مقتل قاضيتين في المحكمة العليا الأفغانية في كابول
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كابول: قُتلت قاضيتان تعملان في المحكمة العليا الأفغانية بالرصاص في كابول صباح الأحد في أحدث عملية في سلسلة اغتيالات تطال شخصيات في المجتمع المدني منذ أشهر.
ولم تتبنَ أي جهة الاعتداء لكن الرئيس الأفغاني أشرف غني والقائم بالأعمال الأميركي في كابول روس ويلسون اتهما حركة طالبان.
وصرح المتحدث باسم مؤسسة القضاء أحمد فهيم قويم لوكالة فرانس برس "للأسف ، فقدنا قاضيتين في هجوم اليوم وجرح سائقهما".
وقال قويم إن "مسلحين هاجموا سيارتهما"، مضيفا أن المرأتين كانتا في طريقهما إلى مكان عملهما عندما قتلتا. وأوضح أن "أكثر من مئتي قاضية يعملن في المحكمة العليا".
وكان هجوم استهدف المحكمة العليا في شباط/فبراير 2017 أدى إلى سقوط عشرين قتيلا على الأقل و41 جريحا في تفجير انتحاري وسط حشد من الموظفين.
ونسب ويلسون اعتداء الأحد إلى المتمردين ودعا إلى فتح تحقيق.
وكتب في تغريدة أن متمردي "طالبان يجب أن يفهموا أن هذا النوع من الأفعال التي هم مسؤولون عنها، تفجع العالم ويجب أ، تتوقف كي يحلّ السلام في أفغانستان".
وتصاعد العنف في جميع أنحاء البلاد في الأشهر الأخيرة على الرغم من مفاوضات السلام الجارية في الدوحة بقطر بين الحكومة الأفغانية وطالبان.
ويأتي اعتداء الأحد بعض بضع ساعات منذ اجتماع بين وفد طالبان والموفد الأميركي الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد والجنرال سكوت ميلر قائد القوات الأميركية في البلاد، بحسب ما جاء في تغريدة للمتحدث باسم طالبان محمد نعيم.
وطلب المتمردون شطب حركتهم عن اللائحة السوداء لمجلس الأمن الدولي وسحبوا طلبهم الإفراج عن آخر سجناء تابعين لهم، بحسب نعيم.
وأُرغمت كابول على الإفراج عن خمسة آلاف متمرد من بينهم مجرمون خطرون، في إطار الاتفاق بين واشنطن وطالبان الموقع عام 2020.
واتّهم الرئيس الأفغاني من جهته حركة طالبان بشن "حرب غير مشروعة". وقال في بيان أصدره القصر الرئاسي الأحد إن "العنف والإرهاب والوحشية والجرائم (...) لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب في البلاد".
ونددت رئيسة اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان شهرزاد أكبر بالاعتداء في تغريدة على توتير. فكتبت "أفغانستان تخسر أحد أهمّ مكاسبها، موظفيها المهنيين والمتعلمين في ما يشبه مذبحة منهجية ويبدو أن العالم يكتفي بالمشاهدة. هذا الأمر يجب أن يتوقف".
ودفع اعتداء الأحد أيضاً بالسفارة الصينية لدى كابول إلى إصدار بيان نادر قدمّت فيه تعازيها إلى عائلات الضحيتين.
وشهدت أفغانستان في الأسابيع الأخيرة سلسلة من الاغتيالات التي استهدفت شخصيات إعلامية وسياسية ومدافعين عن حقوق الإنسان. وفر العديد من الصحافيين والناشطين من البلاد بسبب قلقهم على سلامتهم.
كما تستهدف هجمات باستمرار أفراد قوات الأمن.
وقتل شرطيان في كابول السبت في انفجار لغم على جانب الطريق أثناء مرورهما.
ونادرا ما يتم تبني عمليات الاغتيال المحددة الأهداف. لكن السلطات الأفغانية تنسبها إلى طالبان مع أن تنظيم الدولة الإسلامية أعلن مسؤوليته عن بعضها.
من جهته، اتهم الجيش الأميركي للمرة الأولى طالبان بتنفيذ اعتداءات من هذا النوع.
وكتب المتحدث باسم القوات الأميركية في أفغانستان الكولونيل سوني ليغيت في تغريدة على تويتر أن "حملة الهجمات والقتل التي تقوم بها طالبان وتستهدف مسؤولين حكوميين وقادة للمجتمع المدني وصحافيين بدون تبنيها (...) يجب أن تتوقف حتى يسود السلام".
يأتي اغتيال القاضيتين الأحد بعد يومين من إعلان واشنطن خفض القوات الأميركية في أفغانستان إلى 2500 عنصر، وهو أدنى عدد منذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.
ورحبت طالبان بالإعلان الذي وصفته الأحد بأنه "خطوة إيجابية".
وفي شباط/فبراير الماضي وقعت إدارة الرئيس دونالد ترامب اتفاقا مع طالبان يقضي بانسحاب كامل للقوات الأميركية من أفغانستان بحلول أيار/مايو 2021 مقابل ضمانات أمنية.
ومنذ ذلك الحين، هاجم المتمردون القوات الأفغانية بشكل شبه يومي في الريف.
وقال رئيس الاستخبارات الأفغانية أحمد ضياء سراج الأسبوع الماضي إن مقاتلي طالبان نفذوا أكثر من 18 ألف هجوم في 2020.
في الدوحة، تتقدم المفاوضات بين طالبان وكابول ببطء شديد بينما يحاول الجانبان حاليا الاتفاق على جدول أعمال المحادثات.