التعايش السلمي بتبني الوسطية قولا وفعلا وحوارا
عبدالله بن زايد: 3 أولويات للسلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: قال عميد الدبلوماسية الإماراتية، إن الأولوية الأولى للسلام هي تقليل التوترات في المنطقة، والثانية توسيع مجتمع التعايش السلمي، أما الثالثة فهي تعزيز التبادل الاقتصادي والثقافي.
وكتب وزير خارجية دولة الإمارات، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، مقالا في صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية، تحدث فيه عن أولويات السلام، تزامنا مع توقيع أبوظبي وتل أبيب معاهدة للسلام، والبحرين وإسرائيل اتفاقية تأييد السلام، وذلك في البيت الأبيض، الثلاثاء.
وشدد على أهمية إحراز التقدم في إقامة الدولة الفلسطينية، مؤكدا مركزية الأمر، مشيرا إلى أن معاهدة السلام الإسرائيلية الإماراتية قد أوقفت خطط ضم أراضٍ فلسطينية.
اشادة قرقاش
وأشاد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، اليوم الثلاثاء، بمقال وزير الخارجية والتعاون الدولي في صحيفة "وول ستريت جورنال".
وقال في تغريدات عبر "تويتر": "مقال الشيخ عبدالله بن زايد في صحيفة وول ستريت جورنال Wall Street Journal اليوم يعبّر بشفافية عن توجه دولة الإمارات الواضح لوضع أسس مستقبل يرتكز على تغليب أهداف السلام والاستقرار والازدهار في منطقة عانت وتعاني من الأزمات واقتتال المحاور".
وأضاف: "كما يؤكد الشيخ عبدالله بن زايد في مقاله المهم أن منطق تعزيز دائرة التعايش السلمي من خلال تبني الوسطية في القول والعمل وانتهاج الحوار الإقليمي الذي يعزز السلام وينشد الاستقرار أصبح أولوية في هذه المنطقة إذا أرادت أن تنطلق إلى المستقبل بتفاؤل وأمل".
نص المقال
وإذ ذاك، هنا نص مقال الشيخ عبد الله بن زايد:
قبل أسبوعين، حطت في أبوظبي أول رحلة تجارية إسرائيلية أقلعت من تل أبيب، وكان على متن الطائرة وفد كبير ضم مسؤولين إسرائيليين وممثلين عن وسائل إعلام إسرائيلية.
وكانت الطائرة التي تقل الوفد تحمل رسالة أكبر من ذلك، وهي كلمة "سلام"، التي كتبت بأحرف كبيرة وبثلاث لغات، الإنجليزية والعربية والعبرية.
إن إقامة علاقات دبلوماسية بين الإمارات العربية والمتحدة وإسرائيل إنجاز دبلوماسي تاريخي، وإشارة مفعمة بالأمل، تظهر بأن التقدم في الشرق الأوسط ممكن.
البحرين
وحمل الأسبوع الماضي نبأ بأن البحرين ستقوم بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وهذه فرصة لنهج جديد من أجل التعامل مع تحديات المنطقة. إنها منطقة وفترة حافلة بالأخبار السيئة، لذلك تمثل معاهدتا السلام فرصة وروحا للتفاؤل عوضا عن الصراع والانهزامية.
إن التوقيع على معاهدة السلام هذا الأسبوع استجابة أمينة، وتذكير بأن الإماراتيين والإسرائيليين وكل شعوب الشرق الأوسط، قد تعبوا من الصراع.
إن الأولوية الآن هي لاستمرار في تحديث مجتمعاتنا وتأمين استقرار الحدود في المنطقة، فالعلاقات الأفضل بين الدول العربية وإسرائيل ستساعد في هذا المجال، ولكن يجب أن نذهب أبعد وأسرع على الجبهات الأخرى.
الأولوية الأولى
إن الأولوية الأولى والأكثر إلحاحا هي تقليل حدة التوترات والبدء في حوار إقليمي حول السلام والأمن. نحن نريد جيرانا طبيعيين.
إن المعاهدات الفعّالة والقابلة للتحقيق هو الهدف، ولكن في ظل توقعات منخفضة للغاية ومخاطر عالية، فإن التقدم المتواضع في قضايا مثل المساعدات الإنسانية والاستجابة لفيروس كورونا من شأنه أن يبني الثقة.
لقد كان دعم الولايات المتحدة ومشاركتها في مثل هذه الجهود مهما. لقد كان دعم الولايات المتحدة ومشاركتها في مثل هذه الجهود حاسما.
الرئيس دونالد ترمب دعا إلى محادثات جديدة العام المقبل، ونائب الرئيس السابق، جو بايدن أوضح بأنه أيضا يسعى إلى مبادرة جديدة. ودول الخليج يجب أن تشارك مباشرة في أي حوار، على أن تكون أجندة هذا الحوار شاملة.
أما الأولوية الثانية هي توسيع مجتمع التعايش السلمي. لقد أدت المخاصمة المتواصلة والتطرف الطائفي إلى انتشار جائحة مميتة من الفوضى والنزاع على مدى عقود. وفي الإمارات، نحاول أن نثبت نموذجا مختلفا.
نحن ملتزمون بالمبادئ الحقيقية للإسلام والاعتدال والاندماج والسلام. لقد استضفنا أول زيارة لبابا الفاتيكان إلى شبه الجزيرة العربية العام الماضي، ونحن نبني بيتا مشتركا للأديان الإبراهيمية في أبوظبي، ويضم في جنباته مسجدا وكنيسة وكنيسا.
اقتصاد وثقافة
والأولوية الثالثة هي بناء محرك قوي من أجل التبادل الاقتصادي والثقافي، بما يولّد الفرص والتفاهم بين جميع أنحاء المنطقة، من الخليج إلى البحر الأحمر إلى قناة السويس إلى شرق البحر الأبيض المتوسط فشبه الجزيرة العربية الممتدة هي ملتقى طرق العالم.
إن على الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل الاستعانة باقتصادهما وبنيتهما التحتية المتطورة وأسواقهما الكبيرة وصناديقهما الاستثمارية ومؤسساتهما التعليمية ورأس مالهما البشري لضمان أن الأردنيين والفلسطينيين والمصريين وغيرهم يستفيدون أيضا.
إن التقدم في سبيل إقامة دولة فلسطينية أمر مركزي، فمعاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل أوقفت عملية الضم، وعلى القيادة الفلسطينية استغلال هذه اللحظة من أجل إعادة ترتيب نهجها والاستعداد لانخراط في محادثات مثمرة.
وكما دائما، ستجد القيادة الفلسطينية الدعم الكامل من جانب الإمارات، الذي يحمل الآن وزنا مباشرا وأكبر على إسرائيل. إن وتيرة ونطاق العلاقات لن تنفصل عن التقدم في مجال إقامة دولة الفلسطينيين وحقوقهم.
الدور الأميركي
وأخيرا، يشير اتفاق السلام إلى أهمية الدور الأميركي وتحوله في الشرق الأوسط. وما كان لهذا التقدم أن يحدث لولا تأثير الدبلوماسية الأميركية وإعادة التأكيد على التزاماتها الأمنية، وفي الوقت نفسه، فإن هناك مكاسب للولايات المتحدة، نقل مزيد من الأعباء المتعلقة بالاستقرار الإقليمي إلى فريق أقوى من الشركاء الذين يملكون الرغبة ويمكن الاعتماد عليهم.
في عام صعب ومنطقة صعبة، تعتبر معاهدة السلام نقطة انطلاق مشرقة من أجل مستقبل الشرق الأوسط.
إن الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل في بداية نشطة للتعاون في مجالات فيروس كورونا والتكنولوجيا والفضاء والطاقة والاستثمار والأمن الغذائي.
الشباب الإماراتي يتعلمون اللغة العبرية وستبدأ الجامعات الإماراتية في قبول الطلبة الإسرائيليين، والرحلات الجوية المنتظمة ستبدأ العام المقبل.
إن هذه الخطوات وغيرها الآلاف، سواء أكانت كبيرة أو صغيرة، ستنقل رسالة: سلام، شالوم، بيس في جميع أنحاء المنطقة.