أخبار

في خضم أزمة اقتصادية وصحية

الأردنيون يدلون بأصواتهم في انتخابات نيابية

موظفو لجنة الانتخابات الأردنية المستقلة بإعداد صناديق الاقتراع في مركز اقتراع في العاصمة الأردنية عمان في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020 قبل الانتخابات العامة المقبلة لعام 2020 المقرر إجراؤها قبل أيام قليلة. يتوجه الناخبون في الأردن المتضرر من فيروس كورونا إلى صناديق الاقتراع في 10 نوفمبر
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عمان: بدأ الناخبون الأردنيون الثلاثاء الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات النيابية التي تقام في ظل ظروف إقتصادية صعبة وصحية إستثنائية فرضتها جائحة كوفيد-19.

ويستمر التصويت حتى الساعة السابعة مساء (17,00 ت غ).

ودعي أربعة ملايين و640 ألف ناخب، من أصل عشرة ملايين عدد سكان البلاد إلى التصويت.

ويتنافس 1674 مرشحا بينهم 360 سيدة على مقاعد مجلس النواب ال130 والتي خصص 15 مقعدا منها للنساء.

وبعد مضي 6 ساعات من أصل 12 مقررة للاقتراع أدلى نحو 600 الف ناخب، يمثلون قرابة 13 في المئة من عدد من يحق لهم التصويت.

وأدلى رئيس الوزراء بشر الخصاونة بصوته في بلدة ايدون في محافظة اربد (نحو 89 كلم شمال عمان).

وقال الخصاونة في تصريحات صحافية عقب التصويت "تشرفت بأداء هذا الواجب الوطني وهذا الحق الدستوري".

وأضاف "كلي ثقة وأمل أن يمارس كل مواطن هذا الحق ويحافظ على اجراءات السلامة العامة"، معربا عن أمله بأن "تنتج هذه التجربة مجلسا نيابيا يلبي تطلعات مواطنينا".

ويشارك في الانتخابات حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين وأبرز أحزاب المعارضة في البلاد، ومرشحون يمثلون عشائر أردنية كبرى، ومستقلون، وعدد من اليساريين، بالإضافة الى عدد كبير من رجال الأعمال الأغنياء.

وأمام أحد مراكز الاقتراع في عمان الغربية، وقف الثلاثيني علاء شموط الموظف في شركة الكهرباء بعدما أدلى بصوته، وقال لوكالة فرانس برس "علينا أن ننتخب فهذا واجب، يجب أن اختار أنا بنفسي من يمثلني في البرلمان".

وأضاف "نأمل أن يصل للمجلس مرشحون قادرون على تغيير الوضع الحالي من صعوبات معيشية وأزمة اقتصادية خصوصا مع كورونا".

وبحسب الخبراء، سيكون العام 2021 سنة صعبة على الأردنيين.

وتأثر اقتصاد الأردن بشدة جراء النزاعات في العراق وسوريا، واستضافته مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين يشكلون عبئا على كاهل المملكة المحدودة الموارد.

وفاقمت جائحة كوفيد-19 الأوضاع الاقتصادية. ففي القطاع السياحي وحده، خسر الأردن نحو ثلاثة مليارات دولار من العائدات خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي بسبب الإغلاقات وباتت آلاف الوظائف مهددة.

اما أسيل اللوزي (35 عاما) التي كانت تقف أمام مركز اقتراع في منطقة تلاع العلي غربي عمان فقالت "أدليت بصوتي لأن المقاطعة لن تجدي نفعا وليست حلا".

واضافت الشابة ذات الشعر الطويل والتي وضعت كمامة سوداء ونظارات شمسية "آمل أن يعمل المرشح الذي سأختاره على حل المشكلات الحالية وخصوصا التعليم الذي بدأ يتراجع بسبب التعليم عن بعد" الذي يثير استياء كثير من اولياء أمور الطلاب.

وكان السلطات أغلقت المدارس والجامعات لتصبح الدراسة فيها عن بعد، كما أغلقت دور السينما ومراكز الترفيه والتدريب والمراكز الثقافية والمسابح. كذلك فرضت السلطات حظرا ليليا يوميا شاملا يبدأ من الساعة العاشرة مساء لغاية السادسة صباحا بسبب تفشي فيروس كورونا.

وفي مخيم البقعة أكبر المخيمات الفلسطينية العشرة في الأردن ويقيم فيه اليوم 119 ألف فلسطيني على بعد 20 كلم شمال عمان، تقول السبعينية جازي مطلق لوكالة فرانس برس "إن شاء الله سأنتخب رجلا صالحا يحافظ على الوطن وليس ذاك الذي يجلس على الكرسي وينسى كل الذين وراءه".

وأضافت السيدة التي وقفت في طابور طويل أمام مركز الاقتراع "نأمل أن يلبى الفائز مطالبنا، فهي كثيرة لدينا شبان بدون عمل وأحوال الشعب المادية سيئة وهناك أيتام وأرامل وعزوف عن الزواج ورواتب متدنية".

وبحسب إحصاءات رسمية، تبلغ نسبة الفقر في الأردن 15,7%. وتوقع البنك الدولي أن ترتفع هذه النسبة 11 نقطة بسبب أزمة كورونا.

ويناهز دين الأردن العام 45 مليار دولار بما يتجاوز 107% من إجمالي الناتج المحلي. ووصلت نسبة البطالة الى 23 بالمئة منتصف العام الحالي.

ويعتمد الأردن بشكل كبير على المساعدات الخارجية، لا سيما صندوق النقد الدولي.

وتجري الانتخابات على أساس التمثيل النسبي في قائمة مفتوحة ل23 دائرة انتخابية تراوح بين ثلاثة وتسعة مقاعد.

وانتشر 53 ألف عنصر أمني في عموم محافظات المملكة لضمان أمن العملية الانتخابية في 1880 مركز اقتراع، وفق ضوابط صحية موضوعة لمواجهة فيروس كورونا.

وتجرى الانتخابات النيابية هذه المرة وسط ظروف استثنائية فرضتها جائحة كوفيد-19 فيما صدرت دعوات عديدة تدعو إلى تأجيلها.

وحددت السلطات آلية معينة لادلاء الناخب بصوته لتفادي نقل العدوى أو الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بحيث يدخل إلى مركز الاقتراع ويغادر دون لمس أي شخص أو اداة.

وحذرت هيئة الانتخابات المصابين بالفيروس والموجودين في الحجر المنزلي من المشاركة في الانتخابات، مؤكدة أن مشاركتهم قد تعرضهم للحبس لمدة قد تصل إلى عام.

وقال رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب، خالد الكلالدة، إن "عملية التصويت آمنة 100%" فلدينا كشوفات بأسماء المصابين، مشيرا الى أن "المصاب بالفيروس لا يستطيع الإدلاء بصوته وممنوع الدخول لمراكز الاقتراع".

وبلغ إجمالي عدد الإصابات المسجلة في المملكة حتى مساء الاثنين نحو 115 ألفا، بينما أودى الفيروس بحياة 1295.

وتعود آخر انتخابات نيابية نظمتها البلاد الى سبتمبر 2016.

وتجرى الانتخابات النيابية مرة واحدة كل اربع سنوات في الاردن، ويحق لكل مواطن أردني اتم الثامنة عشرة المشاركة فيها.

ويضم مجلس الامة في الاردن مجلس النواب الذي ينتخب اعضاؤه كل أربع سنوات، ومجلس الاعيان 65 عضوا الذي يعين الملك اعضاءه بموجب الدستور.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف