وسط استمرار المظاهرات ضد الجيش
انقلاب ميانمار: سان سو تشي تظهر لأول مرة منذ اعتقالها في محكمة في العاصمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ظهرت زعيمة المعارضة في ميانمار أونغ سان سو تشي، للمرة الأولى منذ اعتقالها إبان انقلاب عسكري شهدته البلاد قبل شهر.
وقال محامو سان سو تشي إنهم شاهدوا موكلتهم عبر دائرة تليفزيونية في محكمة، وقد بدت صحتها "جيدة".
واحتُجزت سان سو تشي في مكان غير معلن منذ الانقلاب الذي قام به الجيش في الأول من فبراير/شباط.
وشهد يوم الأحد في عطلة نهاية الأسبوع سقوط 18 قتيلا في أكبر حصيلة يومية من القتلى منذ بداية الانقلاب، إذ فتحت قوات الشرطة والجيش النار على حشود المتظاهرين.
وخرج المتظاهرون رغم ذلك يوم الاثنين بأعداد كبيرة، مطالبين بعودة الحكومة المنتخبة والإفراج عن سان سو تشي وقادة آخرين من حزبها - الرابطة الوطنية للديمقراطية.
ويقول الجيش إنه استولى على السلطة بسبب تزوير في الانتخابات العامة التي شهدتها البلاد في نوفمبر/تشرين الثاني، والتي حقق فيها حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية فوزا ساحقا.
ولم يقدّم الجيش دليلا على صِدق مزاعمه بشأن الانتخابات، ومع ذلك استبدل اللجنة الانتخابية ووعد بإجراء انتخابات جديدة في غضون عام.
انقلاب ميانمار: أونغ سان سو تشي تواجه تهمة ثانية في ظهورها الأول أمام المحكمة أين سان سو تشي؟وُضعت سان سو تشي قيد الإقامة الجبرية منذ وقوع الانقلاب في الأول من فبراير/شباط، وظهرت بعدها للمرة الأولى اليوم الاثنين عبر دائرة تليفزيونية في محكمة بالعاصمة ناي بي تاو.
وأضيفت اليوم الاثنين تُهم جديدة إلى التهمتين اللتين كانت تواجههما سان سوتشي، وهما: حيازة أجهزة اتصال لا سلكية بصورة غير مشروعة، وانتهاك قانون الكوارث الطبيعية في البلاد.
ومن بين التُهم الجديدة انتهاك القيود الاحترازية الخاصة بمكافحة كوفيد-19 أثناء الحملة الانتخابية، وإشاعة "جوّ من الخوف والقلق".
وتصل عقوبة التهمتين الأوليين إلى السجن ثلاث سنوات، أما التُهم الجديدة فليس معروفا بعدُ مدى عقوباتها. وتأجلت القضية ليوم 15 مارس/آذار.
وأفادت تقارير إعلامية محلية اليوم الاثنين أن الرئيس المخلوع وين مينت - وهو حليف لـ سان سو تشي- قد وجّهت إليه تهمة التحريض.
وتعاظمت شعبية سان سو تشي في ميانمار منذ اعتقالها، غير أن سُمعتها عالميا لا تزال تشوبها اتهامات تتعلق بموقفها من جريمة التطهير العرقي ضد أقلية الروهينجا المسلمة.
ماذا حدث أيضا اليوم؟تجددت المظاهرات اليوم الاثنين في عدد من المدن في أرجاء البلاد.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، شوهدت عملية تفريق للمتظاهرين بإطلاق وابل من الرصاص، دون التأكد مما إذا كان رصاصا حيًا أم مطاطيا.
وأضافت الوكالة أن المتظاهرين في يانغون شوهدوا وهم يستخدمون سيقان البامبو وأغصان الأشجار وأرائك الأثاث وغير ذلك لإقامة حواجز في الشوارع.
وتدلّ صور متداولة على استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين.
انقلاب ميانمار: المعلمون ينضمون لحركة عصيان مدني والجيش يعتقل مزيدا من المسؤولين البارزين
ما هو سياق الأحداث في ميانمار؟استولى الجيش في ميانمار على السلطة في الأول من فبراير/شباط المنصرم، معلنًا حالة الطوارئ، وواضعًا كل السلطات في يد الجنرال مين أونغ هلينغ.
ولم تمرّ أيام حتى بدأت حركة عصيان مدني تتشكل في البلاد، ورفض أصحاب المهن العودة إلى أعمالهم احتجاجا على الانقلاب.
وسرعان ما اكتسبت حركة العصيان زخمًا، ولم يمض وقتٌ طويل حتى خرج مئات الآلاف متظاهرين في الشوارع.
وشهدت المظاهرات في الأيام الأخيرة تزايدا في معدل العنف بين قوات الشرطة والمدنيين - وسقط ما لا يقل عن 18 قتيلا في المظاهرات في عطلة نهاية الأسبوع أمس الأحد.
حقائق عن ميانمارحصلت ميانمار، المعروفة أيضا باسم بورما، على استقلالها عن بريطانيا عام 1948.
ورزحت ميانمار تحت الحكم العسكري ما بين عامي 1962 و2011 وظلت طوال هذه الفترة في عِداد الدول المنبوذة دوليا.
لكن مرحلة جديدة في تاريخ ميانمار بدأت عام 2010 بحراك داخلي قاد إلى انتخابات حرة عام 2015 وتنصيب حكومة بقيادة زعيمة المعارضة المخضرمة، أونغ سان سو تشي، في العام التالي.
وفي عام 2017، أدت حملة مفرطة في القمع شنها جيش ميانمار على مسلمي الروهينجا إلى فرار أكثر من نصف مليون شخص عبر الحدود إلى بنغلاديش - الأمر الذي وصفته الأمم المتحدة لاحقا بأنه "نموذج على التطهير العرقي".
وفي الأول من فبراير/شباط المنصرم، أطيح بـ أونغ سان سو تشي وبحكومتها في انقلاب عسكري مما أشعل المظاهرات في البلاد.