جسر مساعدات جوي وبحري عراقي إلى السودان
الكاظمي يأمر بإلغاء التصنيفات المذهبية من سجلات الدولة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ايلاف من لندن: في استجابة للرفض الشعبي العراقي لتصنيف المواطنين على اساس مذهبي، أمر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي جميع إدارات الدولة وخاصة الأمنية منها بالغاء جميع هذه التصنيفات من سجلات الدولة واستبدالها بالتوزيع الجغرافي. كما وجه بتسيير جسر جوي وبحري الى السودان لإيصال مساعدات للمتضررين من الفيضانات هناك.
إلغاء التصنيف المذهبي
وأعلن المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة العراقية أن الكاظمي الذي وصل إلى أربيل اليوم الخميس، اطلع على القوائم التفصيلية التي تضمنت أسماء المعلن قبولهم في الكلية العسكرية، ووجه بإلغاء التصنيف المتبع للطلبة المقبولين وفقاً لانتمائهم المذهبي، مشددًا على ضرورة إلغاء هذا التصنيف أينما ورد في كل مؤسسات الدولة.
وكان الإعلان الصادر عن وزارة الدفاع العراقية أمس الأربعاء، بقبول 611 طالبا في الكلية العسكرية وفقا لمذاهبهم، أثار استياءً شعبياً وبرلمانياً واسعاً وطالبوا الكاظمي بالتحقيق في الامر.
كما وجّه الكاظمي ايضا "باعتماد التوزيع الجغرافي حصراً في المعلومات المسجلة عن موظفي الدولة وشدد على ضرورة التزام اجهزة الدولة والأجهزة الأمنية على وجه الخصوص بالابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الفُرقة وزرع أسباب التباعد بين أبناء الوطن الواحد والدم الواحد". وأشار الى إن "الدماء التي سالت من أجل التراب العراقي كانت كلها بلون الشهادة والبطولة و لم تسأل عن تصنيفها قبل أن تفتدي العراق الواحد الموحد".
غضب شعبي
وفور نشر قوائم المقبولين والغضب الشعبي الواسع الذي اثارته الثلاثاء فقد سارعت وزارة الدفاع التي يتولى حقيبتها الوزير السني جمعة عناد بحذف اسم المذهب الذي كان مؤشرا امام كل طالب مقبول وأعادت نشرها.
واثار إجراء وزارة الدفاع استنكارا واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي واعتبره ناشطون تابعت "ايلاف" تدويناتهم بأنه امر مرفوض من العراقيين. واكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية النائب الشيعي كاطع الركابي قائلاً "نحاول قدر الامكان رفع مسألة الطائفية وكلمة سني وشيعي وكردي وتركماني من التعاملات الرسمية". وأشار في تصريح صحافي الى ضرورة حث مسؤولي وزارة الدفاع على رفع موضوع المذهب من كل استمارات التقديم. وشدد قائلاً "لا نريد تكريس ظاهرة الطائفية التي أصبحت منتشرة في دوائرنا الحكومية. لا نريد التركيز عليها خاصة في الدوائر الامنية ويجب رفض المسألة".
الوقاية الصحية في قاعات الامتحانات
وتفقد الكاظمي الخميس مدارس في العاصمة واطلع على سير الامتحانات فيها والتي بدأت اليوم وشروط الوقاية الصحية المطبقة في قاعاتها.
واجرى رئيس الوزراء زيارة الى المراكز الامتحانية في كل من مدرسة المنصور التأسيسية واعدادية بغداد للبنات وتجوّل في قاعات الامتحان حيث يؤدي طلبة السادس الإعدادي امتحانات البكالوريا واطلع على شروط الوقاية الموصى بها من فيروس ورونا في القاعات الامتحانية.
وحث مديري المراكز الامتحانية على "توفير الأجواء المريحة للطلبة لأداء الامتحانات ومراعاة الظرف الصحي من خلال الالتزام بكل التدابير الوقائية الكفيلة بحمايتهم من فيروس كورونا، كما قال مكتبه الاعلامي. واشار الى ان الكاظمي تمنى "النجاح لكل طلبة العراق الذين حرصوا على مستقبلهم وصمموا على أداء امتحاناتهم متحدين كل الظروف، كما ثمن دور الكوادر التدريسية التي تقوم بواجباتها في تنظيم العملية الامتحانية بأكمل وجه وحرصها على مستقبل الطلبة".
مساعدات عراقية الى السودان
ومن جهة اخرى، أمر الكاظمي بفتح جسر جوي وبحري مع السودان لتقديم مساعدات عاجلة لمواطنيه المتضررين من الفيضانات التي تضرب البلاد منذ أيام، وقرر تسيير جسر جوي وبحري مع دولة السودان لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة الى المنكوبين والمتضررين من السيول والفيضانات التي تضرب البلاد منذ أيام.
وقال المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة في بيان صحافي اطلعت عليه "إيلاف" الخميس إنّ طائرة شحن عسكرية ستنطلق اليوم محملة بأطنان من المستلزمات الطبية وعشرات الآلاف من السلات الغذائية وآلاف القطع من الاحتياجات الإنسانية الضرورية والخيم لإيواء المتضررين الذين أجبروا على ترك منازلهم جراء الفيضانات.
كما طلب الكاظمي البدء بتحميل عشرة آلاف طن من الحنطة من موانىء البصرة الجنوبية لدعم الشعب السوداني "في إطار حرص العراق حكومة وشعبا على تعزيز أواصر الأخوة مع الأشقاء والوقوف مع دولة السودان التي تعيش أوضاعاً إنسانية بالغة الصعوبة جراء الفيضانات".
ويعيش السودان منذ أيام كارثة طبيعية بسبب فيضان نهر النيل نتجت عنها أزمات إنسانية مع وفاة أكثر من مائتي شخص وهدم أكثر من مئة ألف منزل جزئيا أو كليا وتضرر أكثر من نصف مليون شخص، حسب ما أعلنت وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية لينا الشيخ.
وقد ارغمت الفيضانات السلطات السودانية خلال الساعات الاخيرة الى اعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر حيث اعتبر مجلس الأمن والدفاع الوطني أن السودان الآن "منطقة كوارث طبيعية".
وقد غمرت مياه الفيضان مساحات شاسعة من البلاد كما بيّنت صور التقطتها أقمار اصطناعية اذ يبدأ موسم الأمطار الخريفية هناك من يونيو لغاية أكتوبر وتهطل عادة أمطار غزيرة خلال هذه الفترة التي تواجه البلاد فيها سنويا فيضانات وسيولا واسعة.