أخبار

يقيم قداسا جماهيريا في أربيل بحضور 4 الاف شخص

البابا يلتقي بمسيحيي شمال العراق وسط ركام كنائسهم

كرسي البابا الذي سيعتليه في الموصل الاحد بين دمار الحرب ضد داعش
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ايلاف من لندن: في اليوم الثالث من زيارته للعراق يطلع بابا الفاتيكان الاحد على أوضاع المسيحيين بشمال العراق ودمار الحرب ضد داعش لمدنهم وكنائسهم ويلتقي قيادات اقليم كردستان ويقيم قداسا جماهيريا في ملعب الحريري في أربيل بحضور 4 الاف شخص.
وستكون رحلة البابا الى مناطق المسيحيين الاصلية التي يعود تاريخها الى عمق التاريخ بمثابة مواساة لسكانها الذين ابتلوا بجرائم داعش وتشجيعا لهم على الصمود وعدم ترك مناطقهم وهجرتها الى خارج البلاد.

قداس جماهيري في أربيل
وسيصل البابا الى مطار اربيل الدولي (220 كم شمال بغداد) قادما من بغداد الساعة الخامسة صباحا بتوقيت غرينتش الثامنة بالتوقيت المحلي حيث سيكون في استقباله رئيس اقليم كردستان نجيرفان بارزاني الى جانب السلطات الدينية والمدنية للإقليم ويعقد اجتماعا معهم.
وقد اغلقت اربيل الاحد حدودها مع محاظتي نينوى وكركوك وهما خارج حدود الاقليم ضمن إجراءات استقبال البابا ودعت سلطاتها المواطنين في المحافظات العراقية الأخرى إلى تأجيل رحلاتهم إلى أربيل لحين فتح الطرق اذ لن يسمح لأحد بالدخول إلى أربيل خلال فترة الإغلاق.

رحلة مؤلمة الى الموصل
ثم يغادر البابا اربيل بطائرة مروحية الى مدينة الموصل(375 كم شمال بغداد) لاقامة صلاة النشوة لضحايا الحرب في حوش البيعة (ساحة الكنيسة) .. ثم يتوجه الى مدينة قرقوش بالمروحية ليزور كنيسة "الحبل بلا دنس" ويلقي خطابا فيها.
وتبعد قرقوش التي تعرف باسم بغديدا أو الحمدانية حوالي 30 كيلومترا إلى الجنوب من الموصل حيث يستعد المسيحيون في البلدة لاستقبال البابا الذي سيؤدي صلاة التبشير الملائكي في كنيسة الطاهرة الكبرى هناك ويلتقي بالأهالي فيها.
وتعد قرقوش من أقدم المناطق المسيحية وأعرقها في كل الشرق وتتمتع بتاريخ طويل سبق المسيحية ولكن سكانها اليوم يتحدثون لهجة حديثة من الآرامية لغة السيد المسيح وقد لحق بها دمار كبير على يد داعش.
ثم يقيم البابا القداس المقدس ظهرالاحد في ملعب "فرانسوالحريري" في أربيل ويلقي عظة الأب الأقدس بحضور 4 الاف شخص في الملعب الذي يتسع الى 20 الف شخص وذلك ضمن اجراءات الوقاية من جائحة كورونا وبعدها يعود الى بغداد مساء لتنتهي زيارته للعراق صباح الاثنين التالي حيث يغادرها عائدا الى روما وسيكون رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على رأس مودعيه في مطار بغداد الدولي.

الموصل ضحية جرائم داعش .. وأربيل ملجأ الهاربين منه
وتعتبر محافظة نينوى مركز الطائفة المسيحية في العراق وعاصمتها الموصل هي المكان الذي اختاره تنظيم داعش الإعلان عن إنشاء دولته للخلافة في حزيران (يونيو) عام 2014.
وفي الموصل سيزور البابا كنيسة الطاهرة في غرب المدينة التي دمرها داعش قبل أن تهزمه القوات الأمنية حيث تعود الكنيسة الى القرن السابع عشر للميلاد . وخلال الحرب ضد التنظيم عام 2017 انهار سقف الكنيسة لكن سلم الباب الملكي والأبواب القديمة الجانبية بقيت صامدة حيث تعمل منظمة اليونسكو حاليا على إعادة تأهيلها وأجزاء أخرى من تراث الموصل من كنائس ومساجد.
واربيل التي سيزورها البابا ايضا كانت قد شهدت عندما اجتاحها تنظيم داعش لجوء
مئات الآلاف من المسيحيين والمسلمين والإيزيديين إلى الإقليم وهي تضم مستوطنات بشرية تعود إلى القرن الثالث والعشرين وقد أصبحت مركزا حضريا رئيسا في جميع أنحاء الإمبراطوريتين السومرية والآشورية.
وقد تم ادراج قلعة أربيل - وهي عبارة عن مجمع ضخم على قمة تل يطل على سوق المدينة- على قائمة التراث العالمي للبشرية لليونسكو عام 2014.

سهل نينوى .. نزوح مسيحي
وتشير تقارير منظمات مسيحية حول نسبة وأرقام العائدين إلى البلدات والقرى المسيحية في سهل نينوى الى أن بلدة قرقوش وهي أكبر بلدات السهل المسيحي، وكانت تضم قرابة خمسين ألف ساكن قد عاد أليها اقل من نصف سكانها السابقين وأغلبهم من الطبقات الاجتماعية غير المنتجة والفعالة اقتصاديا المُجبرة على الاختيار بين العودة أو البقاء في مخيمات النزوح.
وتقدر مساحة السهل بحوالي 50 ألف كيلومتر مربع وتضم العشرات من البلدات مثل بعشيقة وبحزاني وتل أسقف وتلكيف وكرمليس وبرطلة إلى جنب المئات من القرى التي كانت عامرة بالصناعات الزراعية التي تصدّرها لجميع أنحاء العراق لكن مجموع الأعمال وأنماط الحياة التي كانت ذات هوية خاصة في تلك المنطقة لم تعد موجودة.
ويعتبر مسيحيو سهل نينوى أنفسهم أضعف الجماعات الأهلية في تلك المنطقة التي كانوا يشكلون أغلبيتها المُطلقة. ومنذ عام 2003 طالبت العديد من القوى السياسية المسيحية بتشكيل محافظة خاصة في منطقة سهل نينوى تكون تابعة إداريا وعسكريا إما للحكومة المركزية أو لحكومة إقليم كردستان العراق لكي تملك مستوى من الاستقلال الأمني والاقتصادي الداخلي حتى يشعر سكانها بنوع من الأمان دون خشية من محيطهم أو من الصراعات السياسية والأهلية المحيطة بهم لكن ذلك لم يتحقق لحد الان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف