على مواقع التواصل الاجتماعي:
هيئة منظمة لمعايير الإعلان تطالب المؤثرين بعدم استخدام الفلاتر "المضللة"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أوصت "هيئة مراقبة معايير الإعلان" البريطانية، بوجوب عدم استخدام فلاتر الوجوه في الإعلانات المنشورة على مواقع التواصل، إن كان تبالغ في إظهار تأثير المنتج.
جاءت توصية الهيئة المختصة بمراقبة الإعلانات في المملكة المتحدة استجابة لحملة بعنوان "أسقطوا الفلتر" #filterdrop، طالبت بمنع المؤثرين من استخدام فلاتر الواقع المعزّز المعدّلة لملامح الوجه، عند الترويج لمنتجات العناية بالبشرة والتجميل.
وقالت صاحبة الحملة ساشا بالاري (29 عاماً)، وهي شابة من منطقة ويستون سوبر مير في بريطانيا، إنّها "سعيدة للغاية" بهذا القرار.
وكانت بالاري قد أطلقت الحملة في يوليو/تموز 2020، ضمن سعيها لمشاهدة "بشرة أكثر واقعية" على إنستاغرام.
وأشارت "هيئة مراقبة معايير الإعلان" إلى أنّ استخدام الفلاتر في المحتوى الخاص بالجمال، يعدّ "تضليلاً".
ويعدّ استخدام فلاتر تعديل الصور عبر مواقع التواصل، موضوعاً مثيراً للجدل على نطاق واسع، إذ أنه لم يجذب اهتمام المشاهير والمؤثرين على مواقع التواصل فحسب، بل أيضاً بعض النواب في البرلمان.
وعاينت "هيئة مراقبة معايير الإعلان" حالتين استخدمت فيهما فلاتر ضمن أشرطة فيديو، شاركها مؤثرون، للترويج لمنتجات تسمير.
وأعلنت أن قرارها سيطبق على كافة العلامات التجارية في المملكة المتحدة، وعلى المؤثرين والمشاهير.
شملت الحالتان قصّتا إنستاغرام لشركتي "سكيني تان أل تي دي"، و"تانولوجست تان". وقد حظرت القصتان لتضمنها فلترا يظهر، بشكل مضلّل، تأثيرا ًمبالغاً فيه للمنتج.
وأعلنت الهيئة أن الإعلان في الحالتين قد تسبّب، على الأرجح، بتضليل المستهلكين.
وقالت إنّ هذا القرار يعني أنّ العلامات التجارية، والمؤثرين، والمشاهير، لا يجب عليهم تطبيق فلاتر على الصور، خلال الترويج لسلع تجميل، إن كانت تلك الفلاتر تعطي تصوراً مبالغاً فيه عمّا يمكن للمنتج تحقيقه.
ورأت الهيئة أنّ محتوى التجميل الخاضع للفلترة، قد يكون مضللاً، حتى وإن كان اسم الفلتر واضحاً في خاصية القصة على إنستاغرام.
ووفقاً للقرار الأخير، سيزال أي محتوى إعلاني يخالف التوصيات ويحظر من الظهور، ما قد يضرّ بالمعلن، وبسمعة المؤثّرين.
وقال ناطق باسم الهيئة: "نواصل تركيزنا في هذا المجال على زيادة الوعي حول القواعد، ودعم المؤثرين بالإرشادات والأدوات اللازمة لنشر محتواهم الإعلاني بشكل سليم".
وأضاف: "نعمل أيضاً مع منصات التواصل الاجتماعي التي يمكنها تعزيز القواعد حين يرفض معلن التعاون معنا، أو يكون غير قادر على ذلك".
وقالت ساشا بالاري صاحبة الحملة: "أشعر أن تأثير هذا الأمر الضار على مستخدمي مواقع التواصل، قد أُخذ أخيراً على محمل الجد، وهذه خطوة ضخمة في الاتجاه الصحيح حول كيفية استخدام الفلاتر في الإعلان عن مستحضرات التجميل على الإنترنت".
وقالت إنها كانت شغوفة بهذه القضية منذ زمن طويل، وإنها كانت تتلقى رسائل "كلّ يوم" من نساء يعانين في الواقع للتمثّل بمعايير الجمال التي يرونها عبر الإنترنت.
وأضافت: "الآن يمكنني أن أصنع فرقاً في كيفية رؤية هؤلاء النساء لأنفسهن في المرآة، وذلك مذهل".
كانت مولي نوت (20 عاماً)، تتابع حملة بالاري على مواقع التواصل، وقد رحّبت بالقرار الصادر عن هيئة مراقبة الإعلان، قائلة إنّ حياتها كانت "تتمحور حول الفلاتر".
وقالت: "هناك فلاتر باسم "فتاة جميلة"، تظهرك بعينين زرقاوين، وتكبر شفتيك وتصغر أنفك، وذلك يوحي بأنّ ذلك ما يجب أن يبدو شكلك عليه".
وتابعت: "ليس الجميع خبيراً في مستحضرات التجميل، كما أن الفلاتر تعزّز الصورة أكثر، ولا أستطيع أن أجاري الشكل الذي يظهر عليه البعض على إنستاغرام".
