خسائرها نحو 25 مليون جنيه استرليني
كورونا يضع "غارديان" الورقية على الرف... نهائيًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تفكر إدارة صحيفة "غارديان" البريطانية أن توقف نسختها الورقية نهائيًا، بعد تكبدها خسائر فادحة بسبب كورونا، بلغت 25 مليون استرليني، ما قد يشطب 180 فرصة عمل فيها.
إيلاف من دبي: تعتبر "غارديان" البريطانية رائدة في الإعلام الرقمي، من خلال عمليتها التحريرية الرقمية المعقدة، لكنها اليوم تفكر جديًا في إطفاء محركات صحفيتها الورقية، في قرار يمكن أن يشطب 180 فرصة عمل بسبب الأضرار البالغة التي نتجت من أزمة جائحة كورونا، أي نحو 12 في المئة من إجمالي قوتها العاملة في بريطانيا.
خاسرة
قدرت مجموعة غارديان الإعلامية خسائرها الناتجة من أزمة كورونا بنحو 25 مليون جنيه استرليني، بسبب تراجع الإنفاق الإعلاني والمحتوى المدفوع. نتيجة لذلك، ربما تكون الصحف المطبوعة في المملكة المتحدة التي تصدر سبعة أيام في الأسبوع خاسرة الآن، في الوقت الذي يقرأ فيه أقل من 50 في المئة من قراء المملكة المتحدة الصحيفة، وفيما تحقق إصداراتها الرقمية في أميركا الشمالية الأرباح.
أعلنت "غارديان" عن إيرادات بلغت 223.5 مليون جنيه استرليني في العام الماضي (224.5 مليون جنيه استرليني في العام السابق)، مع خسارة في التدفق النقدي قدرها 29 مليون جنيه استرليني (مقارنة بـ 28 مليون جنيه استرليني).
تعد الخسائر على نطاق واسع ضمن نطاق الأرباح المتوقعة من صندوق الاستثمار، وقيمته 900 مليون جنيه استرليني، وتديره سكوت ترست (Scott Trust)، الشركة الأم لصحيفة غارديان.
لكن، مثير للإعجاب أن مبيعات المطبوعات الصحفية، التي بلغت 49.3 مليون جنيه استرليني، انخفضت بنسبة 50 في المئة مقارنة بعام 2016.
إلغاء 70 وظيفة صحفية
في عام 2019، شكلت الصحافة المطبوعة 42 في المئة من الإيرادات (94 مليون جنيه استرليني)، إضافة إلى ما يقدر بنحو 75 مليون جنيه استرليني من تكاليف الإنتاج والتوزيع والتسويق. لذا، ربما حققت نسخة الورقية من الصحيفة في العام الماضي نحو 20 مليون جنيه استرليني من الأرباح الحقيقية. لكن أزمة كورونا تكبدها الآن خسائر قد لا تتمكن من التعافي منها، من دون تغيير جذري.
على الرغم من أنها تعمل على استقرار الشركة وتجعلها مربحة أول مرة منذ عقد من الزمان، فإن قرار وقف غارديان الورقية يظل مثيرًا للجدل. لكن الدلائل على أن استراتيجية رقمية خالصة لتغيير قواعد اللعبة هي قيد النظر الآن، وقد يشمل إلغاء 70 وظيفة صحفية. فعلى الرغم من أن غارديان توظف 869 شخصًا في قيم "التحرير والإنتاج"، فإن التخفيضات الصحفية غير عادية وأثارت استجابة يمكن التنبؤ بها.
تشمل كذلك خطة واضحة لإغلاق الملاحق الصحفية في طبعة يوم السبت. فكما معظم الصحف الوطنية في المملكة المتحدة ، كانت نسخة السب من غارديان مربحة بسبب ارتفاع الأسعار وحجم المبيعات. قبل أزمة كورونا، كانت غارديان تبيع 100 ألف نسخة بسعر 2.20 جنيه استرليني في أيام الأسبوع. لكن في يوم السبت، كانت تبيع 246 ألف نسخة بسعر 3.20 جنيهات استرلينية، تضاف إلى إيرادات الإعلانات.
وبالتالي، ربما يكون سبب خفض تكاليف ما كان إصدارًا مربحًا من إصدار يوم السبت إما أن الإعلان المطبوع انخفض بشكل حاد لتصبح ملاحق المجلة مكلفة جدًا، وإما استغداد غارديان لإلغاء نسختها الورقية تمامًا... أو كلاهما.
عودة أكثر صعوبة
ربما تكون إدارة غارديان قد استنتجت فعليًا أن أي خطة لطباعة صحيفة فقط في أيام معينة (بما في ذلك عطلة نهاية الأسبوع) لن تكون قابلة للتطبيق. يبدو أن الكثير من الخبرة (خصوصًا من مجموعة صحف عائلة نيوهاوس في الولايات المتحدة) تظهر أن تقليل التكرار اليومي نادرًا ما يحدث: بمجرد كسر هذه العادة اليومية، يبدو أن مشتري الصحف يتوقفون سريعًا عن شراء الصحيفة تمامًا.
ربما نفترض أن مبيعات صحيفة غارديان خلال أيام الأسبوع انخفضت الآن إلى 70 ألفًا أو نحو ذلك، وأن الانخفاض المحتمل في منافذ البيع بالتجزئة - نتيجة لانخفاض مبيعات الصحف والمجلات - سيجعل العودة إلى الوراء أكثر صعوبة.
إلى ذلك، لا يمكن أن يكون التباين مع الرقمية أكبر. الإصدارات الرقمية في أميركا الشمالية وأستراليا/نيوزيلندا تؤمن عائدات إعلانية تبلغ 25 مليون جنيه استرليني و 11 مليون جنيه استرليني على التوالي. هذه العمليات قوية الآن، في أستراليا تعد غارديان رابع أكبر نقدم خدمات إخبارية عبر الإنترنت، بقاعدة تبلغ 11.6 مليون متابع (أكثر من 50 في المئة من السكان البالغين)، لتتقدم على صحيفة "أوستراليان" (The Australian)، النسخة الوطنية الأسترالية من نيوز كورب.