اقتصاد

بتأييد 340 نائباً ومعارضة 256

النواب البريطانيون يقرّون مشروع قانون بريكست رغم تحذيرات بروكسل

أثار التعديل المقترح غضب الأوروبيين في غمرة المفاوضات التجارية بين لندن وبروكسل
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن: صادق النواب البريطانيون الثلاثاء على مشروع قانون مثير للجدل طرحته حكومة بوريس جونسون ويشكل تراجعا جزئيا عن اتفاق بريكست على الرغم من التحذيرات الأوروبية من إقراره، وذلك في الشوط الأخير من المفاوضات التجارية بين لندن وبروكسل.

ورغم الانقسامات في صفوف المحافظين، تم إقرار النص مساء الثلاثاء في قراءة ثالثة وأخيرة بتأييد 340 نائبا ومعارضة 256، ما يمهد لمناقشته في مجلس اللوردات خلال الاسابيع المقبلة.

ودخل الاتحاد الاوروبي وبريطانيا الثلاثاء اسبوعا حاسما في المفاوضات حول علاقاتهما التجارية المستقبلية، علما أن الجولات الأخيرة لم تحقق أي تقدّم جدي.

وبدأت المباحثات التي يقودها ميشال بارنييه في الجانب الاوروبي وديفيد فروست في الجانب البريطاني ظهرا في بروكسل على ان تنتهي الجمعة تزامنا مع القمة الاوروبية في العاصمة البلجيكية.

ويأمل المفاوضون في الوصول الى "نفق" المفاوضات أي ان يدنوا بما فيه الكفاية من اتفاق لاطلاق محادثات مغلقة.

وبات هامش الوقت ضيقا إذ حدد جونسون موعد 15 اكتوبر يوم انعقاد القمة الاوروبية في بروكسل، للتوصل الى اتفاق. اما الاوروبيون فأمهلوا انفسهم حتى نهاية اكتوبر.

وفي حال عدم التوصل الى اتفاق فإن بريكست - الذي بات رسميا في 31 يناير لكنه لن يدخل حيز التنفيذ الا في الاول من يناير 2021 - سيساهم في زعزعة اكبر لاقتصادات تضررت اصلا بسبب جائحة كوفيد-19.

وقال دبلوماسي اوروبي "ما من ضمانات".

واضاف "على بريطانيا ان تثبت اولا انها مستعدة للالتزام" في مسائل اساسية لا تزال عالقة خصوصا مساعدات الدولة والصيد البحري.

وينتهك مشروع القانون التزامات تعهدت بها بريطانيا متعلقة بإيرلندا الشمالية، وتهدف إلى تجنب إعادة إنشاء حدود مادية بين جمهورية ايرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، والمقاطعة البريطانية، وهو أمر يعدّ الضمان الأساسي لاستمرار السلام في الجزيرة.

وكان الأوروبيون، الغاضبون جداً من تبديل لندن موقفها الذي سيخرق القانون الدولي باعتراف الحكومة البريطانية نفسها، أمهلوا لندن حتى نهاية سبتمبر الحالي لسحب هذا المشروع تحت طائلة اللجوء الى القضاء.

وكانت لندن رفضت هذه المهلة واكدت "بوضوح" الاثنين خلال اجتماع في بروكسل بين نائب رئيس المفوضية الاوروبية ماروس سيفكوفيتش ووزير الدولة البريطاني مايكل غوف "انه لن يتم سحب التدابير (المثيرة للجدل)" وفقا لبيان حكومي.

وكان سيفكوفيتش قد حذّر الاثنين بأن النص البريطاني "بشكله الحالي سيشكل انتهاكا خطيرا جدا" للقانون الدولي.

واستبعد ان تنسف المسألة المفاوضات التجارية قائلا "لن يكون الاتحاد الاوروبي ابدا الطرف الذي يبادر الى وقف المفاوضات حول الشراكة المقبلة".

وتتعثر المحادثات حول العديد من الموضوعات الحساسة، بما في ذلك الضمانات التي يطلبها الاتحاد الأوروبي والمتعلقة بالمساعدات المالية والاجتماعية والبيئية وبخاصة المساعدات الحكومية لتفادي وجود اقتصاد غير منظم وينافس بشكل غير عادل على الطرف الآخر من القناة.

كما يجب التوصل إلى إبرام اتفاقية بشأن الصيد البحري - وهو موضوع مهم لعدد من الدول الاوروبية كفرنسا واسبانيا والدنمارك وبلجيكا وهولندا - تسمح للأوروبيين بمواصلة الصيد في المياه البريطانية الغنية بالثروة السمكية.

كما يتعين إيجاد اتفاق لنظام "حوكمة" الاتفاقية المستقبلية، ولا سيما كيفية حل لندن وبروكسل لنزاعاتهما التجارية المستقبلية وموقع محكمة العدل الأوروبية في هذه العملية.

ويرى دبلوماسيون من دول اعضاء اخرى - لا تهمها هذه المسألة - ان الاتحاد الاوروبي "حازم جدا" في ملف الصيد البحري، ويمكن التوصل الى تسوية بشأنه مع بريطانيا.

وقال احد الدبلوماسيين "ستتم الموافقة على الشراكة بالاجماع. علينا بالتالي ان نأخذ في الاعتبار المصالح المختلفة للدول الاعضاء الاخرى ونظهر تضامنا. وبالتالي على الاتحاد الاوروبي ان يكون واقعيا...".

ونفى دبلوماسي آخر وجود "اي توتر او انقسام" بين الدول ال27 الاعضاء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف