيعة.

وأظهرت مشاهد بثّها التلفزيون الرسمي رجالاً اعتلوا الشاحنة التي تقدّمت الموكب الجنائزي وهم يرمون باتجاه الحشود الكوفيات والقمصان وقطع ألبسة أخرى ناولهم إياها هؤلاء لمسحها بنعوش "الشهداء" بهدف تبريكها.

ومع هبوط الليل أضاءت حشود المشيّعين بأنوار هواتفهم الخلوية المكان بأسره في حين استمر عويل النساء وبكاء الرجال على سليماني، القائد العسكري الأكثر شعبية في إيران.

وكان مقرّراً أن يستكمل التشييع مساء الأحد في طهران لكنّ الحشود الغفيرة في مدينة مشهد تسببت ببطء شديد في تقدم القافلة ما استدعى إلغاء المراسم التي كانت مقرّرة في العاصمة.

وكان يوم الحداد الأول في إيران بدأ صباح الأحد بوصول الشاحنة التي تقل نعشي سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس وقد زيّنت بالورود وبغطاء يحمل صورتهما وتتوسطهما صورة مسجد قبة الصخرة، إلى مدينة الأهواز عاصمة محافظة خوزستان.

وهذه المحافظة التي ينتمي غالبية سكانها إلى الأقلية العربية في إيران، تضرّرت بشكل كبير في الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) حيث بدأ نجم سليماني يلمع، بداية مراسم تستمر ثلاثة أيام تكريما للقائد العسكري الكبير في إيران، بعد تلك التي جرت السبت في العراق.

ومنذ الصباح بث التلفزيون الإيراني برنامجاً خاصاً عن الجنازة الوطنية التي ستستكمل في طهران الأحد ثم في قم (وسط) الإثنين، قبل دفنه الثلاثاء في مدينة كرمان، مسقط رأسه بجنوب شرق البلاد.

وأعلنت السلطات الحداد الوطني لثلاثة أيام، بينهما يوما عطلة في طهران الإثنين وفي كرمان الثلاثاء.

وتحت قبة البرلمان الإيرانية صدحت حناجر عشرات النواب بهتاف "الموت لأمريكا". وقال رئيس البرلمان علي لاريجاني أمام النواب مخاطبا الرئيس الأميركي "ترمب، هذا هو صوت الأمة الإيرانية، فاسمع!".

وفي خضمّ التصعيد الحاصل بين طهران وواشنطن بعد مقتل سليماني، أعلنت إيران اليوم عن "اجتماع مهم" سيعقد ليل الأحد لوضع اللمسات الأخيرة حول قرارها الجديد المتعلق بتخليها عن التزامات إضافية في الاتفاق النووي الموقع في 2015.

عدد "لا يحصى"

وتحدثت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية عن عدد "لا يحصى" من المشاركين في حشد تشييع سليماني، بينما أشارت وكالة "مهر" القريبة من المحافظين في إيران إلى "عدد لا يصدق" من المشاركين.

وظهرت في اللقطات حشد كبير يرفع أعلاما حمراء وخضراء وبيضاء وصورا لسليماني، مهندس العمليات الخارجية لإيران في الخارج. وكان رجال ونساء يبكون ويلطمون بينما يتردّد هتاف "الموت لأمريكا" بقوة.

وقُتل قائد "فيلق القدس" في ضربة صاروخية نفذتها طائرة أميركية مسيرة مع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي قرب مطار بغداد الدولي الجمعة.

"رد قاسٍ"

وتوعّدت طهران الولايات المتحدة بـ"ردّ قاسٍ" في "الزمان والمكان المناسبين". ويثير التصعيد مخاوف في العالم من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط.

وأكد المستشار العسكري للمرشد الإيراني علي خامنئي الأحد أن رد بلاده على قتل الولايات المتحدة لأحد قادتها الأكثر نفوذاً سيكون بالتأكيد سيكون رد فعل عسكريا "ضد المواقع الأميركية".

وقال حسن دهغان ، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" من طهران ، إن "الرد بالتأكيد سيكون عسكريًا وضد مواقع عسكرية أميركية".

ضربة "أقوى"

وهدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء السبت بأن تضرب الولايات المتحدة إيران بشكل أقوى من أي ضربة واجهتها من قبل، إذا ردّت طهران على اغتيال سليماني.

وكتب ترمب في تغريدة على "تويتر"، "إذا قاموا بهجوم آخر وأنصحهم بشدة ألا يفعلوا ذلك، فسنضربهم بشكل أقوى مما ضُربوا يوما من قبل".

وأشار الى أنّ الولايات المتّحدة حدّدت 52 موقعاً في إيران ستضربها "بسرعة كبيرة وبقوّة كبيرة" إذا هاجمت الجمهوريّة الإسلاميّة أهدافاً أو أفراداً أميركيّين.

وأوضح في تغريدة أن الرقم 52 يُمثّل عدد الأميركيّين الذين احتُجزوا رهائن في السفارة الأميركيّة في طهران على مدى أكثر من سنة أواخر العام 1979.

وردا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على ترمب قائلاً إن "استهداف مواقع ثقافية هو جريمة حرب". وأضاف "بدأت نهاية الوجود الخبيث للولايات المتحدة في غرب آسيا".

ورأى قائد الجيش الإيراني الجنرال عبد الرحيم موسوي أن الأميركيين "يقولون أموراً من هذا النوع لتحويل اهتمام الرأي العام العالمي عن عملهم الشنيع وغير المبرر". وأضاف "أشكّ في أن تكون لديهم الشجاعة" لتنفيذ تهديداتهم.

وجاءت تغريدة ترمب بعدما استهدف هجومان متزامنان مساء السبت المنطقة الخضراء الشديدة التحصين بوسط بغداد وقاعدة جوية عراقية تضم جنوداً أميركيين شمال العاصمة، بحسب ما ذكرت مصادر أمنية.

وبعيد ذلك، دعت "كتائب حزب الله"، الفصيل العراقي الموالي لإيران ضمن قوات الحشد الشعبي، القوات العراقية إلى "الابتعاد (...) لمسافة لا تقل عن ألف متر" عن القواعد التي تضم جنوداً أميركيين اعتباراً من مساء الأحد.

وطلب البرلمان العراقي الأحد من الحكومة "انهاء وجود" قوات التحالف الدولي في البلاد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف