إلى نسبة لا تتجاوز ستة بالمئة من مجمل الوفيات
هل خفضت الولايات المتحدة عدد وفيات فيروس كورونا؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (سي دي سي) إنها أُتخمت باستفسارات بشأن شائعات كاذبة عن أن حصيلة الوفيات جراء كوفيد-19 هي أكثر انخفاضا بشكل كبير من رقم الـ 185 ألف شخص الذي تداولته عناوين الأخبار.
وتداولت هذا الزعم الكاذب منشورات انتشرت بشكل واسع على منصات وسائل التواصل الاجتماعي في الإنترنت.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعاد نشر واحدا منها على صفحته في تويتر، وقد حذف الموقع تغريدته لأنها تنتهك قواعد النشر فيها.
فما هو هذا الزعم بدقة؟يشير هذا الزعم، الذي ضخمه مؤيدو نظريات المؤامرة التي تروجها جماعة كيو أنان وآخرون أيضا، إلى أنه ستة في المئة فقط من العدد الكلي للأشخاص الذين أُشير إلى أنهم توفوا جراء تفشي فيروس كورونا تُشير شهادات وفاتهم إلى أنهم توفوا جراء الإصابة بالفيروس.
وهذا زعم مضلل وغير حقيقي.
نعم، يصح القول أن 6% من من كل شهادات الوفيات التي ذكرت كوفيد-19 لم تشر إلى وجود أمراض أخرى، إلا أن 92 في المئة من مجمل شهادات الوفيات أشارت إلى أن كوفيد-19 كان سبب الوفاة، لذا قد تذكر شهادة وفاة المريض أنه كان يعاني من مشاكل في الرئة أو من مرض السكري، لكنها أشارت إلى أن فيروس كورونا هو سبب الوفاة الرئيسي.
وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة إن شهادات الوفاة قد تذكر حالات نجمت عن فيروس كورونا، مثل المشكلات التنفسية.
وتضيف أن معلومات شهادات الوفيات منشورة منذ أشهر على موقعها الإلكتروني وتحدث بانتظام.
إن معظم الناس الذين توفوا من جراء الإصابة بفيروس كورونا كانوا من كبار السن أو ممن لديهم مشكلات صحية قائمة.
والإشارة إلى أن هذه المشكلات الصحية تجعل الأشخاص أكثر عرضة لأن يمرضوا بشدة عند تعرضهم لفيروس كورونا، هيفي الحقيقة كالإشارة إلى أنهم عرضة لأن يمرضوا بشدة عند إصابتهم بأي فيروس أخر.
بيد أن ذلك لا يغير أو ينتقص من حقيقة أن الفيروس كان المسبب الرئيسي لوفاتهم.
ويجدر بالذكر أيضا أنه في المراحل الأولى لتفشي المرض، حيث لم تكن فحوص الكشف عن الفيروس منتشرة، توفي العديد من الناس من دون الإشارة في شهادات وفاتهم إلى أنهم توفوا جراء كوفيد-19.
وفي إنجلترا وويلز، من بين مجمل الوفيات بفيروس كورونا في الفترة بين مارس/آذار ويونيو/حزيران، كانت هناك على الأقل إشارة إلى حالة مرضية أخرى في 90 في المئة فقط من حالات الوفيات.
كيف انتشر هذا الزعم؟روج أولئك الذين يسعون إلى التقليل من مدى خطورة تفشي الفيروس لنسخ متباينة من هذا الزعم وتداولوها على موقع تويتر منذ منتصف يونيو/حزيران على الأقل.
بيد أن هذه الادعاءات انتشرت بجدية فقط في أواخر شهر أغسطس/آب، عندما أعادت حسابات فعالة ومؤثرة نشرها، وبضمنها حساب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كما أن بعض مستخدمي تويتر قد غيروا أسماءهم للإشارة الى نسبة الـ 6 في المئة تلك.
كما أعاد بعض الصفحات الأخبارية المحافظة ومؤيدون لترامب وعدد من الساعين لإنهاء التقييدات التي فرضت في أعقاب تفشي فيروس كورونا، نشر هذا الزعم بشكل واسع على موقع فيسبوك.
وحقق بعض أكثر هذه المنشورات شعبية أكثر من 10 آلاف مشاركة في منصات التواصل الاجتماعي.
وفي الأيام القليلة الماضية برزت مزاعم في إعلانات انتشرت في موقعي فيسبوك وانستغرام، تصف تفشي فيروس كورونا بأنه "خدعة".
وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها بيانات مراكز السيطرة على الأمراض للترويج لمزاعم مضللة تتعلق بحصيلة الوفيات جراء فيروس كورونا في الولايات المتحدة.
ففي مايو/أيار، ذكرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي أرقاما اعتمدت على شهادات الوفيات تشير إلى أن حصيلة الوفيات جراء كوفيد-19 قد ضخمت بشكل كبير.
وقد أشارت إلى أرقام أقل بكثير مما ذكر في أي مكان آخر، متجاهلة تنبيه مراكز السيطرة على الأمراض بشأن وجود تأخير في حسابات عديد الوفيات لذا "قد تختلف عن المصادر المنشورة الأخرى".