أخبار

بعد ثلاثة تسجيلات مصوّرة ثبت التلاعب بمضومنها

بايدن "نائماً" و"مختبئاً" وترمب يقاتل بسيف الفيديوهات المزورة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض بتاريخ 4 سبتمبر 2020
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: انتشرت في الأسابيع الأخيرة ثلاثة تسجيلات مصوّرة حذّر أحدها "لن تكونوا في مأمن" في الولايات المتحدة إذا حكم جو بايدن وأظهر آخر نائب الرئيس الأسبق "نائما" خلال مقابلة تلفزيونية بينما صوّره الثالث "مختبئا" وحده في طابق منزله السفلي.

تم تداول هذه التسجيلات المصورة على حسابات الرئيس الأميركي دونالد ترمب وفريقه في مواقع التواصل الاجتماعي في وقت يسعى سيد البيت الأبيض الحالي لتقليص الفارق بينه وبين خصمه الديموقراطي الذي يتقدم عليه في استطلاعات الرأي. وأشارت مواقع التواصل الاجتماعي العملاقة والجهات المعنية بتقصي الحقائق إلى أن التسجيلات كاذبة أو تم التلاعب بمضامينها.

وعلى الرغم من أن الحملات السلبية لطالما كانت سلاحا في الساحة السياسية الأميركية، إلا أن الاستخدام المفتوح لصور تم تحويرها رقميا من قبل ترمب وغيره من المرشحين في 2020 أثار قلق شركات التكنولوجيا العملاقة.

وشن موقع تويتر حملة على هذه الظاهرة إذ أزال أو وضع إشارات على عدد من تغريدات الرئيس. وأعلن فيسبوك، الذي تحدث عن خطر وقوع اضطرابات مدنية، الخميس أنه لن يسمح بنشر إعلانات سياسية على منصته في الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية التي تسبق اقتراع 3 نوفمبر.

وتبقى الكثير من الأسئلة بشأن إن كان هذا النوع من الرسائل، التي تصبح مهمة توقيفها مستحيلة فور تداولها بشكل واسع، يؤثر فعلا على الناخبين. لكن مما لا شك فيه هو أنه تم تجاوز خط ما.

وقال الاستاذ المساعد في قسم الإعلام والعلاقات العامة لدى جامعة جورج واشنطن إيثان بورتر لفرانس برس "لطالما كان هناك تقليد في السياسة قائم على عرض السياسيين المتنافسين أقوال أو معتقدات خصومهم بشكل معدّل، أليس كذلك؟ هذا جزء من السياسة".

وأضاف "في المقابل، يدير فريق ترمب حملة منفصلة تماما عن الواقع بطرق غير مسبوقة تقريبا في التاريخ السياسي الأميركي".

ولم تواجه حملة بايدن الكم نفسه من الانتقادات التي وجهت لحملة ترمب. لكن هل يمكن أن يكون الاستعداد للتلاعب بدعايات سياسية وتسجيلات مصورة تحظى بهذه الدرجة من المشاهدة، استراتيجية مثمرة؟

لم يتغيّر المعدل في استطلاعات موقع "ريل كلير بوليتيكس" كثيرا بعد مؤتمر الحزب الجمهوري الذي كثّف ترمب خلاله هجماته على بايدن، المتقدم بسبع نقاط على الصعيد الوطني. لكن الصورة لا تزال غير واضحة في الولايات المتأرجحة (أي التي يمكن أن تغيّر معسكرها بين الجمهوريين والديموقراطيين من انتخابات لأخرى).

"من جانب واحد"

بدورها، أشارت الاستاذة المساعدة لدى "كلية هاسمان للصحافة والإعلام" في جامعة كارولاينا الشمالية في تشابل هيل شانون ماكغريغور إلى أنه "استُخدم المضمون الإعلامي الذي تم التلاعب به بمعظم الحالات من قبل فريق حملة ترمب في محاولة للحصول على ما يمكن وصفه بأدلة تبدو ملموسة على مزاعمهم. ويعود ذلك إلى عدم وجود أدلة حقيقية".

وتم اللجوء إلى نهج مشابه في 2016، لكن التكنولوجيا جعلت من عمليات التلاعب أمرا أكثر سهولة وتطورا.

واتّهم فريق ترمب شركات التكنولوجيا بازدواج المعايير بشأن التسجيلات المرتبطة ببايدن.

وقالت نائبة السكرتير الصحافي الوطني لحملة ترمب سامانثا زاغر لفرانس برس إن "شركات التكنولوجيا الكبرى في جيبة جو بايدن لكن النخب الليبرالية في سيليكون فالي منحازة بشكل صارخ عندما يتعلّق الأمر بتعريفها للإعلام الذي تم التلاعب فيه".

لكن ماكغريغور التي تدرس دور وسائل التواصل الاجتماعي في العمليات السياسية، قالت إنه بدلا من أن يكون الهدف جذب الدوائر الانتخابية المختلفة، يبدو "الخطاب مثيرا للاستقطاب ويبحث عن قاعدة ترمب المؤيدة ويحاول تحفيزها على التصويت".

وعلى سبيل المثال، قال نجل الرئيس دونالد ترمب جونيور في منشور على فيسبوك في 30 اغسطس بعد مقتل أرون دانيلسون (39 عاما) بإطلاق النار عليه في بورتلاند "تحذير، رعب: أنتيفا (حركة يسارية مناهضة للفاشية) تستهدف وتعدم أحد أنصار ترمب" أرفقه بتسجيل مصور حظي بأكثر من 780 ألف مشاهدة ونحو 50 ألف إعجاب.

"عامل الخوف"

وجاء العنف في بورتلاند قبل وقت قصير من إعلان رئيس فيسبوك مارك زاكربرغ القيود على الإعلانات السياسية، مشيرا إلى أن المعلومات المضللة بشأن التصويت عبر البريد والقلق حيال التأخر في فرز الأصوات يعني أن انتخابات 2020 لن تكون تقليدية.

وقال بورتر إن فريق ترمب مقتنع بأن استراتيجيته رابحة.

وأوضح "يعتقدون أن استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي واستراتيجيتهم في 2016 كانا وراء فوزهم في الانتخابات".

وأضاف "لا أريد قول إنه لن يفوز. لكن إذا فاز فعلا لا أتخيل بأن هذا سيكون بين أهم الأسباب أو الأكثر ترجيحا"، مشدداً على أن تقصي الحقائق أو المعلومات الكاذبة لا تجدي نفعا.

ويشير سايرس كرون، الذي أدار الحملة الرقمية للجنة الوطنية الجمهورية قبيل انتخابات 2008، إلى أنه "لا يبدو أن الفارق يتقلص بين المرشحين" في اقتراع العام الجاري وهو أمر يمكن إرجاعه إلى "عامل الخوف الذي تخلقه الإنترنت".

وأكد وجود "مجموعات يسارية ترغب بأن يتم انتخاب نائب الرئيس (السابق) تستخدم نفس التكتيكات التي يلجأ إليها فريق حملة ترمب".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف