أخبار

لا ورود لا قبلات ولا احتفالات في عيدهن

في زمن الكورونا.. أمهات لبنان في الحجر المنزلي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يأتي عيد الأمهات في هذا العام، ومعظم الأمهات في الحجر المنزلي مع الأولاد خوفًا من تفشي وانتشار وباء الكورونا، فكيف يمضين الوقت وما الدروس التي تعلمنها من المكوث في المنزل؟.

إيلاف من بيروت: عيد الأم في زمن الكورونا ليس كما قبله، لا قبل لا ورود، ربما قالب حلوى نقدمه لتلك التي افنت حياتها تعيش على أمل أن يكبر أولادها في صحة جيدة، اليوم أمهات لبنان والعالم خائفات على مصير الأولاد وخائفات على مصيرهن، ورغم ما تقدم الكورونا من أوقات صعبة، إلا أن دروسًا كثيرة تعلمتها أمهات لبنان والعالم خلال هذه الفترة الصعبة، فما أبرز ما تعلمنه من هذا الوباء الخطير؟.

هدى أم لأربعة أولاد تقول إن الوضع اليوم في عيد الأم اختلف عن السابق، ومع بدء وانتشار الوباء في لبنان، "أخذت احتياطاتي وجلست في المنزل، وكوني أمًا لأربعة أولاد، لم أستطع منع البعض من الذهاب إلى العمل، لكنني مكثت في المنزل، وحافظت على النظام بالنسبة إلى وباء كهذا".

تمضي هدى يومها في عيد الأم كأي أم أخرى في البيت في وضع استثنائي مماثل في لبنان والعالم، تصلّي وتطلب من الله إنقاذ البشرية من هذا الوباء.

وتقول هدى إنها لا ترى بعض أولادها لكونهم مضطرين للذهاب إلى العمل، وتطلب لهم ولكل العاملين المضطرين للخروج في عيد الأم أن يحميهم الله ويرد عنهم، لأنهم مسؤولون ولديهم أطفال.

من الناحية العاطفية تقول هدى، أشعر بالكثير من القلق في عيد الأم على أولادي، لأنه رغم أن العادات تغيرت فالأهم أن يبقى الجميع بصحته.

وتقول هدى إنه في حال انتهت موجة الوباء، وعادت الأمور إلى طبيعتها، فإنها ستشكر الله على نعمته، وقد تبيّن أن الإنسان يبقى ضعيفًا أمام موجات الوباء. وكأم لبنانية تتوجّه إلى جميع الأمهات للبقاء في المنازل وتدبير الأمور بالتي هي أحسن، من خلال تنظيف المنزل، ووضع النظام في البيت، ومحاورة الأولاد، حيث كل هذه الأمور كانت مفقودة في الماضي. وتلفت هدى إلى أن الأهم أن نخرج جميعنا سالمين بعد هذا الوباء ونعود إلى حياتنا الطبيعية.

قلب الأم
مي أم لشابين، أحدهما يعمل في الخارج في بلد أوروبي، تقول لـ"إيلاف" إنها أصعب سنة تمر عليها في عيد الأم، ولكل الأمهات ضمن الظروف الصعبة، التي تعيشها جميع الأمهات، وهي تحاول قدر المستطاع، تعبئة وقت ابنها في المنزل، وتشعر بالخوف على ابنها المسافر والبعيد عن عينها، وتشعر الأم بأن أولادها ليسوا تحت جناحيها، وتشعر بأنه يجب أن يبقوا تحت ناظريها، وفي عيد الأم تضيف لا يسعنا سوى الصلاة كي ننجو من هذا الوباء.

وتقول مي إنها تعمل، لكنها لا تذهب إلى عملها، بل تعمل من المنزل، لتأمين كل ما يحتاجه عملها. عمّا تعلمته من درس وباء الكورونا هو أن الإنسان مهما شعر بقوته وذكائه، إلا أنه يبقى ضعيفًا أمام فيروس صغير، ويجب أن يبقى الإنسان سعيدًا بالتفاصيل الصغيرة في حياته.

نشعر بأهمية كل دقيقة كنا نعيشها في السابق أمام الأشخاص الذين نحبهم ونخاف عليهم. وأول شيء ستقوم به مي بعد انتهاء الوباء هو تقبيل والدتها تعويضًا عمّا لم تفعله في عيد الأم.

مختلف
كلوديا أم لولدين تقول إن هذا العام يختلف عن الأعوام الماضية لجهة عيد الأم، لا جو عيد ولا زهور وورود، والأمنية بالنسبة إلى كل الأمهات ألا يمرض الأبناء، وهذه السنة لن نعيّد ونحلم بالصحة فقط، وستعيّد والدتها على التلفون، وأولادها سيرسمون لها لوحة، وستقوم بتزيين قالب حلوى معهما للمناسبة.

تقول كلوديا يجب أن تبقى معنويات الأمهات في هذه الظروف مرتفعة، مع الأوضاع التي نمر بها، لأنها تنعكس على الأولاد، والمفروض على كل أم أن تعطي من طاقتها كي يبقى الأولاد في المنزل من خلال بعض الأفكار الخلاقة، من أجل تخطي الأوضاع.
وتلفت كلوديا إلى أن أهم ما علمتنا إياه كورونا هو أن نشكر الله على نعمة الصحة، وخلال هذا العام في عيد الأمهات يجب أن نبقى أقوياء في ظل القلق الذي نعيشه. وكل أزمة تمر علينا ولا تقتلنا تقوينا. وهي لحظات تلم الشمل، ولها بعض الإيجابية.

تقول كلوديا إن أول ما ستقوم به بعد انتهاء وباء كورونا هو تزيين منزلها بالورود وأخذ أولادها إلى الخارج في نزهة. وتضيف: "نأمل أن نطوي صفحة كورونا والالتقاء مع الجميع في أجواء من الفرح وفي أجواء ربيعية".

خطورة الوضع
رانيا أم لطفلتين، تقول إنها مع قرار إغلاق المدارس في لبنان ألزمت طفلتيها البقاء في المنزل لأننا "استشعرنا بخطورة الوضع، وهي اليوم تحاول العمل من المنزل والبقاء فيه لتجنب وباء كورونا". وفي عيد الأم تقول رانيا إن أفضل هدية تبقى عودة "الجمعة" العائلية.

تعلمت رانيا من كورونا أن أهم ما في الحياة العمل على صعيد مجتمع كامل ومتضامن ومتماسك كي نحمي بعضنا ونبقى كلنا في المنازل.

وفي عيد الأم تتوجّه رانيا إلى الأمهات البقاء في البيت ورؤية الوجه الإيجابي للمكوث في المنازل، من خلال أفكار خلاقة. وأول ما تنتهي هذه الأزمة ستقبّل أولادها، خصوصًا أنها حرمت من ذلك لفترة طويلة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف