أخبار

اغتيال الناشطين رسائل دموية إلى الكاظمي في واشنطن

صاحت ريهام يعقوب: "أني الولائي للوطن"... فقتلوها

صورة للناشطة ريهام يعقوب تناقلها الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي بعد اغتيالها الأربعاء
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

وقفت ريهام يعقوب، تخبط قدمها أرضًا وتصيح بالناس كي ينبذوا أحزابهم، وألا ينتموا إلا للوطن، فأتى من قتلها ليسكت صوتًا عراقيًا صار عامًا، وكلامًا عراقيًا يقال اليوم على رؤوس الأشهاد.

إيلاف من بيروت: "أني الاجيت و محترگ، ما يهمني حر ولا برد، أني الرفض كل الدول، أني الحسيني من صدك، أني الولائي للوطن، أني البطل وابن البطل، أني الما منتمي لحزب"... بهذه الكلمات صرخت ريهام يعقوب متقدمة مظاهرات البصرة جنوب العراق، فيجيبها الناس "إنت منو؟" تأكيدًا على الهوية، وطالبًا منها للمزيد من الهتاف، من المواقف الصلبة بوجه من يتحكم بمصير العراق والعراقيين.

في البصرة نفسها، كانت ريهام يعقوب، الناشطة وخبيرة التغذية العراقية، في سيارتها برفقة زميلتها، حين مرت بجانبها دراجة نارية على متنها مسلحان مجهولان، فأطلقا النار عليها من بندقية هجومية ثم فرا إلى جهة مجهولة.

قُتلت يعقوب التي قادت عدة مسيرات نسائية في الماضي بعد حملة شعواء لشيطنتها، واتهامها بالعمالة للولايات المتحدة والتعامل مع القنصلية الأميركية. وهذه هي الحادثة الثالثة هذا الأسبوع التي يستهدف فيها مسلحون ناشطا سياسيا مناهضا لا يلتقي في الرأي مع الأحزاب الحاكمة في العراق.

وبدأت موجة العنف عندما اغتيل الناشط تحسين أسامة الأسبوع الماضي، مما أدى إلى مظاهرات في الشوارع استمرت 3 أيام أطلقت خلالها قوات الأمن الرصاص الحي على المتظاهرين الذين رشقوا منزلا لمحافظ بالحجارة والقنابل الحارقة وأغلقوا عدة طرق رئيسية.

في العراق اليوم، صار الناشطون يعرفون أن الاستهداف بالتصفية الجسدية هو المنطق الذي يعرفه المتحكمون بمفاصل السلطة، لا النقاش ولا الحوار.

بسبب اغتيال ريهام يعقوب وآخرين، أقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قائد شرطة البصرة وعددًا من مدراء الأمن فيها. وغرد الكاظمي الموجود في واشنطن على تويتر: "سنقوم بكل ما يلزم لتضطلع القوى الأمنية بواجباتها"مؤكدًا أن التواطؤ مع القتلة أو الخضوع لتهديداتهم "مرفوض وسنقوم بكل ما يلزم لتقوم أجهزة وزارة الداخلية والأمن بمهمة حماية أمن المجتمع من تهديدات الخارجين على القانون".

اقلنا قائد شرطة البصرة وعدد من مدراء الأمن بسبب عمليات الاغتيال الأخيرة، وسنقوم بكل مايلزم لتضطلع القوى الأمنية بواجباتها.
التواطؤ مع القتلة او الخضوع لتهديداتهم مرفوض وسنقوم بكل ما يلزم لتقوم اجهزة وزارة الداخلية والامن بمهمة حماية أمن المجتمع من تهديدات الخارجين على القانون.

— Mustafa Al-Kadhimi مصطفى الكاظمي (@MAKadhimi) August 19, 2020

يرى مراقبون إن الاغتيالات الأخيرة لناشطين مدنيين ليست سوى رسائل دموية للكاظمي الذي سمع في واشنطن كلامًا أميركيًا حازمًا من وزير الخارجية مايك بومبيو عن ضرورة تفكيك الميليشيات الإيرانية في العراق، وبسط الدولة العراقية سلطاتها الشرعية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف