أخبار

كيف لا يزال الإرث المشين للإمبراطورية البريطانية يؤثر علينا؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
PA Media

هناك مواقع الكترونية عديدة تقدم لك خدمة معرفة أسلافك وتتبع أصولك مقابل مبالغ مالية معقولة. كما تقدم بعضها الارشادات حول كيفية إكمال اختبار الحمض النووي خطوة بخطوة لتحديد المنطقة الجغرافية التي قد تنتمي إليها.

ما عليك سوى وضع عينة صغيرة من اللعاب في مظروف خاص مسبق الدفع وإرسالها إلى المختبر لتحليله ومقارنتها مع مئات الآلاف من السمات الجينية، وبعد ذلك بشهرين تأتيك النتيجة.

هل مهم معرفة أصولنا؟

أعرف أنني من أصل أفريقي كاريبي، وولدت في بلدة بولتون بشمال إنجلترا، من والدين جاءا إلى المملكة المتحدة من جامايكا في الستينيات من القرن الماضي. وأعرف أيضاً أن جدتي (أم والدتي) كانت قد أمضت بضع سنوات في بنما عندما كانت طفلة، و كان والدها - جدي الأكبر - يعمل في شق قناة بنما. وهذا كل ما أعرفه عن أصولي ولا أعرف أكثر من هذا.

هذا لأنه، مثل جميع الهنود الغربيين البريطانيين تقريباً، يمتد نسبي إلى إفريقيا وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي.

وأعلم أنني ربما أتيت من مكان ما في غرب إفريقيا، ولكن لا أعلم من أي بلد تحديداً.

هل هذا يهمني؟ نعم... كلنا نريد أن نشعر بأنه لنا جذور وعلى اتصال واضح بالماضي.

تساعد الجذور العميقة في ثباتنا وتعطينا الثقة بالنفس وتسير بنا على الطريق الصحيح.

وعندما لا تكون هذه الجذور موجودة وتنكسر أغصان شجرة العائلة، ينتابنا الحزن والاحساس بأننا بالكاد نرتبط بالحياة و بالأرض التي نعيش عليها.

فصل 3 أفراد من الشرطة الأمريكية بسبب صور عن "وضعية الخنق"

جورج فلويد: تويتر يحذف استخدام كلمات "سيد" و"عبد" و"قائمة سوداء" لمكافحة العنصرية

PA Media متظاهر يجثو على عنق تمثال كولستون البرونزي تجارة الرق وتعظيم التجار

هذا جزء من الارث البغيض للإمبراطورية البريطانية، وجزء من الجدل المحتدم حالياً حول تبجيل شخصيات تنتشر تماثيلهم ونصبهم في البلدات والمدن البريطانية.

هؤلاء الشخصيات كانت لهم إنجازات كما أن الناس الذين قاموا بجمع الأموال لبناء نصب تذكارية لهم، ركزوا على الأشياء الإيجابية التي قاموا بها مع تجاهل الجوانب السلبية.

وعلى سبيل المثال، إدوارد كولستون، تاجر بريستول في القرن السابع عشر ونائب رئيس الشركة الملكية الأفريقية التي احتكرت تجارة العبيد الأفارقة.

لقد جمع ثروة من وراء استعباد البشر، لكنك لن تعرف هذه الحقائق عندما تقرأ الكلمات المحفورة في قاعدة تمثاله في وسط مدينة بريستول التي "أقامها مواطنو بريستول كتذكار لواحد من أكثر أبنائها فطنة وحكمة عام 1895".

ففي على الطرف الغربي من قاعدة التمثال، يصور على أنه كان الرجل الذي كان يوزع الصدقات والأموال على أطفال الفقراء. وفي الجانب الشمالي هو في المرفأ، وفي على الجانبالشرقي ثمة مشهد يتضمن خيول البحارة وحوريات بحر ومراسي سفن.

ولكن لا توجد أي إشارة أو صورة لأكثر من 80 ألف من العبيد الذين كان له يد في إرسالهم إلى المزارع والأراضي في جزر الكاريبي البريطانية وهم مقيدون بأصفاد. هذا إذا تمكنوا أصلاً من البقاء على قيد الحياة خلال الرحلة الأطلسية المريعة.

وظن الذين أقاموا تمثال كولستون في أواخر القرن التاسع عشر أن روايتهم لتاريخ هذا الرجل هي الأكثر اهمية وصحة. كانت أعماله الخيرية هي التي فازت في ذلك اليوم وليس تجارته في مجال الرق والاسترقاق.

تغيير المناهج الدراسية

لكن الجيل الجديد ليس على استعداد ليغفر لكولستون بعد الآن. فقد تم جرّ تمثاله من قبل حشود كبيرة من الناس أمام الكاميرات ووسائل الإعلام العالمية.

ومن المقرر الآن البدء بتطبيق المناهج المدرسية المحدثة على مستوى المدينة لتلاميذ المرحلة الابتدائية والثانوية في بريستول في سبتمبر/أيلول.

وسيوفر المنهاج الجديد تحليلاً أكثر شمولاً لدور بريستول في تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، وسيلقي الضوء على نمط حياة رجال مثل إدوارد كولستون.

وآشا كريغ، نائبة عمدة بريستول ومن نسل المهاجرين الجامايكيين، واحدة من الشخصيات التي لعبت دوراً اساسيا في ادخال المنهاج الجديد . وأخبرتني أن المهمة الاساسية لاعضاء المجلس البلدي هو النظر إلى إرث المدينة، لأننا كلنا يجب أن نعرف تاريخنا.

وتقول: "التعليم هو الذي سيساعد في القضاء على العنصرية".

الأطفال بحاجة منذ نعومة أظافرهم إلى أن يفهموا ويتعلموا أن للتاريخ جوانب عديدة ويمكن والأرث ذو ابعاد متعددة.

أجل كانت للمملكة المتحدة إمبراطورية عظيمة، ولكن كانت لتلك السيادة جانباً مظلماً أيضاً، والعنصرية كانت وقودخ الغزو والاحتلال.

PA Media متظاهرون يلقون بتمثال إدوارد كولستون في المرفأ

وفي الأسابيع التي أعقبت وفاة جورج فلويد على أيدي شرطة مينيابوليس في الولايات المتحدة، كان هناك بحث عالمي معمق حول العنصرية وأسبابها.

دارت مناقشات كثيرة حول "تآلف" الأفراد والشعوب بأكملها، وكيفية معالجة التمييز والمعاملة غير المتكافئة للبعض في المجتمع. زيادة المعرفة والوعي بالتاريخ خطوة أولية جيدة.

قام المتظاهرون في بريستول بعد تحطيم تمثال إدوارد كولستون، بجره وسط المدينة وإلقائه في المرفأ، بالقرب من المكان الذي أبحرت فيه سفنه إلى غرب إفريقيا بالبضائع التي كانت تستبدل بالعبيد.

تمكنتُ من تعقب أين انتهى التمثال في نهاية المطاف، لقد انتهى به الأمر في مستودع والطين يغطيه بعد أن أخرج من الماء.

يحاول عمال الصيانة في البلدية الآن الحفاظ على مختلف الكتابات التي رسمها المتظاهرون على تمثال كولستون باللون الأحمر.

نظرتُ إلى وجه كولستون الضخم شعرت بالسخرية منه، مهاجر من الجيل الثاني من والدين جامايكيين، ينظر إلى الرجل الذي ساعد في استرقاق أسلافي، وطبع أحرف RAC ( الشركة الملكية الأفريقة) على ظهورهم كعلامة ملكية للشركة.

في مرحلة ما، سيتم إعادته إلى قاعدته، ربما في متحف ما، مع كتابات لا تشير فقط إلى أعماله الخيرية بل وتجارته في الرقيق أيضاً كتذكير بأن التاريخ والذاكرة في نهاية المطاف ملكنا جميعاً وليس فقط ملك المنتصرين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
( إن الباطل كان زهوقاً )
عبدالعال -

حكمتك يارب .. مايجري على هذه الأصنام أو كما يطلق عليها الكفرة الجدد التماثيل لاشك أنه تدبير إلهي .. يُفرح المؤمنين .. ( رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام ) .

الى البائس دائما والغبى منه فيه والكذاب على طول
فول على طول -

يعنى يا غبى عمرك شفت واحد مصرى مثلا واقف قدام ابو الهول ولا تمثال رمسيس التانى ويديله ركعتين مثلا ؟ أو واحد واقف قدام تمثال كولمبس ويسجد قدامه أم هى شعوذاتك وخوفكم الرهيب على دينكم الهش ؟ طيب يا ذكى لماذا تقبلون الحجر الأوسد وتلحسونه وتقبلون أعتاب ال البيت وشبابيكهم اذا كنت ناصح كده ؟ جتك ستين خيبه ..

فول على طول
زعيم حارة المسك -

قرأت تعليقك بالكامل و أنا أضحكأولاً عندما بني أبو الهول و باقي التماثيل الفرعونية هل كان أحد يعرف ماذا كانوا يفعلون عنده بعد بنائه؟و أيضاً تمثال كولمبوس سيء السمعة لماذا يسجد الناس له من الأساس؟نعم نقبل الحجر الأسود و لكن نلحوسه لا أدري من أين أتيت بذلك؟أما تقبيل أعتاب آل البيت و شبابيكهم ليست من الإسلام في شيء بل هي بدع لا يجوز فعلهابالتأكيد أنت حزين على الإرث البريطاني الذي ينهار أمام عينيك لأنهم يدعمون من هم على شاكلتك بكل ما أوتو من قوة للتعدي على المسلمين في بلادهم و تخشى نهايتهم من على أرض الواقع.