المدير السابق للتطعيم في وزارة الصحة البريطانية يحذر:
لقاح كورونا... احذروا الآمال الخادعة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بيروت: يؤكد ديفيد سالزبوري، المدير السابق للتطعيم واللقاح في وزارة الصحة البريطانية، أن الأنباء التي قد يحملها إلينا الشهر الأخير من العام بخصوص لقاح كورونا يجدر بها أن ترفع الروح المعنوية لدينا.
ويقول سالزبوري في مقال بعنوان "إذا كنت تعقد الآمال على لقاح لكوفيد 19، فإليك جرعة من الواقعية"، نشر في صفحة الرأي في الغارديان، إن قليلاً من الحرص بخصوص أنباء مماثلة واجب أيضاً.
ويضيف أنه بالنسبة إلى أولئك الذين يتمسكون بالأمل في لقاح وشيك لكوفيد 19، فإن الأخبار في نهاية هذا الأسبوع بأن أول لقاح يمكن طرحه في وقت مبكر "بعد عيد الميلاد مباشرة" من المحتمل أن ترفع الروح المعنوية.
ويضيف أن الكثير قد قيل عن كيفية عودة العالم إلى طبيعته عندما يكون اللقاح متاحًا على نطاق واسع، ولكنه يرى أن هذه الصورة الوردية ليست صحيحة حقا، وأن من المهم أن نكون واقعيين بشأن ما يمكن للقاحات أن تفعله وما لا تستطيع فعله.
ويقول الكاتب إن اللقاحات تحمي الأفراد من الأمراض ونأمل أيضًا أن تحمي من العدوى، ولكن لا يوجد لقاح فعال بنسبة مئة في المئة. ويضيف أن فاعلية برامج التطعيم تعتمد على مدى فاعلية اللقاح وعلى عدد من يتم تطعيمهم من السكان.
ويقول الكاتب إن بريطانيا يوجد بها واحد من أعلى معدلات التطعيم ضد الانفلونزا في العالم، حيث تقوم بتحصين حوالي 75٪ ممن تزيد أعمارهم عن 65 عامًا ضد الإنفلونزا كل عام.
ويتوقع أن تكون نسبة توافر اللقاح مماثلة لنفس الفئة العمرية حال توفر لقاح لكوفيد 19. وإذا كان اللقاح فعالاً بنسبة 75٪، ما يعني أن 75٪ ممن تم تطعيمهم يصبحون محصنين، فإننا في الواقع سنحمي فقط 56٪ من هؤلاء السكان المستهدفين.
ويقول الكاتب إنه بالنسبة للفئات العمرية الأصغر سنا، فإن نسبة حصولهم على لقاح الانفلونزا في بريطانيا تصل إلى نحو 50 في المئة، وإذا ما وضعنا في الحسبان مدى فاعلية اللقاح، فإن مدى الحماية المتوفرة لهذه الشريحة العمرية سيكون منخفضا.
ويقول الكاتب إن الساسة يروجون إلى أن القيود المفروضة على حياتنا الآن من ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي والحد من السفر والعمل من المنزل وغيرها، ستستمر حتى يتم التوصل للقاح، ولكنهم في الواقع يروجون آمالا كاذبة ذات سقف طموح.
ويقول الكاتب إنه ربما تكون اللقاحات أقوى تدخل في مجال الصحة العامة متاح لنا، ولكن ما لم يتم الإبلاغ عن فوائدها بواقعية، فإن الثقة في جميع التوصيات ستتعرض للخطر.
ويختتم قائلا إنه في حين أن الأمل والتفاؤل مطلوبان بشدة في هذه الأوقات العصيبة ، فمن المهم أن نكون شفافين. لكن نحتاج إلى إيصال رسالة واضحة مفادها أنه على الرغم من أن التطعيم المستهدف قد يوفر بعض الحماية، إلا أنه لن يوفر ببساطة "الحياة كما كنا نعرفها".