بعد الهدنة المؤقتة في ناغورنو كاراباخ
تبادل الاتهامات بين أرمينيا وأذربيجان بانتهاك وقف إطلاق النار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت بين أرمينيا وأذربيجان، بعد أسبوعين من القتال الشرس في منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها.
غير أن الجانبين تبادلا الاتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار.
وتهدف الهدنة إلى تمكين الطرفين من تبادل الأسرى وانتشال جثث القتلى.
ويقول مسؤولون في أرمينيا وفي ناغورنو كاراباخ إنهم يريدون أن يتم الاعتراف بالمنطقة كدولة مستقلة، لكن أذربيجان تقول إن وقف إطلاق النار لن يتم تمديده وإنها تتوقع أن تسيطر على المزيد من الأراضي.
وقبيل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تبادلت أرمينيا وأذربيجان كذلك الاتهامات بقصف مناطق مدنية.
وقتل أكثر من 300 شخص وشرد الآلاف منذ اندلاع أحدث حلقة من أعمال العنف في الصراع طويل الأجل في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي.
ويحكم الأرمن إقليم ناغورنو كاراباخ، على الرغم من أنه يعتبر رسمياً جزءاً من أراضي أذربيجان.
وتلقي الجمهوريتان السابقتان بالاتحاد السوفيتي باللائمة على بعضهما البعض في التسبب في اندلاع أعمال العنف الأخيرة التي تعد الأسوأ منذ عقود.
ما أسباب الصراع بين أذربيجان وأرمينيا؟طائرات درون تغير مسار الحرب في ناغورنو كاراباخ كيف تم التوصل إلى وقف إطلاق النار؟تم الاتفاق على وقف إطلاق النار بعد 10 ساعات من المحادثات في العاصمة الروسية موسكو. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الدولتين ستشرعان الآن بإجراء محادثات "جوهرية".
لكن وزير الخارجية الأرميني زوهراب مناتسكانيان وصف المحادثات لاحقاُ بأنها "صعبة نوعاً ما"، وقال إن أرمينيا تريد أن يتم الاعتراف بناغورنو كاراباخ دولياً كدولة مستقلة.
وردد مسؤولو ناغورنو كاراباخ، التي أُعلن استقلالها من جانب واحد، صدى الدعوة الأرمينية، واتهموا أذربيجان باستخدام محادثات وقف إطلاق النار غطاءً للتحضير لهجمات جديدة.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأذري جيهون بيراموف إنه لم يمارس ضغطا كافيا على أرمينيا خلال المحادثات، وإن الوضع في ناغورنو كاراباخ لا يمكن أن يستمر كما كان.
وقال إن أذربيجان تتوقع فرض سيطرتها على المزيد من الأراضي، وإن وقف إطلاق النار سيستمر فقط بقدر ما يحتاج الصليب الأحمر لإتمام عملية تبادل جثث القتلى.
وقالت تركيا، التي تدعم أذربيجان، إن الهدنة هي "الفرصة الأخيرة" لأرمينيا كي تسحب قواتها من الإقليم المتنازع عليه.
وتحتفظ روسيا بقاعدة عسكرية في أرمينيا. كما أن الدولتين عضوتان في تحالف "منظمة معاهدة الأمن الجماعي".
غير أن موسكو لديها أيضاً علاقات جيدة مع أذربيجان.
ما هي أحدث المعطيات على الأرض؟قالت وزارة الدفاع الأرمينية إن القوات الأذرية شنت هجوماً بعد خمس دقائق من الموعد المقرر لدخول الهدنة حيز التنفيذ، وأن قوات الأرمن ردت عليها. وقالت وزارة الدفاع أيضاً إن القوات الأذرية قصفت إحدى المدن.
في هذه الأثناء، قالت وزارة الدفاع في أذربيجان إن أرمينيا "تنتهك بشكل صارخ نظام وقف إطلاق النار"، وتقوم بإطلاق النار على المناطق الأذرية في "ترتر" و"أغدام"، وهو ما نفته أرمينيا.
كان هناك قتال عنيف أيضاً قبل وقف إطلاق النار. وقالت سلطات ناغورنو كاراباخ إن أذربيجان أطلقت صواريخ على أحياء مدنية في مدينة "ستيباناكيرت"، وهي المدينة الرئيسية في الإقليم، بينما تتهم أرمينيا القوات الأذرية بتكثيف ضرباتها الجوية باستخدام طائرات مُسيّرة.
من جهتها، قالت أذربيجان إن أرمينيا قصفت بالمدفعية مناطق آهلة بالسكان بالقرب من ناغورنو كاراباخ، وأنها كانت ترد على نيران موجهة إليها.
ويوم الخميس، اتهمت أرمينيا أذربيجان بقصف كاتدرائية تاريخية بشكل متعمد في ناغورنو كاراباخ. وأظهرت صور دماراً كبيراً في كاتدرائية المخلّص المقدس في مدينة شوشة (المعروفة باسم شوشي بالأرمينية).
وفي الوقت نفسه، قالت أذربيجان إن مدينة "غانجا"، وهي ثاني أكبر مدنها، ومنطقة "غورانبوي" تعرضتا للقصف من جانب القوات الأرمينية، حيث أدى ذلك إلى مقتل مدني واحد على الأقل.
وفي حديث مع بي بي سي في الأسبوع المنصرم، حذر رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشنيان من حدوث "إبادة جماعية" في المنطقة، وقال إن "أرمينيا، أرض الأرمينيين".
وأدت الاشتباكات إلى تشريد نصف سكان ناغورنو كاراباخ - أي حوالي 70 ألف شخص، بحسب مسؤولين.
وكانت مدينة "ستيباناكيرت" قد عانت من القصف على مدار عدة أيام حيث لجأ السكان إلى الاحتماء بأقبية، فيما انقطع التيار الكهربائي عن معظم أجزاء المدينة.
وكانت أرمينيا وأذربيجان قد خاضتا حروباً بسبب النزاع على ناغورنو كاراباخ في الفترة من 1988 وحتى 1994، وأعلنتا في نهاية المطاف عن وقف لإطلاق النار. غير أنهما لم تتوصلا أبداً لتسوية للنزاع القائم بينهما.