أخبار

مخلّفة مأساة إنسانية هائلة ودماراً واسعاً

الحرب السورية تبدأ عامها العاشر

صورة لطفلة سورية مصابة في مستشفى ميداني في دوما - 22 أغسطس 2015
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: تبدأ الحرب السورية عامها العاشر الأحد، مخلّفة مأساة إنسانية هائلة ودماراً واسعاً، فيما لم تفلح كل الجهود الدولية المبذولة في التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع توقف معاناة المدنيين.

حين اندلعت الاحتجاجات السلمية منتصف مارس 2011، لم يتخيّل المتظاهرون أن مطالبهم بالديموقراطية والحريات ستكون مقدمة لأكبر حروب القرن الواحد والعشرين، وأن حراكهم الذي سرعان ما واجهته قوات الأمن بالقوة والقمع سيتحول حرباً مدمرة تشارك فيها أطراف عدة خصوصاً مع صعود نفوذ التنظيمات الجهادية.

وبعد مرور تسع سنوات، ما زال الرئيس بشار الأسد على رأس السلطة. وباتت قواته، التي تدخّلت روسيا عسكرياً لصالحها عام 2015 وتتلقى دعماً إيرانياً، تسيطر على سبعين في المئة من مساحة البلاد، وتعمل على توسيع نطاق سيطرتها، وآخر ما حققته تقدم استراتيجي في محافظة إدلب (شمال غرب) حيث سُجلت أسوأ كارثة إنسانية منذ بدء النزاع.

ويتزامن دخول النزاع عامه العاشر مع بدء روسيا الداعمة لدمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة، دوريات مشتركة لأول مرة في إدلب، تطبيقاً لوقف إطلاق نار توصلتا إليه دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي وأوقف هجوماً تسبب بفرار نحو مليون شخص، في أكبر موجة نزوح منذ اندلاع النزاع.

وأودت الحرب بحياة 384 ألف شخص على الأقل بينهم أكثر من 116 ألف مدني، وفق حصيلة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت، وخلّفت عدداً كبيراً من الجرحى والمعوقين عدا عن عشرات آلاف المعتقلين والمفقودين.

وبحسب الأمم المتحدة، نزح أكثر من ستة ملايين سوري داخل البلاد، يقيم عدد كبير منهم في مخيمات عشوائية بينما بات أكثر من 5,6 ملايين سوري لاجئين في دول أخرى، لا سيما لبنان وتركيا والأردن.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "يدفع المدنيون الثمن الأكبر" في سوريا حيث "لم يجلب عقد من القتال إلا الدمار والفوضى".

"فقدنا كل شيء"

في مدينة الدانا في إدلب حيث تقيم مع عائلتها بعد محطات نزوح عدة أعقبت فرارها من مسقط رأسها في مدينة حلب، إثر سيطرة قوات النظام عليها بالكامل نهاية عام 2016، تقول حلا إبراهيم (35 عاماً) لوكالة فرانس برس "تسع سنوات من الثورة كانت كافية لايضاح عمق الألم الذي مرّ بنا من تهجير قسري ونزوح وقصف وشهداء".

وتضيف وهي أم لأربعة أطفال وتعمل في متابعة ملف مفقودي الحرب "فقدنا كل شيء في لحظة واحدة" موضحة أن الحرب حرمتها الكثير "تركت جامعتي وعملي ومنزلي الذي قصف ولا أعلم حتى اللحظة شيئاً عنه".

وألحقت الحرب دماراً كبيراً بالمنازل والأبنية والبنى التحتية والمدارس والمستشفيات، واستنزفت الاقتصاد وقطاعاته على وقع انخفاض قيمة الليرة مقابل الدولار بشكل غير مسبوق وارتفاع قياسي في أسعار المواد الاستهلاكية.

وترزح الفئة الأكبر من السوريين تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة، في وقت يحتاج ملايين الأشخاص إلى "الدعم لإعادة بناء حياتهم وموارد رزقهم (..) وخلق وظائف ومصادر دخل والحفاظ عليها".

وأوردت في تقرير قبل يومين أن "الناس بحاجة الى المساعدة للتعامل مع التداعيات النفسية والعقلية التي نجمت عما مروا به خلال سنوات الحرب".

في مخيم للنازحين في ريف إدلب الشمالي، تقول سهام عبص (50 عاماً) لفرانس برس "لم أرَ أصعب من هذه الأيام"، مضيفة بحسرة "لم أر ولديّ وهما في الغربة منذ عشر سنوات".

وتسأل "لماذا فعلوا بنا هذا؟ (..) الثورة تعني أن نبقى في منازلنا لا أن نتشرّد"، مضيفة "الطيران فوقنا وروسيا وإيران والدول كلها علينا".

ساحة مبارزة

مع دخول الحرب عامها العاشر، تحوّلت سوريا ساحة تتبارز على جبهاتها جيوش دولية ضخمة، فيما ذهبت هتافات صدحت بها حناجر مئات الآلاف من أبنائها المنادين بإسقاط النظام بدءاً من محافظة درعا جنوباً، أدراج الرياح.

وتنشط في سوريا اليوم خمسة جيوش نظامية على الأقل، غير المجموعات المحلية أو الخارجية الصغيرة الموالية لهذه الجهة أو تلك. ولكل قوة دولية أهدافها ومصالحها الخاصة. فينتشر إيرانيون من قوات "الحرس الثوري" ومقاتلون لبنانيون وعراقيون وقوات روسية بطائراتها وعسكرييها في مناطق سيطرة قوات النظام.

وتنتشر في شمال شرق البلاد قوات أميركية في مناطق سيطرة الأكراد، الذين أنشأوا إدارة ذاتية باتت مهددة بشدة بعد شنّ تركيا ثالث هجوم عسكري على مناطقهم في أكتوبر.

ولا تكفّ الطائرات الحربية الإسرائيلية عن اختراق الأجواء واستهداف مواقع للجيش السوري أو للمقاتلين الإيرانيين وحزب الله، وهدفها المعلن منع الإيرانيين من ترسيخ وجودهم.

وتسيطر القوات التركية على منطقة حدودية واسعة في سوريا. وتنشر قواتها في إدلب، حيث من المقرر أن تبدأ الأحد تسيير دوريات مشتركة مع موسكو على طول طريق دولي يعرف بإسم "إم فور" يربط محافظة اللاذقية الساحلية بمدينة حلب.

ويأتي تسيير الدوريات تطبيقاً لوقف اطلاق نار بدأ سريانه في السادس من الشهر الحالي ووضع حداً لهجوم واسع شنّته قوات النظام بلغ ذروته مع مواجهات عسكرية بين الجيشين التركي والسوري.

ولطالما كررت دمشق عزمها استعادة السيطرة على كافة المناطق الخارجة عن سيطرتها بالقوة أو عن طريق المفاوضات، فيما فشلت جهود المجتمع الدولي في تسوية النزاع سياسياً.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة الخميس "لا يوجد حل عسكري. حان الوقت الآن لاعطاء الدبلوماسية فرصة للعمل".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تقصدون الحرب السورية على الإرهاب
رائد شال -

نعم، الحرب على الإرهاب والإجرام والقتل والتدمير والتخريب تبدأ عامها العاشر وستنتهي بالقضاء على المخربين بإذن الله. المأساة الإنسانية الهائلة والدمار الواسع ماهي إلا نتائج أعمال المخربين المأجورين لكل الجهات الخارجية التي ساهمت ومولت ودعمت عمليات التخريب والإرهاب التي قام بها هؤلاء القتلة المجرمين بحق سورية وشعبها وتحولت حرباً مدمرة تشارك فيها أطراف عدة خصوصاً مع صعود نفوذ التنظيمات الجهادية الإرهابية المجرمة التي اتخذت من مظلة الإسلام والجهاد غطاء كاذبا لها من أجل مآرب من وظفوها ومولوها ودعموها. سورية العروبة ستتخلص من هؤلاء الإرهابيين وسيبقى رئيس سورية شوكة في عيونهم والنصر سيكون للشعب السوري الذي عانى من ويلات هؤلاء المخربين وستعود سورية إلى ماكانت عليه من سؤدد ورفعة وحضارة وتقدم شاء من شاء وأبى من أبى.

واشنطن تحمي الإرهابيين في إدلب
رائد شال -

أكد مقال نشره موقع (رون بول انستيتيوت) الأمريكي، بالاستناد إلى اعتراف ما يسمى المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية إلى سورية جيمس جيفري، أن الولايات المتحدة تهدف إلى الدفاع عن الإرهابيين في إدلب، ما يثبت مرّة أخرى أن ما يدور في خبايا الخارجية الأمريكية مازال قائماً ومستمراً.وذكر المقال نقلاً عن جيفري قوله: «إن الدولة السورية وحلفاءها عازمون على تحقيق نصر نهائي على الإرهاب في كل أنحاء سورية»، مضيفاً: إن الهدف الأمريكي هو تعقيد القيام بهذه المهمة من خلال فرض مجموعة متنوعة من الإجراءات الدبلوماسية والعسكرية وغيرها، بما فيها التهديد بعمل عسكري وحشي ضد سورية تحت ذريعة استخدام الأسلحة الكيميائية وهذا ما يحدث غالباً بعد كل انتصار يحققه الجيش العربي السوري، كذريعة لتدخل الولايات المتحدة.وأشار المقال إلى أن وجود القوات الأمريكية الاحتلالية في سورية يهدف للاستيلاء على حقول النفط وليس لمحاربة «داعش» كما تزعم واشنطن.وأكد المقال أن إدلب هي نقطة جذب للتنظيمات الإرهابية، التي تشكّل مصدر تهديد لمئات الآلاف من المدنيين، وذلك نقلاً عن المتحدث باسم الذراع العسكرية لـ«التحالف» المزعوم ضد تنظيم «داعش» الإرهابي العقيد مايلز كاجينز.وأشار المقال إلى أن تنصيب جيفري ثانية كمبعوث واشنطن الخاص لـ«التحالف الدولي» المزعوم ضد تنظيم «داعش» وتحت ذريعة سعي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المطالبة بالنصر على هذا التنظيم, ماهي إلا محاولات لعودة الوجود العسكري الأمريكي لفترة طويلة الأمد في سورية، وهذا الإصرار الراسخ على السياسات التقليدية لا يتسق مع وعود ترامب المتكررة بسحب القوات الأمريكية من «حروب لا نهاية لها» في الشرق الأوسط كما كان يردد دوماً.

تغيير عنوان المقال
طلال س العجعوج -

يجب تغيير عنوان المقال من الحرب السورية تدخل عامها العاشر إلى الثورة السورية تدخل عامها العاشر

تغيير عنوان المقال
رائد شال -

إلى الحرب السورية على الإرهاب والإرهابيين والمخربين تدخل عامها العاشر.