أخبار

القصيبي والعمير: يا مولانا!

الراحل غازي عبد الرحمن القصيبي
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في منتصف كل أغسطس، نتذكر في إيلاف راحلًا كبيراً. إنه غازي عبد الرحمن القصيبي، السياسي الليبرالي والدبلوماسي والأكاديمي والمحامي والأديب الروائي والشاعر السعودي. إيلاف تسجل في الذكرى شهادات حياة عن الراحل الكبير، وتنبش في أوراق قديمة عن سيرة عطاء لا ينضب.

إيلاف: في "تويتر" صفحة باسم الوزير والأكاديمي والسفير والشاعر والروائي والكاتب السعودي الراحل غازي القصيبي، تنقل في تغريداتها الكثير مما قاله الراحل، وتعرف عن نفسها بأنها "صفحة اقتباسات غازي القصيبي".

في سلسلة من التغريدات على هذه الصفحة سجل عن علاقة ثرية وجميلة ربطت بين القصيبي وعثمان العمير، ناشر "إيلاف" ورئيس تحريرها؛ جميلة لأن فيها من التناقضات ما يجمع ولا يفرق، وثرية لأن هذه التناقضات تتحول قشورًا فيما الجوهر يكمن في ما وجده كل منهما في الآخر من رفقة الكلمة الحرة، بلا قيد أو شرط.

مرحٌ كان القصيبي، خصوصًا حين أفشى سرّ كلمة العمير "يا مولانا". فبحسبه، ليست هذه تفخيمًا، إنما هي دليل على أن العمير لا يتذكر اسم محدثه، أو لا يريد تذكره، فالعمير &- بحسب القصيبي &- لا يتذكر اسماء من لا يستطلفهم.

أراح واستراح!
يتذكر القصيبي أيام رئاسة العمير لتحرير صحيفة "الشرق الأوسط" وطريقته "الثورية" في إدارة جريدة كانت قبلة العرب الباحثين عن الخبر وتداعياته، عن النبأ وتردداته. تنبئ ذكريات القصيبي هذه الكثير عن شخصية الصديقين الزميلين، وعن طينة رجلين صنعا للخبر العربي مهابته، بالكلمة القصيبية الرمح، وبالطريقة العميرية الفريدة.

يقول القصيبي: "صديقنا عثمان العمير ودّع رئاسة تحرير الشرق الأوسط الغرّاء، فأراح واستراح. لا بُدّ أن أقول للتاريخ: إن رئاسته كانت من نوع فريد: الاستشعار عن بعد. كان يحمل الكومبيتر في يد، والموبايل في يد، ويضرب في الآفاق. يقرّر، وهو في طوكيو، كيف ستظهر الصفحة الأولى".

صديقنا عثمان العمير @OthmanAlomeir ودّع رئاسة تحرير - الشرق الأوسط - الغرّاء ، فأراح واستراح. لا بُدّ أن أقول للتاريخ : إن رئاسته كانت من نوع فريد :الاستشعار عن بعد. كان يحمل " الكومبيتر" في يد ، "والموبايل" في يد ، ويضرب في الآفاق. يقرّر ، وهو في طوكيو ، كيف ستظهر الصفحة الأولى.

— غازي القصيبي (@GhaziQuotes) August 8, 2020

يضيف في تغريدة ثانية: "ويأمر، وهو في مراكش، بحذف صورة هذا السفير، أو ذاك (الأغلب هذا السفير!) ويوافق أو لا يوافق، وهو في طائرة تعبر المحيط الهادي، على نشر هذا الموضوع أو ذاك. وهكذا، وألّا فلا تكون اللامركزية!"

ويأمر ، وهو في مراكش ، بحذف صورة هذا السفير ، أو ذاك ( الأغلب هذا السفير! ) ويوافق أو لا يوافق ، وهو في طائرة تعبر المحيط الهادي ، على نشر هذا الموضوع أو ذاك. وهكذا ، وألّا فلا ، تكون اللامركزية!

— غازي القصيبي (@GhaziQuotes) August 8, 2020

يا مولانا
بحسب القصيبي، "أثبت عثمان العمير، بالدليل الحيّ، أن كل نظرياتي في الإدارة خطأ في خطأ، أؤمن بالتقيد الدقيق بالمواعيد، ولم يتقيد عثمان، عبر حياته كلّها، بموعد واحد. أؤمن بالدوام من الساعة الأولى إلى الأخيرة، ولم يداوم عثمان، في حياته كلها، يومًا كاملًا واحدًا".

أثبت عثمان العمير ، بالدليل الحيّ ، أن كل نظرياتي في الإدارة خطأ في خطأ ، اؤمن بالتقيد الدقيق بالمواعيد ، ولم يتقيد عثمان ، عبر حياته كلّها ، بموعد واحد.
اؤمن "بالدوام" من الساعة الأولى إلى الأخيرة ، ولم يداوم عثمان ، في حياته كلها ، يوماً كاملاً واحداً.

— غازي القصيبي (@GhaziQuotes) August 8, 2020

يؤمن القصيبي بالعلاقات الإنسانية، "ولا يؤمن عثمان إلا بالعلاقات مع الذين يستلطفهم (وعددهم محدود جدًا). وعلامة الاستلطاف عند عثمان أن يتذكر اسم محدثه، إذا قال لك: ’يا مولانا!‘ فاعرف، يا مولانا، أن عثمان لا يتذكر اسمك، ولا يود أن يتذكر".

اؤمن بالعلاقات الإنسانية ، ولا يؤمن عثمان إلا بالعلاقات مع الذين يستلطفهم (وعددهم محدود جداً ). وعلامة الاستلطاف عند عثمان أن يتذكر اسم محدثه ، إذا قال لك : " يا مولانا! " و فاعرف ، يا مولانا ، أن عثمان لا يتذكر اسمك ، ولا يود أن يتذكر.

— غازي القصيبي (@GhaziQuotes) August 8, 2020

قراءة ما لا يُقرأ
يتابع القصيبي: "لا بأس! لا أعتقد أني أصلح صحفيًا ناجحًا (أو فاشلًا). لم يدّعِ عثمان أنه يصلح بيروقراطيًا ناجحًا (أو فاشلًا ). بعد هذا كله، وهذا كله حق، تبقى كلمة حق لا بد من قولها بعد أن فقد صاحبنا القدرة على حذف صورة هذا السفير أو ذاك.. أو قصيدته. ترك عثمان حيث حلّ من الصحافة بصمات لا تمحى".

لا بأس! لا أعتقد أني أصلح صحفياً ناجحاً،(أو فاشلاً).
لم يدّعِ عثمان أنه يصلح بيروقراطياً ناجحاً(أو فاشلاً ).

بعد هذا كله ، وهذا كله حق ، تبقى كلمة حق لا بد من قولها بعد أن فقد صاحبنا القدرة على حذف صورة هذا السفير أو ذاك .. أو قصيدته. ترك عثمان حيث حلّ من الصحافة بصمات لا تمحى.

— غازي القصيبي (@GhaziQuotes) August 8, 2020

يضيف القصيبي: "أستطيع أن أقول بلا مبالغة إنه كان أول من أدخل عنصر الإثارة الحقيقية في الصحافة السعودية.كان أول من أغرى القارئ بقراءة ما لا يُقرأ، وبفهم وما لا يفهم. هذا الإنجاز يغفر له ما سببه لي من عذاب وأنا أبحث عنه، عبثًا، كل صباح في مكتبه. ويغفر له أنه لم يجيء إلى دعوة من دعواتي إلّا متأخرًا".

أستطيع أن القول.بلا مبالغة،أنه كان أول من أدخل عنصر الإثارة الحقيقية في الصحافة السعودية.كان أول من أغرى القارئ بقراءة ما لا يُقرأ،وبفهم وما لا يفهم.هذا الإنجاز يغفر له ما سببه لي من عذاب وأنا أبحث عنه،عبثاً،كل صباح في مكتبه.ويغفر له أنه لم يجيء إلى دعوة من دعواتي إلّا متأخراً.

— غازي القصيبي (@GhaziQuotes) August 8, 2020

يختم القصيبي تغريداته: "هذا إذا جاء! يا أبا عفان! سنفتقدك عندما نقرأ، في الصباح، ’خضراء الروابي’. أما في المساء، فأعاننا الله على وجودك معنا (هذا إذا جئت!)".

هذا إذا جاء!

يا أبا عفان!
سنفتقدك عندما نقرأ ، في الصباح ، " خضراء الروابي".
أما في المساء ، فأعاننا الله على وجودك معنا ( هذا إذا جئت!).

- المصدر : في رأيي المتواضع.

— غازي القصيبي (@GhaziQuotes) August 8, 2020

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رحم الله الكبار
فهد العيطة -

حين أصدر الدكتور غازي القصيبي ديوانه الشعري “معركة بلا راية” في عام 1970، ضجت طائفة ساذجة من أصحاب العقول الضيفة وساروا على مدى أسابيع نحو المغفور له الملك فيصل مطالبين بمنع الديوان من التداول، وتأديب الشاعر. ويقال إن الملك فيصل أحال الديوان إلى مستشاريه ليطلعوا عليه ويأتوه بالنتيجة، فرأى المستشارون أنه ديوان شعر عادي لا يختلف عن أي ديوان شعر عربي آخر، إلا أن الضجة لم تتوقف حول الديوان واستمرت الوفود بالتقادم للملك فيصل، فما كان منه سوى أن شكل لجنة تشتمل على وزير العدل ووزير المعارف ووزير الحج والأوقاف، لدراسة الديوان أو محاكمته بالأصح، وانتهت اللجنة إلى أن ليس في الديوان ما يمس الدين أو الخلق، ويقال إن هذه الحادثة لم تكن تمر في ذهن القصيبي إلا ويتذكر موقف المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز من هذه القضية. إذ يقول في ما كتب: “سمعت من أحد المقربين إليه أنه اتخذ خلال الأزمة موقفا نبيلا وحث الملك فيصل على عدم الاستجابة إلى مطالب الغاضبين المتشنجة”. رحم الله الكبار.