الرئيس صالح بحث مع آكاي ضرورة تخفيف التوترات في المنطقة
الكاظمي يؤكد لتركيا رفض استخدام "الكردستاني" لاراضي العراق ضدها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أيلاف من لندن: أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لوزير الدفاع التركي خلوصي آكاي الاثنين رفض بلاده أي تهديد أو نشاط إرهابي يستهدف تركيا إنطلاقًا من الأراضي العراقية، حيث اتفقا على أهمية معالجة التهديدات الإرهابية قرب مناطق الحدود المشتركة البالغ طولها 331 كيلومترا.
بحث الكاظمي خلال اجتماعه مع آكاي الذي وصل الى بغداد في وقت سابق اليوم تعزيز التعاون العسكري بين بلديهما وترسيخ مبدأ احترام سيادة العراق على جميع أراضيه.. وأكد على "رفض العراق أي تهديد أو نشاط إرهابي يستهدف الجارة تركيا إنطلاقًا من الأراضي العراقية" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "ايلاف".
وبين أن قدرة العراق على معالجة هكذا تهديدات إنما تتعزز عبر إستمرار فرض القوات الأمنية العراقية لوجودها، في كل نقطة من الأراضي العراقية. وأشار الى أهمية التعاون العسكري بين البلدين .. وقال "أن الجيش العراقي الذي احتفل بمئويته قبل أيّام ماضٍ في تعزيز قدراته بهمّة أبناء العراق وبمساعدة الأصدقاء في تركيا وفي حلف الناتو".
الرئيس صالح بحث مع آكاي ضرورة تخفيف التوترات في المنطقة
وخلال اجتماعه الرئيس العراقي برهم صالح مع آكاي فقد جرى بحث العلاقات بين البلدين وسبل تطوير آفاق التعاون في مختلف المجالات وفقاً للمصالح المشتركة بين البلدين والشعبين وترسيخ احترام سيادة العراق ودور قواته المسلحة في حماية أمنه وأرضه، وأن لا تكون منطلقاً للاعتداء على أي أحد إلى جانب مناقشة تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الرئيس صالح أهمية تخفيف التوترات في المنطقة والركون إلى الحوار البنّاء في حسم المسائل العالقة وتعزيز التعاون والتنسيق الإقليمي من أجل مواصلة الحرب على الإرهاب، واحترام السيادة ورفض التدخلات والاعتداءات، وبما يحقق الاستقرار الأمني والاقتصادي.
من جانبه، أكد الوزير دعم بلاده لسيادة واستقرار العراق، وحرص انقرة على تعزيز التعاون والتنسيق المشترك، مشيراً إلى ضرورة تخفيف التوترات واستخدام لغة الحوار مع الأوضاع التي تمر بها المنطقة.
تفعيل الإتفاقيات
وأكد الكاظمي على ضرورة تفعيل ما سبق إقراره من إتفاقيات بين البلدين خلال زيارتة الأخيرة الى أنقرة في آب أغسطس الماضي فضلا عن أهمية الإلتزام التركي بتنفيذ التعهدات الإستثمارية التي تمخض عنها مؤتمر الكويت لدعم العراق عام 2018.
وكانت تركيا قد تعهدت خلال مؤتمر الكويت لاعادة إعمار العراق المنعقد منتصف شباط فبراير الماضي 2018 بتقديم 5 مليارات دولار الى العراق لاعادة اعمار المناطق المحررة من تنظيم داعش.
من جانبه، اعرب الوزير التركي عن استعداد الجيش التركي لتقديم الدعم والمشورة الى الجيش العراقي في مجالات مكافحة الإرهاب والتدريب والمناورات المشتركة.
واتفق الجانبان على أهمية معالجة التهديدات الإرهابية قرب مناطق الحدود المشتركة وأن الاستقرار سيفتح الأبواب أمام مزيد من التعاون بين البلدين بما يدعم الإزدهار والتقدم لدى الشعبين العراقي والتركي.
ويبذل البلدان جهودا لتأمين حدودهما المشتركة البالغ طولها 331 كيلومترا ومواجهة الارهاب اضافة الى العمليات المسلحة التي يشنها حزب العمال التركي الكردستاني ضد اهداف تركية انطلاقا من الاراضي العراقة ومواجهة القوات التركية له عسكريا من خلال الغارات الجوية والقصف المدفعي حيث عادة ماتوقع هذه المواجهات خسائر بين المدنيين العراقيين وممتلكاتهم ومزارعهم هناك.
مباحثات في أربيل
وفي اربيل سيبحث وزير الدفاع التركي مع رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني الوجود العسكري لحزب العمال الانفصالي وقواعده في الاقليم وسبل مواجهة عملياته التي تنطلق من هناك ضد اهداف داخل الاراضي التركية.
وكانت السلطات العراقية قد الغت زيارة مقرر للوزير التركي الى بغداد في 12 آب اغسطس 2020 احتجاجا على مقتل ضابطين عراقيين في هجوم تركي بطائرة مسيرة في منطقة سيدكان بأربيل شمال العراق.
واطلقت تركيا في حزيران يونيو من العام الماضية عملية مخلب النمر العسكرية في إقليم كردستان ضد قواعد ومسلحي حزب العمال هناك ما فجر اتهامات عراقية لتركيا وتوجيه مذكرات احتجاج رسمية شديدة اللهجة ضد العمليات العسكرية التركية في شمال العراق.
وقام وزير الدفاع العراقي جمعة عناد زيارة برسمية إلى تركيا مطلع الشهر الحالي حيث اجرى مباحثات عسكرية مع نظيره التركي خلوصي آكار تناولت التعاون العسكري بين البلدين وتأمن الحدود المشتركة بين بلديهما.
واتفق رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال زيارته الى انقرة في 17 من الشهر الماضي على خطط لمواجهة ارهاب حزب العمال الكردستاني. وقال اردوغان خلال مؤتمر صحافي مع الكاظمي ان تركيا تقف الى جانب العراق في مواجهة التنظيمات الارهابية مثل داعش وحزب العمال اللذين لن يكون لهما مكان في المنطقة بعد ان اظهرا وجههما الوحشي البشع . وشدد على انه لايمكن تحقيق الاستقرار في المنطقة بوجودهما هما .. مؤكدا دعم تركيا للعراق في مواجهة التنظيمات الارهابية والقضاء عليها واجتثاثها من جذورها.
إجراءات حاسمة
ومن جهته اوضح الكاظمي ان بلاده قد اتخذت اجراءات حاسمة لتحقيق استقرار المناطق الحدودية لمنع عمليات حوب العمال المسلحة ضد تركيا مشددا على رفض استخدام اراضي بلاده في اي تهديدات ضد دول الجوار ومنها تركيا.
وكان السفير التركي في العراق فاتح يلمز قد كشف مؤخرا عن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين تركيا والعراق إلى 15.8 مليار دولار في 2019 من 13 مليار دولار عام 2018 مشيرا إلى أن البلدين يهدفان إلى رفع حجمه إلى 20 مليار دولار سنويا والذي يجري معظمه من خلال معبرين حدودين يقعان في محافظة دهوك بإقليم كردستان وهما إبراهيم الخليل - فيشخابوروسرزيرة -أوزوملو.
وسبق للعراق وتركيا ان شكلا عام 2008 مجلسا للتعاون الاستراتيجي بينهما وفي عام 2009 تم توقيع 48 اتفاقية في مجالات الأمن والطاقة ومختلف الجوانب الاقتصادية اذ يساهم العراق في مد تركيا باحتياجاتها من النفط بنحو 15% من إجمالي احتياجاتها منه.
وكان حزب العمال الكردستاني التركي المصنف في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية قد رفع السلاح في وجه الدولة عام 1984 ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص في الصراع الذي يتركز في مناطق جنوب شرق تركيا المحاذية للاراضي العراقية.