الكاظمي: تحرير الموصل ثمرة رفض مجتمعي للطائفية والتطرف

أعتبر الكاظمي في الذكرى الثالثة لتحرير مدينة الموصل الشمالية من سيطرة تنظيم داعش أن هذا النصر قد تحقق بظل رفض مجتمعي للطائفية والتطرف والفكر الأسود مؤكدا انه سيقود الى الاعمار ودحر الفساد والفاسدين.

الكازمي خلال زيارة الى الموصل

وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في رسالة الى العراقيين الجمعة اطلعت "إيلاف" على نصها انه "في ذكرى تحرير الموصل من دنس التنظيم الإرهابي والانتصار على داعش نقف معكم اليوم وقفة إجلال إزاء هذا الانتصار العظيم". واشار الى ان العراقيين سجلوا بتحرير الموصل في مثل هذه الأيام من عام 2017 صفحة بيضاء أخرى في تاريخهم كتبوها بتضحيات أبنائهم، وبتلاحمهم وتآخيهم لأجل وحدة بلدهم ولأجل قبر ظلمة الإرهاب وكف حالك آثامه عن كل العالم وعادوا ليهدوا الأمم الأخرى نصراً ناجزاً على أوباش العصر تنظيم الضلالة والهمجية داعش المندحرة".

واضاف الكاظمي ان "من حق العراقيين اليوم أن يفتخروا بذكرى نصرهم الأبرز على من جمع كل الموبقات وأخرجها بشكل استهدف وجودهم وديمومة عيشهم على ضفاف النهرين العظيمين".

واشار الى ان هذا النصر العظيم الذي تحقق على الارض ما كان له أن يبسق لولا نصر آخر بزغ شعاعه عبر رفض مجتمعي عراقي خالص للطائفية والتفرقة والتمييز ورفض العراقيون الفكر الأسود لأن عيشهم لآلاف السنين على هذه الأرض لم يكن إلا عبر روح بيضاء امتازوا بها وقبول للآخر صنو الإنسانية ونظير الخلق فلا آخر طالما عاش قديماً على أرضهم.

النصر على الارهاب سيمكن من دحر الفساد والفاسدين

واضاف رئيس الوزراء العراقي قائلا "ونحن نخوض حرباً ضد الفساد والخراب واعون تماماً لما لهذا العزم العراقي القوي من أثر بفضل تصميمهم الذي أزاحوا به الإرهاب سينتصر العراقيون بإعمار بلدهم وفي حربهم على الفساد والفاسدين وستكون مرتبة أخرى يرتقونها معاً كشعب واحد متآزر فقد دفعوا ثمناً لم يدفعه قبلهم أحد.

كانت وقفة قواتنا المسلحة، وقفة مسؤولة وتحمل كل معاني الحميّة والشجاعة التي أثمرت هزيمة ناجزة للتنظيم الإرهابي على يد أبطال الجيش العراقي والشرطة ومكافحة الإرهاب ، والحشد الشعبي والبيشمركة وباقي صنوف قواتنا. وكل من نذر دمه من أجل أن يبقى بلده مصاناً وكرامة أبنائه في عز ورفعة، مثلما كانت لموقف المرجعية الدينية الرشيدة كلمتها الحاسمة المبدئية المنطلقة من شرف الاعتزاز بكرامة هذا الوطن، ومثلما كانت عبر كل العصور سنداً للخير، وقوة للمحبة والتآلف والعيش السلمي والشكر لكل من ساند العراق من الدول.

وشدد الكاظمي على ان "أعظم من نستذكرهم اليوم هم شهداء العراق المثابات الشامخة التي رفعت اسمه عالياً وحفظت للعراق الكرامة وأمدّته بأسباب بقائه مثلما بقي عبر عصور طويلة مناراً للعالم وقبلة للناظرين وموطناً للحضارة الأولى".. وقال "كل الفخر والإعتزاز والسمو لعوائل الشهداء، وأهلهم ومحبيهم، بفضلكم بقي العراق، ومازلنا نحمل كرامة العيش".

صعوبات تواجه الاعمار

وكان الكاظمي قد زار الموصل الشهر الماضي ووعد بأن يدرس "شخصيا كل عقد إعادة بناء لإنهاء الاستغلال والفساد".. كما تعهدت الدولة بدفع رواتب وتعويضات لعائلات ضحايا الإرهاب ولأسر الجرحى الآخرين. لكن مع الانخفاض الكبير في سعر برميل النفط وانكماش الاقتصاد بنسبة 10 في المئة وهو أدنى مستوى خلال 20 عاما وعجز قياسي بنسبة 30 في المئة من إجمالي الناتج المحلي يبدو انه من الصعوبات الإيفاء بهذه الوعود.

وبالفعل في العام 2019، كانت وزارتا الإسكان والمهجرين من بين الأقل حظا على التوالي بنسبة 2 في المئة و0,1 في المئة من مخصصات ميزانية الدولة.

ويقول مزاحم الخياط رئيس خلية الازمة التي شكلت في محافظة نينوى في أعقاب إعفاء محافظها السابق نوفل العاكوب على خلفية حادثة غرق عبارة جزيرة الغابات إن بغداد "لم تستجب" للكارثة.

ونجحت الأمم المتحدة في إعادة بناء ألفي منزل ومحطة لمعالجة المياه ومحطات توليد الطاقة وإدارات المستشفيات و150 مدرسة وكلية ومركز شرطة في الموصل لكن وكالة الصحافة الفرنسية اعتبرت في تقرير لها ذلك بأنه نقطة في بحر بالنسبة لمدينة يقطنها أكثر من مليوني نسمة ولا تزال منطقتها القديمة تبدو وكأنها تلة ضخمة من الأنقاض.

واكدت ان عملية إعادة الإعمار تباطأت بشكل كبير جراء مراحل عدة لتجنب الفساد وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية لعدم وصول ثلاثين مليار دولار تعهدت الجهات المانحة بتقديمها إلى العراق خلال مؤتمر الكويت في أوائل عام 2018.

والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق وقد سيطر عليها تنظيم داعش في العاشر من يونيو عام 2014 لكن القوات العراقية تمكنت في العاشر من يوليو عام 2017 من إنهاء المعارك ضد التنظيم بإعلان النصر، وتحرير المدينة بالكامل، حيث أعلن القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء السابق النصر النهائي على التنظيم من مقر جهاز مكافحة الإرهاب.

وشارك في تحرير الموصل حوالي 100 ألف مقاتل من التشكيلات العسكرية المختلفة التي خاضت معارك شرسة ضد مسلحي التنظيم استمرت حوالي 9 أشهر.