أخبار

لقي نحو 600 شخص حتفهم في القتال

تجدد المعارك في ناغورني قره باغ وموسكو تطالب بتطبيق "صارم" للهدنة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ستيباناكرت: استمرت المواجهات الاثنين بين الانفصاليين الارمن في ناغورني قره باغ والجيش الأذربيجاني في انتهاك لاتفاق الهدنة الإنسانية التي يفترض أنها سارية منذ السبت وجرى التوصل إليها تحت إشراف روسيا التي دعت الى احترام "صارم" لوقف اطلاق النار.

ويزور وزير خارجية أرمينيا موسكو الاثنين لعقد لقاء مع الوسيط في النزاع "مجموعة مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والتي تتشارك في رئاستها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة. وكان نظيره الاذربيجاني شارك في اجتماع مماثل الأسبوع الماضي في جنيف.

ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لدى استقباله نظيره الارمني الى "احترام صارم من قبل الجانبين" للهدنة التي يفترض ان تطبيقها بدأ ظهر السبت.

ورغم استمرار المعارك اعتبر ان "الجهود في محلها" ودعا الى انشاء آلية للتحقق من تطبيق وقف اطلاق النار في حين يتبادل الجانبان الاتهامات بخرقها.

وقال الوزير الارمني ان "مشاورات" جارية في هذا الخصوص لا سيما مع الصليب الاحمر.

من جهتها، اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول أن "من الضروري والعاجل" أن يتمّ احترام الهدنة "بشكل صارم".

وفشل الجانبان حتى الآن في تبادل الاسرى والجثث بموجب اتفاق الهدنة.

لكن رغم فشل حوالى ثلاثة عقود من الوساطة، يريد الدبلوماسيون الروس والاميركيون والفرنسيون المكلفون الملف إقناع الأرمن والاذربيجانيين بالعودة الى المفاوضات حول وضع ناغورني قره باغ ووقف المعارك الدائرة حاليا، وهي الأكثر دموية منذ 1994.

من جهته، دعا وزير الدفاع التركي الإثنين إلى انسحاب الانفصاليين الأرمن من ناغورني قره باغ في اتصال هاتفي مع وزير دفاع روسيا.

وشدد الوزير التركي خلوصي أكار في حديثه مع سيرغي شويغو على ضرورة قيام أرمينيا "التي هاجمت المناطق المدنية في انتهاك لوقف إطلاق النار، بوقف هجماتها وبالانسحاب من الأراضي التي تحتلها"، وفق بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية.

وأضاف أكار أن "أذربيجان لا يمكن أن تنتظر 30 عاما أخرى للتوصل إلى حل"، في إشارة إلى وقف إطلاق النار الأول الذي تم التوصل إليه في عام 1994 وأدى إلى تجميد النزاع بعد حرب خلفت نحو 30 ألف قتيل.

سمع مراسل وكالة فرانس برس في بلدة باردا الأذربيجانية غير البعيدة عن خط الجبهة، دوي القصف المدفعي صباح الاثنين.

وفي مدينة ستيباناكيرت الرئيسية في قره باغ، سمع مصور فرانس برس أصوات القصف من جهة بلدة حدروت.

وبدأ القصف صباحا واشتد في المساء.

وصرح صغير حسينوف من مخيم لاجئين في الجانب الاذربيجاني لفرانس برس "شقيقي هناك يقاتل. اقول لاولادي انها الحرب! يقصفنا الارمن ولهذا السبب يحارب اخواننا وقلوبنا معهم".

وبعد الاتحاد الاوروبي والبابا فرنسيس الأحد، عبرت ايران، الدولة المجاورة للبلدين، عن أسفها "لانتهاكات وقف إطلاق النار" ودعت الاثنين "الطرفين الى ضبط النفس".

في الشهر الماضي، اندلع أسوأ قتال منذ ما يقرب من ثلاثة عقود حول ناغورني قره باغ، وهي منطقة انفصالية في أذربيجان يسيطر عليها الأرمن منذ الحرب التي خاضها الطرفان في التسعينيات وإن لم تعترف أي دولة باستقلال الإقليم.

وكما يحصل منذ استئناف المعارك في 27 أيلول/سبتمبر، يتبادل الطرفان المسؤولية عن الأعمال الحربية ويعلن كل منهما عن انتصارات في ميدان المعركة يصعب التأكد من صحتها من مصدر مستقل.

واتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية القوات الأرمينية بعدم الامتثال لاتفاق وقف إطلاق النار. وقالت الوزارة إن "القوات المسلحة الأرمينية التي لم تلتزم بالهدنة الإنسانية، حاولت مرارا مهاجمة مواقع الجيش الأذربيجاني".

وأضافت أنها دمرت "عددا كبيرا من آليات العدو" ودبابة تي-72 وثلاث قاذفات صواريخ غراد.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان إن أذربيجان "تقصف الآن بشكل مكثف الجبهة الجنوبية".

وقال مركز الإعلام التابع للحكومة الأرمينية إن "العدو تكبد خسائر فادحة في الرجال والمعدات العسكرية"، لكنها لم تقدم مزيداً من التفاصيل.

أسفرت الحرب التي دارت في التسعينيات عن مقتل حوالى 30 ألف شخص وانتهت بوقف لإطلاق النار عام 1994 لم يقدم حلاً طويل الأمد للنزاع.

ولقي نحو 600 شخص بينهم أكثر من 67 مدنيا حتفهم في القتال الدائر منذ الشهر الماضي، وفقا لتعداد يستند إلى الخسائر التي يعلنها الجانبان.

وأكدت اذربيجان التي تحظى بدعم تركيا، أنها لن توقف عملياتها بشكل نهائي الا في حال حصول انسحاب ارمني من ناغورني قره باغ.

وتتخوف المجموعة الدولية من تدويل النزاع مع الدعم التركي لباكو فيما ترتبط موسكو بمعاهدة عسكرية مع يريفان.

وتتهم تركيا بارسال مقاتلين سوريين موالين لها للقتال في صفوف الجيش الاذربيجاني وهو ما تنفيه باكو.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف