العلاقات المتوترة مستمرة بين واشنطن وموسكو
بين ترمب وبايدن تغيّرت النبرة تجاه بوتين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن : شهدت ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب صمتا إزاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحتى لحظات تواطؤ مفاجئة معه، في حين بدأ خلفه جو بايدن ولايته بنبرة أشد صرامة تجاه روسيا.
قال الرئيس الديموقراطي من مقر وزارة الخارجية الخميس "قلت بوضوح للرئيس بوتين، وبشكل مختلف جداً عن سلفي، إن الزمن الذي كانت تخضع فيه الولايات المتحدة لأفعال روسيا العدوانية (...) قد ولّى".
ردت الرئاسة الروسية الجمعة بلسان المتحدث باسمها ديمتري بيسكوف الذي اعتبر أنه "خطاب عدائي جداً وغير بناء، نأسف له".
إلا أن بيسكوف أعرب عن أمله في إبقاء "أساس للتعاون، رغم الكمّ الهائل من الخلافات والاختلافات حول مسائل أساسية".
مع حرصه على إظهار اختلافه مع سلفه، يعلم الساكن الجديد للبيت الأبيض أنه يحظى بدعم كامل في واشنطن، إذ أثار سلوك ترامب الملتبس تجاه رجل الكرملين القوي غضب النخبة السياسية الأميركية بشقيها الديموقراطي والجمهوري.
وأثارت نبرة ترامب التصالحية بشكل غير معتاد خلال قمة هلسنكي في تموز/يوليو 2018 استياء أقرب داعميه.
خلال مؤتمر صحافي سيبقى إحدى أكثر لحظات رئاسته إثارة للجدل، بدا أنه يعطي أهمية أكبر لتصريحات بوتين من خلاصات وكالات الاستخبارات الأميركية حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016.
وبعد أسبوعين فقط من وصوله إلى السلطة، أراد جو بايدن إعلان بداية فصل جديد مختلف جذريا في العلاقات مع موسكو.
ورغم طلبه تمديد معاهدة "نيو ستارت" مع روسيا تحت شعار "الاستقرار النووي"، إلاّ أنه لم ينمّق كلماته تجاه الكرملين.
وقال بايدن إن الولايات المتحدة يجب أن "تكون موجودة في مواجهة تقدم الاستبداد"، مشددا على "رغبة روسيا في إضعاف ديموقراطيتنا".
رغم حديثه عن التدخل في الانتخابات الأميركية والهجمات الإلكترونية و"تسميم مواطنيها"، في إشارة إلى المعارض أليكسي نافالني، لم يعلن الرئيس الأميركي تدابير عمليّة واكتفى بزيادة التحذيرات.
وقال "لن نتردد في جعل روسيا تدفع تكلفة أعلى، وفي الدفاع عن مصالحنا".
وأضاف "سنكون أكثر فعالية في مواجهة روسيا إذا عملنا في تحالف مع شركائنا".
"روسيا، روسيا، روسيا!"، استعمل دونالد ترامب هذه الجملة باستمرار متأففا من الأسئلة المتكررة حول سلوكه المتقلب تجاه فلاديمير بوتين.
ورغم أن المدعي الخاص روبرت مولر لم يجد في ختام تحقيقه "أدلة" على اتفاق بين موسكو وفريق حملة ترامب، إلاّ أن مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 طغت على ولاية الرئيس الجمهوري.
تزايدت الشكوك أيضا نتيجة سلوك ترامب أثناء اللقاءات الدولية الكبرى التي لم يتردد خلالها عن انتقاد حلفاء بلاده.
خلال قمة العشرين في أوساكا عام 2019، أظهر ترامب شكلا من أشكال التواطؤ مع بوتين حين مازحه حول التدخل الروسي في الانتخابات و"الأخبار الزائفة".
ولدى سؤاله إن كان يعتزم الطلب من روسيا عدم التدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وقد كان وقتها مرشحا رسميا لها، التف حينها إلى نظيره الروسي وطلب منه ذلك بشكل مازح.
وقال له مبتسما ومتوجها له باصبعه "لا تتدخل في الانتخابات، لا تتدخل".
وبعد ترجمة ما قاله إلى الروسية، ابتسم بوتين. لكن المحادثة لم تساهم في تبديد الانزعاج المحيط بالعلاقات بين رئيس أكبر قوة عالمية ورئيس روسيا الذي يحكم بلاده بقبضة حديد منذ أكثر من عشرين عاما.
وإثر قمة هلسنكي المثيرة للجدل، أصر ترامب على دعوة الرئيس الروسي إلى البيت الأبيض قبل أن يغير رأيه في ظل انزعاج معسكره الجمهوري.
وليس هناك حتى الآن أي لقاء مرتقب بين جو بايدن وفلاديمير بوتين.