عشية قمة افتراضية مع بوريس جونسون
بروكسل تدعو إلى تكثيف مفاوضات ما بعد بريكست
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دعا الاتحاد الأوروبي إلى تكثيف المفاوضات مع بريطانيا للتوصل إلى اتفاق تجاري يرسم معالم العلاقة بين الجانبين في مرحلة ما بعد بريكست.
بروكسل: دعت بروكسل الجمعة إلى "تكثيف" المفاوضات مع المملكة المتحدة حول اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد بريكست، عشية قمة مهمة عبر تقنية الفيديو تجمع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
وسيتحادث المسؤولان بعد ظهر السبت لإجراء "تقييم للمفاوضات" ومناقشة "المراحل المقبلة"، وفق ما أعلن الجانبان.
وقالت فون دير لايين في ختام قمة أوروبية استعرضت خلالها الأوضاع مع القادة الأوروبيين، "ينبغي علينا تكثيف المفاوضات. الأمر يستحق العمل بجدية".
وأضافت "الوقت ينفذ منا"، من دون الإشارة تفصيلاً إلى ما تنتظره من رئيس الوزراء البريطاني.
وأكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من جانبها أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة. وأضافت "طالما أنّ المفاوضات مستمرة، فأنا متفائلة"، ولكن "لا يمكنني الحديث عن تقدّم كما لو أنّه بديهي".
وسيستعرض المسؤولان ملف ما بعد بركيست بعد أسبوع جديد من المفاوضات التجارية في بروكسل بين المفاوض الأوروبي ميشال بارنييه ونظيره البريطاني ديفيد فروست. والتقى الرجلان مجدداً صباح الجمعة.
مأزق حول الصيد
وخرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني/يناير، ولكنّها لا تزال خاضعة إلى القوانين الأوروبية حتى 31 كانون الأول/ديسمبر، في فترة انتقالية تأمل خلالها لندن وبروكسل التوصل إلى اتفاق تجاري يرعى العلاقة المستقبلية.
وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، فإنّ قطيعة حادة ستعصف بالتبادلات بين الطرفين، مزعزعة في شكل إضافي اقتصادات تعاني حالياً من تداعيات الأزمة الوبائية.
وتستمر المحادثات ضمن جدول زمني مضغوط. فبوريس جونسون حدد تاريخ 15 تشرين الأول/اكتوبر، اليوم المصادف لموعد عقد قمة أوروبية في بروكسل، كمهلة قصوى للتوصل إلى اتفاق. إلا أنّ الأوروبيين يعتمدون نهاية الشهر الحالي كمهلة أخيرة.
ولا تزال المباحثات متوقفة عند عدة ملفات حساسة على غرار كيفية إدارة الاتفاق المرتقب، أو أيضاً السؤال الأزلي حول الضمانات التي يطالب بها الاتحاد الأوروبي خاصة في مسألة المساعدات الحكومية لتجنب انبثاق اقتصاد غير منتظم عند الضفة الأخرى من المانش بمقدوره فرض منافسة غير منصفة.
وينبغي أيضاً التوصل إلى اتفاق يرعى مسألة الصيد الشائكة وبالغة الأهمية لعدد من الدول الأعضاء في الاتحاد كفرنسا وإسبانيا والدنمارك وبلجيكا وحتى هولندا. وترغب هذه الدول في إبقاء الوضع على ما هو عليه لناحية قدرة صياديها على بلوغ المياه البريطانية الثرية.
وحذّر بارنييه الجمعة من خلافات جدية لا تزال قائمة مع بريطانيا، فيما أعرب نظيره عن "القلق" إزاء ضيق وقت.
واشارت فون دير لايين إلى أنّ "مسألة الصيد صعبة جداً". وأضافت "أحرزنا تقدماً في عدة مجالات، ولكن طبعاً إنّ المسائل الأكثر صعوبة لا تزال مفتوحة، بخاصة مسألة الصيد".
وشددت على أنّه "من الجيد التوصل إلى اتفاق، ولكن ليس بأي ثمن".
التروي
في الضفة البريطانية، يأمل المفاوضون عبور "نفق" المفاوضات سريعاً. إلا أنّ مصدراً أوروبياً قال "ينبغي التروي (...) لا شيء يؤشر إلى أننا فيه".
ولا يبدو أنّ المساعي إلى الانتهاء من المفاوضات التجارية قد تأثرت الخميس بإطلاق بروكسل مسارا قانونيا ضد سعي الحكومة البريطانية لإلغاء أجزاء من اتفاقية بريكست.
وقد أمهل الأوروبيون بريطانيا حتى نهاية أيلول/سبتمبر، أي الأربعاء، للتخلي عن النص، الذي يعد انتهاكا للقانون الدولي.ويمكن للاجراء ان يُرفع إلى محكمة العدل الاوروبية التي قد تفرض غرامات أو قيود على بريطانيا.
وينتهك مشروع القانون الذي صادق عليه النواب البريطانيون الثلاثاء وبات على مجلس اللوردات المصادقة عليه، التزامات تعهدت بها بريطانيا متعلقة بإيرلندا الشمالية، وتهدف إلى تجنب إعادة إنشاء حدود مادية بين جمهورية ايرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، والمقاطعة البريطانية، وهو أمر يعدّ الضمان الأساسي لاستمرار السلام في الجزيرة.
والجمعة، حذّر مبعوث الرئيس الأميركي لايرلندا الشمالية ميك مولفاني من أنّ المشروع البريطاني قد يهدد السلام والمفاوضات التجارية بين لندن وواشنطن، في موقف يتلاقى مع ما يدعو إليه الديموقراطيون في نهاية المطاف، وهو حماية السلام في ايرلندا الشمالية.