بعد تسجيل اصابات كثيرة لعائدين من الخارج
تونس تتخوف من موجة ثانية لكورونا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إسماعيل دبارة من تونس: تتعزز المخاوف في تونس التي أعلنت للتوّ سيطرتها على فيروس كورونا المستجدّ، من موجة ثانية للوباء لا تبقي ولا تذر.
وتحمل المخاوف الجديدة عنوان "الحالات الوافدة" التي صارت تمثل هاجسا أمام المواطنين والسلطات الصحية، مع عودة عدد من التونسيين المصابين بكورونا إلى وطنهم ورغم التزام غالبيتهم بالحجر الصحي المفروض عليهم.
وأطلق وزير الصحة التونسي عبد اللطيف المكي صيحة فزع محذرا من موجة ثانية من الجائحة ستكون أسوأ من الموجة الأولى التي سببت ضررا بالغا للاقتصاد رغم ضعف عدد الوفيات بسبب الفيروس في تونس مقارنة بدول مجاورة.
أمس الثلاثاء، سجلت تونس 15 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد لمواطنين تم إجلاؤهم من الخارج.
وأكّدت وزارة الصحة أنّ المصابين "موجودون في مراكز الحجر الصحي الإجباري".
وأشارت في بيان اطلعت "إيلاف" على نسخة منه، إلى أن العدد الإجمالي لمصابي فيروس كورونا بلغ 1125 حالة مؤكدة منذ بداية ظهور الفيروس.
وأضافت أنها سجلت 1002 حالة شفاء إلى جانب 74 حالة إصابة لا تزال حاملة للفيروس وأنها تخضع للمتابعة المستمرة، أما عدد الوفيات في عموم البلاد، فقد استقر عند 49 حالة.
وكان رئيس الحكومة التونسية إلياس الفخفاخ أكد في حديث تلفزيوني مساء الأحد، أن بلاده "انتصرت فعليا على الفيروس"، وأنها "ستفتح حدودها انطلاقا من يوم 27 يونيو الجاري".
لكنّ وزير الصحة عبد اللطيف المكي ناقض رئيس الحكومة محذرا من خطر عودة تفشي فيروس "كورونا" المستجد في تونس وقال إن خطره ما زال قائما وبقوة خاصة مع فتح الحدود يوم 27 يونيو، مؤكدا ان فتح الحدود ضروري لتمكين التونسيين من العودة الى ارض الوطن، لكن يفرض في نفس الوقت تشديد الاجراءات الوقائية الصحية.
كشف المكي خلال مؤتمر صحافي تابعته "إيلاف"، عن عدم تقيد المواطنين باجراءات التوقي من فيروس "كورونا" المستجد لاعتقادهم بأن الخطر زال وان التهديدات غير جدية.
وتوقع حدوث "موجة ثانية من هذا الوباء لاسيما وان الصين قد شهدت عودة للفيروس بمدينة بيكين مما اضطرها الى اغلاق عديد المناطق بها وفرض الحجر الصحي العام اضافة الى تسجيل دول أخرى قريبة من تونس لموجة جديدة للمرض تسببت في وفاة عشرات المصابين يوميا وتفشي الفيروس في المستشفيات"، معتبرا ان "توفق تونس في احتواء كوفيد 19 منذ البداية لا يعني بالضرورة التساهل في تطبيق الاجراءات المتبعة وتبديد المكاسب".
مخاوف من ارتفاع إصابات كورونا في تونس بعد فتح الحدود pic.twitter.com/THoMkfMeBm
— قناة الحرة (@alhurranews) June 17, 2020وأضاف وزير الصحة أنه "لو يتم الالتزام بتطبيق البروتوكول الصحي لن يكون هناك خطر لا على المواطنين و لا على السياح"، مبينا ان وزارته "بصدد تجميع المعطيات ومناقشة بعض النقاط الدقيقة حاليا مع الوزارات المعنية، بخصوص الفيروس وكيفية التعامل معه خلال الفترة القادمة".
من جانبها، قالت الدكتورة جليلة خليل، عضو "اللجنة العلمية لمكافحة جائحة كورونا" بوزارة الصحة التونسية، أن العدول عن قرار فتح الحدود غير وارد ردا على مطالبات بالتراجع عنه.
تضيف لبرنامج اذاعي حلّي: "البلاد لا تستطيع العيش في معزل عن العالم... يجب علينا أن نتأقلم مع الجوائح التي باتت ظواهر عادية تعود كل 10 سنوات أو أقل".
وأعلنت خليل أنّه سيتم في سبتمبر المقبل إجراء تقصٍ شامل في كامل محافظات تونس، لمعرفة إنّ كان المواطن قد إكتسب مناعة ضدّ فيروس كورونا أم لا.
ويتداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي يوميا أخبارا تفيد بهروب مواطنين عائدين من الخارج من الحجر الصحي، وتسببه في نشر العدوى بين أناس آخرين.
وتحدث البعض عن هروب إمرأة ثبتت إصابتها بفيروس كورونا من مركز الحجر الصحي الإجباري رفقة خطيبها الذي سهل فرارها لحضور حفل زفاف مكتظ.
وتحدث آخرون عن تقديم رشاوى من أجل السماح للخاضعين للحجر الصحي الاجباري بالمغادرة دون علم السلطات، ولكن وزارة الصحة لم تعلق على هذه المزاعم، في حين يتعذر على "إيلاف" تأكيد مدى مصداقيتها.
ويرفض تونسيون بشدة "الحجر الصحي الذاتي" الذي تطبقه الحكومة في الاسبوع الثاني لعودة الوافدين، وقالوا إن الوعي مازال محدودا ولا يمكن التعويل على العائدين للبقاء في منازلهم دون اجبارهم بذلك.
ويخضع العائدون لحجر صحي اجباري يستمر اسبوعا في النزل المخصصة لهم، وينهون بعد ذلك بقية الحجر في منازلهم.