انتخابات تشريعية بجمهورية مقدونيا الشمالية في أوج أزمة كورونا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سكوبيي: أدلى الناخبون في جمهورية مقدونيا الشمالية الأربعاء بأصواتهم في انتخابات تشريعية ستضع الفائزين فيها أمام تحدّي مواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد وإطلاق محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وهذه أول انتخابات تشريعية تجري في هذه الدولة البلقانية منذ غيّرت اسمها العام الماضي ووضعت بذلك حدّاً لخلاف استمرّ عقوداً مع اليونان. وأتاح لها الاتفاق حول الاسم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وفتح لها الباب أمام عضوية الاتحاد الأوروبي.
لكن المنتقدين ما زالوا يشعرون بالاستياء إزاء ما يعتبرونه تنازلا عن جزء من هويتهم الوطنية إرضاء لليونان، التي تطلق اسم مقدونيا على إقليم حدودي مجاور في شمالها.
وقبل ساعتين من موعد إغلاق صناديق الاقتراع بلغت نسبة الإقبال على التصويت 45%، في حين أعلنت مفوضية الانتخابات أنّها سجّلت خلال عمليات التصويت بعض "المخالفات البسيطة". ومن غير المتوقّع أن تصدر النتائج قبل ساعات الفجر الأولى.
وخاض المنافسة مهندس الاتفاق، زعيم الاشتراكيين الديموقراطيين ورئيس الوزراء السابق زوران زاييف في مواجهة اليمينيين القوميين منتقدي الاتفاق.
ومن غير المتوقع أن يحقّق أيّ منهما غالبية مطلقة ما سيؤدّي إلى مفاوضات معقّدة لتشكيل ائتلاف حكومي.
وفاقم فيروس كورونا المستجد حالة الترقّب في وقت تسعى فيه السلطات إلى منع تسجيل إصابات جديدة من دون الإضرار أكثر باقتصاد مترنّح أصلاً ويواجه ركوداً.
وتم تسجيل أكثر من 380 وفاة بالفيروس بين السكان البالغ عددهم مليوني نسمة، ما يجعل هذه الدولة الأكثر تضرّراً بعدد الوفيات نسبة إلى عدد السكان، في منطقة غرب البلقان، وفق الأرقام الرسمية.
وتقيّد الناخبون بتعليمات وضع كمامات واقية إلزامية فيما كانوا ينتظرون أمام مراكز الاقتراع في سكوبيي، والتي فتحت أبوبها الساعة 05,00 ت غ.
وكان زاييف استقال قبل ستة أشهر في أعقاب إخفاق الاتحاد الأوروبي بادئ الأمر في بدء محادثات انضمام مقابل تغيير الاسم وإصلاحات أخرى. وكانت حكومة أخرى تتولى تصريف الأعمال.
وأعطت الكتلة الأوروبية الضوء الأخضر في آذار/مارس، علما بأن سكوبيي لا تزال تنتظر تحديد موعد لانطلاق المحادثات.
وكانت الانتخابات المبكرة مقررة أساسا في نيسان/أبريل لكنها أرجئت بسبب الفيروس، وتم تمديد فترة حكومة تصريف الأعمال التي بذلت جهودا حثيثة لوقف انتشار الفيروس.
وسعى زاييف للترويج لنجاحه في تقريب البلاد أكثر من الغرب، لكن المعارضة القومية تتهمه "بالخيانة" على خلفية اتفاقه مع اليونان واتفاق آخر مع بلغاريا.
وقال الزعيم القومي لحزب المنظمة الداخلية المقدونية الثورية هريستيان ميكوسكي خلال تجمع انتخابي إن "زوران زاييف بالنسبة لنا نحن المقدونيين، كابوس حقا، لكنه لبعض جيراننا حلمٌ طال انتظاره".
ويقول محللون إن عودة القوميين إلى السلطة يمكن أن تضرّ بعلاقات سكوبيي مع جيرانها وتعقّد المحادثات المرتقبة مع الاتحاد الأوروبي.
وقالت ايلينا ستافريفسكا الباحثة في معهد لندن للاقتصاد إن "احتمال فوز القوميين لن يؤثر سلبا على مسار الانضمام الى الاتحاد الأوروبي فحسب وإنّما أيضاً على السياسة الخارجية للبلاد".
وأضافت لوكالة فرانس برس "لكن العديد من الناخبين غير راضين عن الوسط-اليسار الاشتراكيين الديموقراطيين وسط انطباع بانهم لم يحققوا نتائج حول بعض الوعود الأساسية بما في ذلك الإصلاحات القضائية".