أخبار

في بلد تراجع فيه تعدادهم من 6 الى 1 %

زيارة البابا تحيي نفوس مسيحيي العراق لكن الأمل ضئيل

البابا خلال احدى محطاته لدى زيارة العراق
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بغداد : تصرّ وجدان نوري على أنه لا ينبغي "نسيان مشاعر الفرح" التي رافقت زيارة البابا فرنسيس إلى بغداد، لكن الزيارة الأولى لحبر أعظم إلى العراق لن تغيّر الكثير بعد سنوات من "الظلم" إذ تستعدّ السيّدة المسيحية للانضمام إلى بناتها في الولايات المتحدة.

في كاتدرائية مار يوسف للكلدان، حيث تخدم وجدان منذ عقود، لا تزال صور البابا معلّقة على الجدران، كما على مفترق الطريق المؤدي إليها المعبّد حديثاً حيث أدّى البابا أوّل قداس له في العراق قبل أسبوع فقط.

لم تبارح الزينة والورود المكان أيضاً ولا السجادات المخملية الحمراء التي تذكّر بحدث سعيد في بلد يعاني منذ نحو 40 عاماً من حروب وأزمات اقتصادية ومواجهات طائفية.

عاصرت وجدان (في الخمسينات من عمرها) كلّ تلك المراحل، وترى أنه "لا بدّ من استخلاص العبر" من سنوات "الآلام والاضطهاد والظلم" تلك.

وكان لنداءات البابا بـ"التصدي لآفة الفساد" وضرورة "ضمان مشاركة جميع الفئات السياسية والاجتماعية والدينية" وأنه "يجب ألا يعتبر أحد مواطنا من الدرجة الثانية"، صدى كبيرا في نفس وجدان كما هو الحال بالنسبة لنحو 400 ألف مسيحي في العراق.

تحويل النظريات الى واقع

وعبّر البابا بكلماته تلك عن هموم المسيحيين، التي كانوا يخشون قبل تلك الزيارة أن يعبّروا عنها بأنفسهم عبر الإعلام. لكن اليوم، بات لديهم الكثير ليقولوه.

وخلال 20 عاماً، تراجعت نسبة المسيحيين في البلاد من 6 إلى 1% فقط من السكان، ولا يمكن وقف هذا التناقص إلا بممارسات عملية على الأرض، كما يرى الأب نظير دكو راعي الكاتدرائية.

في لقاء البابا في النجف، أكّد المرجع الشيعي آية الله العظمى علي السيستاني على "اهتمامه بأن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية"، فيما أعلن إثر اللقاء رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يوم السادس من مارس يوماً للتعايش.

لكن بالنسبة للأب نظير، وعلى الرغم من أن "دعوة رئيس الوزراء بأن يكون هناك يوم للتعايش والسلام كل سنة هي خطوة كبيرة جداً"، إلا أن "الأمر لا يتعلق فقط بإعلان أيام أو قوانين".

ويضيف لفرانس برس أن التحدي هو تحويل "النظريات من حبر مكتوب على ورق إلى واقع معاش"، لكن "لا نلاحظ جدياً" وجود ممارسات عملية لإحداث تغيير.

تقترب ابنة وجدان الصغرى الآن من الذهاب إلى الجامعة، وتعهدت المرأة التي تمسكت طويلاً بالبقاء في بلدها بألّا تكون "حجر عثرة" أمام مستقبلها، على حد قولها.

ولذلك سوف ترافقها إلى الولايات المتحدة حيث تعيش ابنتاها الأكبر، بعيداً عن بلد حيث تطبق المحاصصة والزبائنية في مفاصل عديدة في الحياة، "فهنا فرص القبول بالدراسات العليا محدودة إلى فئة معينة. المجال ليس مفتوحاً أمام الذكي والموهوب، فقط لجماعات معينة".

شاهدت بدورها سارة، وهي واحدة من قلّة قدموا لحضور القداس اليومي في الكاتدرائية، أقرباءها وأصدقاءها يغادرون البلاد على مرّ السنين، لكنهم "لا يفكرون إطلاقاً بالعودة"، كما تقول لفرانس برس.

وسط ذلك، يخشى الناشط وليم وردة، مؤسس منظمة حمورابي لحقوق الإنسان التي تتابع شؤون الأقليات في العراق، ألا تلقى دعوات البابا إلى "احترام حرية الضمير والحرية الدينية" آذاناً صاغية في بلد ينص دستوره على أن "الإسلام دين الدولة الأساسي وهو مصدرٌ أساسٌ للتشريع".

يطالب وردة منذ سنوات بتغيير قانون "البطاقة الوطني" الذي يفرض تغييراً تلقائياً لديانة الأطفال إذا أسلم أحد والديهما.

قانون الأديان

بالنسبة للأب دكو، "يظلم" هذا القانون كثيرين "فهناك أشخاص لا يريدون أن يغيروا دينهم وهذا لا يكفله الدستور. هناك مسيحيون أسلموا رغماً عنهم، بسبب أن أحد الآباء قرر أن يغير دينه".

لكن تغيير القانون ليس هماً أساسياً بالنسبة لسعدالله ميخائيل، فلم يتمكن هذا المسيحي حتى الآن من إعادة بناء منزله في الموصل في شمال العراق، بعدما غادره في العام 2014 مع سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على المنطقة.

