"كمّامات وطن" يبكي ملايين العراقيين ويقود طاقمه إلى القصر الحكومي

إيلاف: في لفتة رسمية تشجيعية للأعمال الفنية التي تعكس مشاكل العراقيين وانشغالاتهم اليومية ولإثارة مسلسل رمضاني لقضية ضحايا الاحتجاجات الشعبية، فقد أكد الكاظمي خلال استقباله لفريق عمل المسلسل الذي يحظى بتفاعل شعبي واسع على دور الفن والثقافة في بناء وإصلاح الدولة والمجتمع.. بينما دعا مجلس الأمن الدولي إلى حوار سياسي شامل ومصالحة وإصلاح اقتصادي وانتخابات في العراق.

فقد ثمّن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال استقباله في القصر الحكومي في بغداد للطاقم الفني المشارك في العمل الدرامي العراقي "كمّامات وطن" دورهم في التعبير عن تطلعات الشعب العراقي.

كما أكد على أهمية الفن والفنانين في الدولة والمجتمع ودورهم في التعبير عن واقع الشعب العراقي وتطلعاته ومطالبه المشروعة، لافتًا إلى دعم الحكومة للثقافة والفن، كما نقل عنه مكتبه الإعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف" اليوم.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الثقافة والفن شريكان في بناء وإصلاح الدولة والمجتمع ومحاربة الفساد والظواهر السيّئة وتشجيع المواقف الإنسانية والوطنية.. مشددًا على سعي الحكومة إلى دعم الفن والفنانين.

فيديو لقاء الكاظمي بفريق مسلسل كمامات وطن:

من جهتهم، عبّر فريق العاملين في العمل الدرامي، الذي ضم الفنان أياد راضي وحكمت البيضاني والمخرج سامر حكمت ومدير التصوير مصطفى حكمت، عن ارتياحه لإشادة الكاظمي بالفن والفناني، وعزمه دعمهم، متمنين له "النجاح في خدمة الشعب العراقي وتحقيق تطلعاته".

يشار إلى أن "كمامات وطن" هو مسلسل عراقي درامي من إنتاج قناة الشرقية العراقية ويناقش قضايا اجتماعية، منها ما يتعلق بتظاهرات الاحتجاج العراقية وانتشار وباء كورونا في البلاد. وكل حلقة منه تشكل موضوعًا وقصة منفصلة تناقش مشاكل من الواقع العراقي.

وكانت الحلقة الأخيرة منه التي عرضت مساء الاثنين الماضي قد أشعلت مواقع التواصل للإشادة بالعمل الذي وُصف بالمؤثر والحقيقي والتوثيقي.

الكاظمي ملتقيًا فريق عمل مسلسل كمامات وطن

في هذا المجال كتبت الصحافية ندى شوكت قائلة "أصيب كل من شاهد حلقة "كمامات وطن" المعنونة "الطابق 15" بالوجع وبكم من الدموع ينهمر من عيون ملايين المشاهدين الذين تابعوا الحلقة التي جسد فيها الفنان أياد راضي دورالطبيب الشهيد في ساحة التحرير. كما قال الإعلامي زيد الحلي: "كما.. مات وطن" عمل على مستوى الانبهار الوطني والإنساني.. أوجعتنا حيث انتزعت منا غصة.. ذكرتنا بمئات من شهداء تشرين".

وأثارت حلقة الاثنين الماضي من المسلسل تعاطفًا شعبيًا واسعًا وجدلًا كبيرًا بين أوساط المجتمع العراقي لتناولها موضوعًا حساسًا هو ضحايا تظاهرات الاحتجاجات غير المسبوقة التي اندلعت في العاصمة بغداد و9 محافظات وسطى وجنوبية ضد النظام السياسي في البلاد والطبقة الحاكمة المهيمنة عليه.

وقد أدى الممثل أياد راضي دور طبيب اخترقت قنبلة غاز أطلقتها القوات الأمنية والميليشيات الموالية لإيران المرافقة لها واصابت رأسه وتوفي ليجتمع مع ضحايا التظاهرات في الطابق 15 المفترض من "المطعم التركي" رمز الاحتجاج في وسط ساحة التحرير في وسط العاصمة العراقية.

الكاظمي مستقبلًا أبطال العمل الدرامي كمامات وطن

وأمس جدد الكاظمي التأكيد على عدم التساهل مع أي اعتداء يتعرّض له متظاهرو الاحتجاجات. وقال "إننا لن نجامل على حساب كرامة المواطن ومصلحة الوطن، ونعمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومواجهة الأزمات وتنويع موارد الدولة".

من جهته كشف الخبير الأمني الاستراتيجي هشام الهاشمي أن عدد المتهمين والمشتبه فيهم بالمشاركة في قتل متظاهري الاحتجاجات يبلغ حوالى 73 شخصًا، منوها بأن إنجاز التحقيق معهم يستغرق بين 3 و4 أسابيع.

وشهد العراق في الأول من أكتوبر 2019 اندلاع احتجاجات مليونية غير مسبوقة أرغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة في نهاية نوفمبر 2019 تحت ضغط توسع هذه الاحتجاجات المطالبة برحيل ومحاسبة الطبقة السياسية الحاكمة المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة ورهن إرادتها بإيران، حيث واجهتها القوات الأمنية والميليشيات العراقية الموالية لطهران المرافقة لها بالعنف المفرط، ما أدى إلى مقتل 600 متظاهر وإصابة 23 ألفًا آخرين بجروح، إضافة إلى اغتيال واختطاف العشرات من الناشطين.

مجلس الأمن يدعو إلى حوار ومصالحة وإصلاحات في العراق
دعا مجلس الأمن الدولي إلى حوار سياسي شامل ومصالحة وإصلاح اقتصادي وبناء تنمية مستدامة وإجراء انتخابات في العراق.

ورحّب أعضاء مجلس الأمن اليوم إثر الإحاطة التي قدمتها أمام المجلس الثلاثاء الماضي الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت بتشكيل حكومةٍ عراقيةٍ جديدةٍ برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وكذلك بتعهد حكومة العراق بالتعامل مع كوفيد-19، وتقديم إصلاحاتٍ مُجديةٍ بشكلٍ عاجلٍ تهدف إلى تلبية مطالب الشعب العراقي المشروعة بشأن الفرص الاقتصادية والحكم الرشيد والمشاركة السياسية والتشريعات الانتخابية.. إضافة إلى ترحيبه بالتزام حكومة العراق بإجراء تحقيقات شفافة في العنف ضد المتظاهرين.

وأكد أعضاء مجلس الأمن في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نصه الخميس دعمهم الكامل للجهود التي تقودها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) والممثلة الخاصة للأمين العام السيدة جينين هينيس-بلاسخارت، وفقًا للقرار 2470 (2019) لدعم ومساعدة حكومة العراق والشعب العراقي من خلال الحوار السياسي الشامل والمصالحة على المستويين الوطني والمجتمعي والإصلاح الاقتصادي وبناء القدرات والتنمية المستدامة والتعافي وإعادة الإعمار، والعدالة والمساءلة، والمساعدة الانتخابية لحكومة العراق وللمفوضية العليا المستقلة للانتخابات.

بلاسخارت خلال تقديمها إحاطتها عن أوضاع العراق إلى مجلس الأمن

وجدد أعضاء مجلس الأمن تأكيد دعمهم لأمن العراق ومواصلة الحرب ضد الإرهاب، بما في ذلك ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وشددوا على دعمهم لاستقلال العراق وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه وازدهاره.

وكانت بلاسخارت قد حذرت في إحاطتها أمام المجلس أول أمس عن تطورات الأوضاع في العراق من أنه ليس بوسع العراق تحمُّل استخدامه ساحة لحروب بالوكالة، وتوقعت ازدياد معدلات الفقر إلى 40 في المئة، مؤكدة أن الفساد هو أكبر مصدر للخلل في البلاد فهو يعمل ضد عامة الشعب.