يعد "أحد أكبر الاتفاقات المبرمة على الإطلاق"
لندن وبروكسل تنشران النص الكامل لاتفاق بريكست
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن: نشرت الحكومة البريطانية والاتحاد الاوروبي السبت النص الكامل للاتفاق التاريخي الذي سيؤطّر العلاقة بينهما عقب مغادرة المملكة المتحدة بشكل نهائي السوق الموحدة للتكتل، المرتقبة في غضون خمسة أيام.
ومن شأن هذا الاتفاق المؤلف من 1246 صفحة، الحيلولة دون فرض رسوم جمركية وحصص على المبادلات التجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي وإغلاق المياه البريطانية أمام الصيادين الأوروبيين.
وتُضاف إليه ملاحظات تفسيرية واتفاقات مرفقة حول التعاون النووي وتبادل المعلومات السرية، بعد خروج المملكة المتحدة من السوق الموحدة في 31 ديسمبر.
ورغم تعقيدات النص وبنوده، أكد الطرفان أنهما سيسرعان عملية المصادقة عليه.
ونظرا إلى أن حقوق الصيد البحري شكلت إحدى النقاط الشائكة في المفاوضات، فقد ندد قطاع صيد الأسماك في المملكة المتحدة بالاتفاق ووصفته بأنه "زهيد".
واعتبر كبير مفاوضي المملكة المتحدة ديفيد فروست أنه "أحد أكبر الاتفاقات المبرمة على الإطلاق، لا يشمل فقط البضائع إنما أيضا الخدمات والطيران والنقل البري والأمن الاجتماعي والتعاون الصحي والحفاظ على النظام".
وشدّد على "أنها لحظة تجديد وطني"، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق يسمح لبريطانيا بالخروج من السوق الموحدة والاتحاد الجمركي الأوروبيين من دون تطبيق اللوائح الأوروبية وفي غياب أي دور لمحكمة العدل الأوروبية.
وقال المفاوض الأوروبي ميشال بارنييه في تغريدة إن الاتفاق الذي أعلن الخميس ويدخل حيّز التنفيذ في 31 ديسمبر عند الساعة 23,00 ت غ، "نتيجة أشهر من العمل المكثف".
وفي مقدمة نسخة النص التي نشرتها حكومة المملكة المتحدة، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن الاتفاق "وضع بعناية ليكون في مصلحة الجميع" وللحفاظ على "التجارة الحرة لملايين الأشخاص في المملكة المتحدة وعبر أوروبا".
وتابع "في حين قدمنا نصيبنا العادل من التنازلات خلال المفاوضات، لم نتراجع عن هدف استعادة السيادة".
وأكد الوزير البريطاني مايكل غوف لصحيفة "ذي تايمز" أن بعد أربع سنوات ونصف السنة من انعدام اليقين والاضطرابات إثر استفتاء 2016، يقدم هذا الاتفاق للشركات "الثقة والقدرة على التحضير للنمو والاستثمارات".
لكن الهيئة المسؤولة عن قطاع صيد الأسماك في بريطانيا عبّرت عن خيبة أملها، قائلة إن الاتفاق على فترة انتقالية مدتها خمس سنوات ستتمتع خلالها أساطيل الاتحاد الأوروبي بحرية الوصول إلى الأسماك في المياه البريطانية، "مثير للشفقة".
وقال باري دياس الرئيس التنفيذي للاتحاد الوطني لمنظمات الصيادين "في النهاية، كان من الواضح أن بوريس جونسون يريد صفقة تجارية شاملة، وكان على استعداد للتضحية بصيد الأسماك".
وأقر عضو بارز في فريق التفاوض من جهة المملكة المتحدة بأنه كان من الأفضل أن تكون الفترة الانتقالية الجديدة لحرية صيد الأسماك "أقصر بقليل"، لكنه أضاف "في نهايتها، ستعود الأمور إلى الترتيبات الطبيعية وستكون لدينا سيطرة كاملة على مياهنا".
ودُعي النواب البريطانيون إلى العودة من عطلهم لمناقشة النصّ اعتبارا من الأربعاء. وباتت المصادقة عليه شبه أكيدة إذ حتى المعارضة العمّالية تعتزم دعمه لأنها تفضّله على الخروج من دون اتفاق، الأمر الذي سيكون مدمّرا لاقتصاد ضعيف أصلا جراء أزمة تفشي وباء كوفيد-19.
وفي محاولة لتوحيد المحافظين حول الاتفاق، أصر جونسون على أن النص سيخضع لتدقيق من قبل مجموعة الأبحاث الأوروبية، وهي مجموعة من المشرعين المشككين في الاتحاد الأوروبي في حزبه.
وفي بروكسل، اقترحت المفوضية الأوروبية تطبيق الاتفاق على أساس موقت حتى 28 فبراير.
وسيطلب من البرلمان الأوروبي موافقته على الاتفاق في العام 2021، ولكي تتم العملية، يتوجب على المجلس الذي يضم رؤساء الدول الأعضاء البالغ عددها 27، تبني القرار.
وخرجت بريطانيا رسمياً من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير، إلا أنها تطبق القواعد الأوروبية حتى نهاية العام الحالي، موعد انقضاء الفترة الانتقالية.