وزير الصحة اللبناني: كارثة!
73 قتيلاً و3700 جريح في انفجار بيروت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: قتل 73 شخصاً وأصيب 3700 آخرين الثلاثاء في انفجار ضخم وقع في مرفأ بيروت، وفق حصيلة أولية رسمية، أعلنها وزير الصحة حمد حسن.
وقال حسن خلال زيارته أحد مستشفيات بيروت للصحافيين "إنها كارثة بكل معنى الكلمة"، داعياً إلى نقل الإصابات الطفيفة إلى مستشفيات ضواحي العاصمة بعدما امتلأت مستشفيات بيروت بالجرحى.
وسقط قتلى ومئات الجرحى في انفجار ضخم في مرفأ بيروت تسبّب أيضا بموجة ذعر بين السكان، وبدمار في كل أنحاء العاصمة.
ولم يتوقف صوت سيارات الإسعاف منذ وقوع الانفجار بعيد الساعة السادسة، وهي تجوب كل أنحاء العاصمة ناقلة المصابين الى المستشفيات، بينما انتشرت صور مرعبة لدمار في كل مكان، وساد هلع بين المارة.
وأفاد شهود أن عشرات الجرحى لا يزالون ممددين في مكان وقوع الانفجار.
ورجّح مدير عام الأمن العام عباس ابراهيم أن يكون الانفجار نجم عن "مواد مصادرة منذ سنوات ويبدو أنها شديدة الانفجار"، من دون تفاصيل إضافية.
وتحدثت الوكالة الوطنية للإعلام عن سقوط "شهداء وجرحى" جراء الانفجار.
وقال الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة الى تلفزيون "ال بي سي آي" إن هناك "مئات الجرحى"، مشيرا الى أنه لا يستطيع تحديد عدد الضحايا بعد.
وقال طبيب في مستشفى أوتيل ديو في شرق بيروت للقناة نفسها إن عدد الجرحى في المستشفى وصل إلى 500، طالبا عدم إحضار مزيد من المصابين إلى المستشفى.
وهزّ الانفجار كل أنحاء العاصمة وطالت أضراره كل الأحياء وصولا الى الضواحي، وتساقط زجاج عدد كبير من المباني والمحال والسيارات. وأفاد أشخاص في جزيرة قبرص المواجهة للبنان عن سماع صوت الانفجار أيضا.
وقال مصدر أمني إنه وقع في مرفأ بيروت القريب من وسط العاصمة، مشيرا الى وقوع انفجارين متتاليين.
وأظهرت أشرطة فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي وقوع انفجار أول تلاه انفجار ضخم، وتصاعد دخان كثيف غطّى سماء المنطقة.
عند مدخل مرفأ بيروت، قال جندي لوكالة فرانس برس بعد حوالى ساعتين من الانفجار "هناك مأساة في الداخل، هناك كثير من الجثث على الأرض وسيارات الإسعاف لا تزال تعمل على نقل الجرحى".
ولدى وصول مراسلي فرانس برس الى المكان، شاهدوا مستوعبات كثيرة في المرفأ تحولت الى ركام، بينما بدا أن أهراءات القمح لا تزال قائمة.
في البحر، كانت باخرة لم يعرف ما إذا كانت تقل ركابا أو عليها عمال، تحترق. وطلب ضابط في المكان من صحافيين مغادرة كل منطقة المرفأ خوفا من انفجار الباخرة التي تحوي وقودا.
وأقفلت القوى الأمنية كل الطرق المؤدية الى المرفأ، ومنعت الصحافيين من الاقتراب. ولم يسمح إلا لسيارات الإسعاف والدفاع المدني بالمرور. وكان أقرباء موظفين في المرفأ يجادلون القوى الأمنية مصرين على دخول حرم المرفأ للاطمئنان الى أقربائهم.
وشاهدت صحافية في وكالة فرانس برس عشرات الجرحى يصلون الى مستشفى أوتيل ديو في الأشرفية في شرق بيروت، بينهم أطفال. وكان عدد كبير منهم مغطى بالدماء من رأسه حتى أخمص قدميه.
أمام مستشفى كليمنصو في غرب بيروت، كان عشرات الجرحى ينتظرون في الخارج إدخالهم لتلقي العلاج.
كما شاهد صحافيون في وكالة فرانس برس سيارات متوقفة ومتروكة في وسط الشارع القريب من المرفأ وقد لحقت بها أضرار بالغة. كما لحقت أضرار بالغة بالمباني وتناثر الزجاج في كل مكان.
ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون إلى اجتماع طارئ مساء الثلاثاء للمجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا اثر الانفجار الضخم فيما أعلن رئيس الحكومة حسان دياب الأربعاء يوماً للحداد الوطني على "ضحايا الانفجار"، على ان يلقي كلمة بعد قليل يتوجه بها الى اللبنانيين.
"أقوى من 2005"
وكتب أحد اللبنانيين على "تويتر" "حجم الصوت والهدير استمر لبضع ثوان، ولم اسمع مثله في حياتي".
وقالت امرأة في وسط العاصمة لصحافي في فرانس برس "شعرت بما يشبه هزة أرضية، ثم دوى الانفجار. شعرت بأنه أقوى من انفجار العام 2005 الذي قتل (رئيس الحكومة الاسبق) رفيق الحريري".
ويفترض أن تصدر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بعد يومين حكمها في قضية اغتيال الحريري الذي قتل مع 21 شخصا آخرين في وسط العاصمة في انفجار ضخم نفذه انتحاري.
ويشهد لبنان حاليا أسوأ ازمة اقتصادية في تاريخه، مع تدهور في سعر العملة، وقيود على الودائع المصرفية، وتضخم وغلاء في الأسعار. بالإضافة الى خسارة الآلاف وظائفهم.
وفور وقوع الانفجار، سرت شائعات أنه ناجم عن غارة إسرائيلية استهدفت مستوعبا يضم أسلحة لحزب الله. لكن مسؤولين إسرائيليين نفوا بشدة أي علاقة لهم بما حصل.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي "لا أرى أي سبب لعدم الوثوق بالتقارير الواردة من بيروت (...) إنه حادث نتج على ما يبدو من حريق".
وقبل أسبوع، أعلنت إسرائيل أنها أحبطت هجوما "إرهابيا" وأطلقت النار على مسلحين عبروا "الخط الأزرق" الذي يفصل بين لبنان واسرائيل، قبل أن يعودوا إلى الجانب اللبناني.
ونسب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عملية التسلل إلى حزب الله اللبناني المدعوم من إيران والذي يتمتع بنفوذ واسع في جنوب لبنان. وردت إسرائيل بقصف عنيف على الحدود اللبنانية.