"في بعض الأيام كنت لا أستطيع مغادرة البيت من دون وضع مستحضرات التجميل، ولكن الآن لا أهتم كثيراً. ساعدتني ساشا لكي أشعر بارتياح أكبر مع نفسي، وألا أشعر بأني مخلوقة فضائية بسبب شكلي".
وقال عارض الأزياء راهي شدة، والذي يحظى حسابه على إنستغرام على أكثر من 900 ألف متابع، إنه "متفق تماماً" مع القرار الجديد، لكنه يخشى من طريقة تطبيقه.
وأضاف: "هذا القرار خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن التطبيق اللوجستي قد يثير قلق أغلبية المؤثرين، فما هو تعريف الفلتر؟".
"حين نتحدث عن فلتر، نحن نقصد الإضاءة، المؤثرات الخاصة، ووضع مستحضرات التجميل قبل الترويج للمنتج. بهذه الطريقة، فإنّ معظم الصور التي تظهر على مواقع التواصل مفلترة بشكل طبيعي. ستكون قد عظّمت من تأثير المنتج، قبل أن يصل إلى الجمهور. يجب أن يكون هناك وضوح أكبر بشأن المقصود من الفلتر، وأين يمكن أن نرسم الحد الفاصل".
حين أطلقت ساشا بالاري حملتها، قالت إنها تريد أن تحقق ثلاثة أهداف: تشجيع النساء قدر المستطاع على عدم الاعتماد على الفلاتر، أن تطلب "هيئة مراقبة معايير الإعلان" من المؤثرين والمعلنين على مواقع التواصل توضيح استخدام الفلاتر عند الترويج لمستحضرات تجميل، وأن تزال الفلاتر التي تغير ملامح الوجه من إنستاغرام بالكامل.
وتقول بالاري إنها مع تحقيقها هدفين من أهدافها، ستواصل المعركة من أجل تحقيق الثالث.
وتضيف: "لن يكون مجدياً أن نبلغ هذا التقدّم، ونتوقف عنده". وتتابع: "كيف يمكن لإنستاغرام أن يزيل الفلاتر التي تروّج لعمليات التجميل، من دون أن يزيل تلك التي تغيّر ملامح الوجه وشكله؟ كيف نغيّر وجهنا إن لم يكن بواسطة عمليات التجميل؟".
ومن بين المشاهير الذين تناولوا موضوع الفلاتر المعدلة لشكل الوجه، المغنية جيسي نلسون، العضوة السابقة في فرقة "ليتل ميكس".
وتحدثت نلسون الثلاثاء، عبر حسابها على إنستاغرام، مشجعة متابعيها الذين يبلغ عددهم نحو 7.6 مليون، أن يتقبلوا شكلهم الطبيعي.
وقالت المغنية البالغة من العمر 29 عاماً، إنّها في حين قد "تحبّ فلتر إنستاغرام يعطيك بعض اللون أو النضارة لبشرتك"، لكنها لا تفهم لماذا تغيّر بعض الفلاتر شكلها، فتكبّر شفتيها، وتصغّر أنفها.
وتابعت: "لا أفهم لماذا يريد إنستاغرام سحق أنفك، وجعله رفيعاً جداً. ما المشكلة في أنف عادي؟ أشعر بالحيرة جداً حول معايير الجمال التي يفكر بها مطوّرو هذه الفلاتر".
وفي تعليق على قرار "هيئة مراقبة معايير الإعلان"، قالت شركة "سكيني تان" إنّها راجعت معاييرها حول المحتوى الذي ينتجه المستخدمون، وكيفية مشاركته عبر حساباتها على مواقع التواصل.
وقال ناطق باسم الشركة: "لا نشجع استخدام فلاتر التجميل التي تضخم نتائج السلع أو تضلّل المستخدمين".
وأضاف: "صحيح أن أملنا خاب من قرار "هيئة مراقبة معايير الإعلان"، لأن الهدف من قصص إنستاغرام المشار إليها لم يكن التضليل، بل مشاركة تعليقات وخبرة إيجابية حول منتجاتنا، لكننا نفهم بالكامل مسؤوليتنا كعلامة في حماية مصالح مستهلكينا".
وقال ناطق باسم "تانولوجيست"، إنّ أملهم خاب، لكن الشركة تحترم قرار الهيئة، مع أنها لم تستخدم الفلاتر المشار إليها عبر حساباتها على مواقع التواصل.
"المحتوى الذي نشر عبر حساب مؤثرة، يظهر نتائج قبل وبعد استخدام المنتج. والمحتوى المتعلق بما بعد الاستخدام، لم يتضمن فلتر".
فضّل إنستاغرام عدم التعليق حول حملة "أسقطوا الفلتر"، أو قرار هيئة مراقبة الإعلانات، لكن بي بي سي تخلص إلى أنّ السلع، والمشاهير، والمؤثرين، عليهم الالتزام بتوصيات هيئة مراقبة الإعلانات، وهيئة المنافسة والأسواق البريطانية، في منشورات مواقع التواصل المدفوعة.