ضمن آلية عزله بتهمة التحريض على التمرد
لائحة الاتهام ضد ترمب أمام مجلس الشيوخ والجمهوريون منقسمون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: يقدم الديموقراطيون الاثنين لائحة الاتهام ضد دونالد ترمب الى مجلس الشيوخ الأميركي، لتنطلق رسميا المحاكمة التاريخية للرئيس السابق ضمن آلية عزله بتهمة "التحريض على التمرد" خلال أعمال العنف التي شهدها الكابيتول، فيما ما زال بعض الشيوخ الجمهوريين مؤيدين له.
بعد هذا الإجراء الرسمي لن تبدأ المحاكمة رسميًا إلا في 9 شباط/فبراير.
ووراء هذه المهلة التي اتفق عليها الجمهوريون والديموقراطيون هي الرغبة بترك الوقت للملياردير الجمهوري للدفاع عن نفسه، وكذلك إعطاء مزيد من الوقت للرئيس جو بايدن ليبدأ مهامه عبر تثبيت مزيد من أعضاء حكومته في مجلس الشيوخ وإقرار مشاريع القوانين الرئيسية التي صاغها.
في الانتظأر، يصدر بايدن المرسوم تلو الآخر سعيًا إلى النهوض بأكبر اقتصاد عالمي ومكافحة جائحة كوفيد-19.
وبعد نهاية أسبوع هادئة، يوقع بايدن الإثنين مرسوماً جديداً يعزز شعار "صُنع في أميركا".
محاكمة تاريخية
مع اتهامه بـ"التحريض على التمرد" خلال تصويت في مجلس النواب في 13 كانون الثاني/يناير، أصبح دونالد ترامب أول رئيس للولايات المتحدة يطاله إجراء العزل مرتين. وسيصبح أيضا أول رئيس يواجه محاكمة عزل بعد انتهاء ولايته.
وعند الساعة 19,00 (00,00 ت غ الثلاثاء) سيعبر "المدعون" الديموقراطيون في مجلس النواب الأروقة الطويلة المزينة باللوحات والتماثيل التي تفصلهم عن مجلس الشيوخ لتقديم لائحة الاتهام بحق الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة. ثم يقرأونها أمام المجلس.
ودونالد ترامب متهم بتحريض أنصاره على شن هجوم على مقر الكونغرس في 6 كانون الثاني/يناير فيما كان البرلمانيون يصادقون على فوز منافسه جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.
وقال للمتظاهرين قبيل الهجوم على الكابيتول الذي خلف خمسة قتلى، "لن تستعيدوا بلادكم مطلقًا إذا كنتم ضعفاء. يجب أن تظهروا القوة وأن تكونوا أقويا".
أثارت مشاهد العنف صدمة في أميركا ودفعت بالعديد من الجمهوريين الى التنديد بسلوك الملياردير المتقلب. لكن إدانته في مجلس الشيوخ في هذه المرحلة تبدو غير مرجحة لان ترامب الذي يحظى بشعبية ناخبيه، ما زال يحظى بتأييد العديد من أعضاء المجلس.
وبعد تسليم لائحة الاتهام الاثنين، يؤدي أعضاء مجلس الشيوخ الذين سيقومون بمهام هيئة محلفين في هذه المحاكمة، اليمين الثلاثاء.
تثبيت يلين في منصبها
لكن قبل ذلك، سيصادق المجلس بعد ظهر الاثنين على تعيين جانيت يلين في منصب وزيرة الخزانة. ولكن تصويت مجلس الشيوخ على تثبيت وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في منصبه يمكن أن يحصل الثلاثاء.
وبعدما رسم صورة قاتمة عن الأزمات الصحية والاقتصادية التي "تتفاقم" في الولايات المتحدة، اقترح الرئيس الديموقراطي خطة للإنعاش الاقتصادي لمكافحة تداعيات الوباء قيمتها 1900 مليار دولار، قد تواجه صعوبات لإقرارها بصيغتها الحالية بسبب ظهور معارضة في صفوف الجمهوريين، وكذلك من بعض الديموقراطيين المعتدلين المترددين.
اعتبارا من الأربعاء، صار الديموقراطيون مسيطرين على مجلسي الشيوخ والنواب. لكن غالبيتهم ضعيفة اذ انهم يشغلون 50 مقعدا في مجلس الشيوخ مقابل 50 للجمهوريين. وفي حال تعادل تصويت ما، فان نائبة الرئيس كامالا هاريس لديها سلطة إضافة صوتها لترجيح الكفة لصالح الديموقراطيين.
لكنهم يحتاجون إلى 60 صوتا من أجل عرض الاصلاحات الكبرى على التصويت. وغالبية الثلثين مطلوبة في مجلس الشيوخ لإدانة ترامب، ما يحتم الحصول على أصوات 17 جمهوريا.
وهو هدف يصعب بلوغه رغم أن زعيمهم ميتش ماكونيل لم يستبعد التصويت لصالح إدانة ترامب.
لكن السناتور الجمهوري البارز وعضو لجنة الاستخبارات ماركو روبيو قال الأحد لبرنامج "فوكس نيوز صنداي" إنه يعتقد "أنها محاكمة غبية وستأتي بنتائج عكسية. لدينا حاليا نيران مشتعلة في البلاد والأمر أشبه بصب الزيت على النار".
ويعتبر أعضاء جمهوريون آخرون في مجلس الشيوخ انه من غير الدستوري محاكمة رئيس سابق من أجل عزله، وهم يسعون لايجاد سبيل لمنع حصول المحاكمة. لكن عددهم قليل.
وقال السناتور ميت رومني الذي كان مرشحا جمهوريا للرئاسة عام 2012 الأحد لشبكة "سي ان ان"، "إذا أردنا توحيد صفوف البلاد، من المهم الاعتراف بان المسؤولية والحقيقة والعدالة هي أمور ضرورية" ملمحا الى انه يمكن ان يدين قطب العقارات السابق.
وكان رومني السناتور الجمهوري الوحيد الذي صوت لإدانة ترامب في المحاكمة الأولى لعزله على خلفية القضية الأوكرانية في شباط/فبراير 2020.
وقام مجلس الشيوخ ذو الغالبية الجمهورية آنذاك بتبرئة الرئيس.
لكن الديموقراطيين يتحدثون بالإجماع تقريبًا. وقال رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب جيري نادلر الاثنين "يجب أن يواجه مسؤولياته. مستقبل هذا البلد على المحك".
خارج الكونغرس، ما زال الرئيس السابق مهددًا بقضايا أخرى مع بدء عدة دعاوى ضده في جميع أنحاء البلاد.
لكن المحكمة العليا خففت العبء عنه الاثنين بإصدار أمر بإغلاق تلك المتعلقة بالدخل الأجنبي الذي حققه من نزلاء فنادقه.