حشود غفيرة في بكركي تؤيد مطلب المؤتمر الدولي
لبنان: حياد البطريرك الإيجابي على وقع هتاف "حزب الله إرهابي"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من دبي: لم تمر مواقف أبرز القيادات الدينية المسيحية في لبنان مرور الكرام، فقد توالت خلال الساعات الماضية موجة الانتقادات والغضب، بين أنصار البطريرك الماروني بشارة الراعي، وبين مؤيدي حزب الله وأنصاره.
بحسب تقرير نشره موقع "العربية.نت"، انشغلت مواقع التواصل بحملات سخرية وشتائم أحيانا بين الفريقين، بما يظهر حجم الخلاف والاختلاف الذي لا يزال سائدا بين الطرفين، على الرغم من التحالف الذي أقامه قبل سنوات رئيس الجمهورية ميشال عون عندما كان على رأس حزب "التيار الوطني الحر" مع حزب الله بما عرف في حينه بـ"اتفاق مار مخايل".
فالشرخ بين قسم كبير من المسيحيين وحزب الله ما زال على أوجه، لا سيما مع اتهام الأخير بجر البلاد إلى معارك خارجية لا شأن له فيها.
الوسم بالوسم
وخلال الساعات الماضية تصدر وسم #لكل_احتلال_بطريرك، في إشارة إلى مواقف المرجع الديني المنتقد للتدخلات الخارجية، والمطالب بالحياد، قابله أنصار حزب الله بوسم #المقاومة_مجد_لبنان .
وبين هذا وذاك، أكد الراعي مجددا أمس تمسكه بالمطالبة بمؤتمر دولي من أجل حياد لبنان.
وأمس السبت تجمّع آلاف اللبنانيين في باحة البطريركية المارونية شمال شرق بيروت، تأييداً لدعوة البطريرك الماروني إلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لإنقاذ لبنان، ما أثار انتقادات حزب الله.
قال الراعي من نافذة الصرح أمام الآلاف الذين وصلوا بالسيارات وسيرا على الأقدام الى المكان، وبينهم رجال دين من مذاهب إسلامية، "نريد من المؤتمر الدولي إعلان حياد لبنان فلا يعود ضحية الصراعات والحروب، وأرض الانقسامات، وبالتالي يتأسّس على قوّة التوازن، لا على موازين القوى التي تنذر دائماً بالحروب".
كما أضاف "نريد من المؤتمر أن يوفّر الدعم للجيش اللبناني، ليكون المدافع الوحيد عن لبنان، والقادر على استيعاب القدرات العسكرية الموجودة لدى الشعب اللبناني من خلال نظامٍ دفاعي شرعي يُمسك بقرار الحرب والسلم"، في انتقاد واضح لسلاح حزب الله الذي يملك ترسانة عسكرية ضخمة يرفض التخلي عنها بحجة مقاومة إسرائيل.
إلى ذلك، قال "طالبنا بمؤتمر دولي خاص بلبنان لأننا تأكدنا أن كل ما طرح رُفض حتى تبقى الفوضى وتُسقط الدولة ويتم الاستيلاء على مقاليد السلطة"، مضيفاً "نحن نواجه حالة انقلابية بكل معنى الكلمة".
إرهابي.. إرهابي
كما وجّه الراعي انتقادات قاسية للطبقة السياسية، قائلا "أن تتركوا الأمور كما هي والدولة تنهار والشعب يجوع ويُقهر، فهذا ما لا يمكن لنا أن نقبله بأي شكل من الأشكال"، داعياً اللبنانيين إلى عدم السكوت عن "فشل" هذه الطبقة "والخيارات الخاطئة والانحياز". وتابع "لا تسكتوا عن الفساد... لا تسكتوا عن الحدودِ السائبة... لا تسكتوا عن فوضى التحقيق في جريمة المرفأ... لا تسكتوا عن السلاح غير الشرعي وغير اللبناني".
وعلى وقع هتافات قاطعته "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"إرهابي إرهابي حزب الله إرهابي"، و"ايه ويلا إيران اطلعي برا"، قال "لا تسكتوا عن مصادرة القرار الوطني، لا تسكتوا عن الانقلاب على الدولة والنظام، لا تسكتوا عن عدمِ تأليف حكومة".
يأتي هذا فيما يغرق لبنان منذ خريف العام 2019 في أزمة اقتصادية غير مسبوقة فاقمها انفجار مروع في 4 أغسطس في مرفأ بيروت، ثم تفشي فيروس كورونا
واستقالت حكومة أولى بعد انطلاق حركة احتجاجات شعبية عارمة في نوفمبر 2019 وحكومة ثانية بعد نحو أسبوع من الانفجار، لكن حتى اليوم، لم تتمكن القوى السياسية رغم ضغوط دولية قادتها فرنسا من تشكيل حكومة تعمل على تنفيذ إصلاحات ملحة اشترطها المجتمع الدولي مقابل تقديم دعم مالي للبنان.
حياد ناشط
وكان الراعي أطلق "وثيقة الحياد الناشط" في 17 أغسطس، مطالباً بإبعاد لبنان عن صراعات المنطقة وعدم تدخل دول أخرى في شؤونه، ودعا في 9 فبراير الأمم المتحدة الى عقد مؤتمر دولي "للمساعدة على إنقاذ لبنان".
وأثارت دعواته في حينها أيضا انتقادات صدر أبرزها عن حزب الله على لسان أمينه العام حسن نصرالله، الذي قال إن الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي هو توجه نحو "التدويل"، الذي "يتنافى مع السيادة وقد يكون غطاء لاحتلال جديد".