وكان ميخائيل من بين أول العائدين إثر دحر التنظيم قبل نحو ثلاث سنوات، لكنه اضطر على استئجار منزل للسكن فيه لأن بيت أجداده في المدينة القديمة في الموصل ليس سوى كتلة من الحطام الملغوم.

يقف الرجل البالغ من العمر 61 عاماً متأملاً ركام كنيسة الطاهرة القديمة حيث دفن أجداده ويروي لفرانس برس أن بيوت أقربائه و"بيوت آخرين من السريان الكاثوليك والارثوذكس والأرمن والكلدان، أكثر من ثلاثة آلاف منزل... لا تزال كلها محطمة... ولا أعتقد أنه سيتم إعادة إعمارها".

ورغم أن العراق طوى صفحة الجهاديين منذ سنوات، إلا أن مقومات العودة لم تتحقق بعد. وفيما قدّمت حتى الآن طلبات تعويضات بقيمة نحو 50 ألف دولار تخص أضرار المنازل والمحال والعقارات، لكن لم تنل إلا بضعة آلاف من العائلات مساعدات من الدولة.

دعوات للعودة الى قراهم

وحينما جال البابا في شمال العراق، كان غالبية المسيحيين الذين حضروا لملاقاته ممن استقروا منذ سنوات عدة في إقليم كردستان المجاور، بينما كرر المسؤولون المحليون دعواتهم للمسيحيين للعودة إلى بيوتهم في الموصل أمام الحبر الأعظم.

لكن الدعوات لا تكفي بالنسبة لوليم وردة. ويقول لفرانس برس "لا يمكن أن نقول للناس عودوا إلى بيوتكم بدون أن ندعم مقومات العودة من توفير الأمن والإعمار وبناء المدارس والبنى التحتية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الزياره - كشفت عوره السيستاني عراب الغزو المكمل لدور البابوا في اوربه الشرقيه ..
عدنان احسان- امريكا -

راجعوا تاريخ السيستاني - وتاريخ بابوات - االفاتيكان لتعرفوا حقيقيه ، دورهم ،، وارتباطهم بالاجندات المشبوهه ،، والسيستاني عراب الغزو،، واستقبل كل قاده العزو في داره واقام لهم المآدب والعزايم - من وزير الدفاع رامسفيلد - / وقائد الحمله الجنرال / كولن باول - والحاكم الامريكي لعراق / بريمر ،،، واالسيستاني هو مرجعيه الخيانه - وحتى محاربه داعش - وانشاء الحشد كلن باوامر من امريكا ،،، بعد ان اصبحت - داعش مئه داعش - وضاعت الطاسه على دواعش امريكا الذين تخرجوااا من سجن بوكا ،،، وارتبك C,I.A وطلبوا العون - من السيستاني- وفتاوي الجهاد - وتشكيل الحشر الفتاوي التي نسيها السيستاني اثناء غـــــــزوا العراق - وتحجج بالمرض ،، اولاد (،،) .. انتم .

البابا جهوده مشكورة و لكن جاءت متأخرة ، العراق لم يعد وطنا يمكن للمسيحي العيش فيه
مسيحي عراقي -

الاقصاء و التهميش الذي يتعرض له المسيحيين اصبح مترسخا و دستوريا و ليس هناك اي امل في تغيير ه نحو الاحسن حتى لو زار البابا العراق عشرين مرة ، لا امل للمسيحي للحصول على وظيفة حكومية ، وحتى الشركات الاهلية من الصعب جدا الحصول على وظيفة فيها و تحتاج الى واسطة فمن اين يأتي المسيحي بالواسطة ،؟ ، دع عنك الوضع الامني الغير مستقر و التهديدات التي يتعرض لها المسيحيين ، في زمن صدام حسين لأول مرة في تاريخ العراق كان المسيحيين يعاملون كمواطنين لا نقل من الدرجة الاولى و لكن كان الحال الف مرة احسن من وضع الحالي ( و لو العراق كان احواله سيئة و دخل في حروب عديدة) و لكن لم يكن هناك تمييز ضد المسيحيين و لم يكن هناك من يعتدي على المسيحيين او يستولي على املاكهم كان هناك قانون يطبق على الجميع ، الان العراق جثة هامدة تنهش فيها جسمها الكواسر و كل يريد ان يقتطع اكبر قطعة منه ، المسيحي لا امل له سوى الحصول على الفتات التي تبقى من الشيعة و السنة و الاكراد فالاحزاب الاسلامية الشيعية و السنية تتقاسم الكعكة بينها و ليس هناك حصة للمسيحي مهما كانت مؤهلاته ،انا اعتقد لو البابا كان ينسق و يضغط على الدول الغربية ليقبلوا بمنح المسيحيين العراقيين موافقات الهجرةو تأشيرات دخول لهو الف مرة افضل من البقاء في العراق ، او على على الاقل مساعدة الاف العوائل المسيحية العالقة في تركيا و لبنان و الاردن و الذين ينتظرون منذ سنوات فيها للحصول على التأشيرة يساعدهم البابا للحصول على موافقات الدول الغربية بقبول منح تأشيرات الدخول اليها ، لا يمكن لمسيحي ان يعود ليعيش وسط ناس يكرهونه الموصل كمثال