أخبار

خرجوا إلى الشوارع مجدداً السبت

بورما: المتظاهرون يتحدون حملة الترهيب العسكرية

من التظاهرات التي تعم رانغون، والصورة بتاريخ 20 آذار/مارس 2021
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رانغون: خرج متظاهرون إلى الشوارع في أنحاء بورما مجددا السبت متحدين المجموعة العسكرية التي تسعى بشكل متزايد إلى سحق الانتفاضة بحملة ترهيب فيما نددت اندونيسيا وماليزيا باستخدام السلطات للعنف ضد المحتجين.

وتشهد البلاد موجة من الاضطرابات منذ أطاح الجيش حكومة أونغ سان سو تشي من السلطة في انقلاب الأول من شباط/فبراير ما أدى إلى اندلاع انتفاضة على مستوى البلاد دعا خلالها المتظاهرون إلى إعادة الديموقراطية.

وقتل حتى الآن أكثر من 230 شخصا في التظاهرات المناهضة للانقلاب، وفقا لمجموعة مراقبة محلية فيما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والذخيرة الحية ضد المتظاهرين.

لكن ذلك لم يؤد إلى وقف الحركة الاحتجاجية وإن كان عدد المشاركين فيها تراجع.

ونشرت وسائل إعلام محلية صورا لمتظاهرين يضعون أقنعة واقية من الغاز يتجمعون في ولاية شان الشمالية. وفي مدينة داوي الساحلية الجنوبية، رفع سائقو السيارات ملصقات لسو تشي ولافتات كتب عليها "أنهوا الدكتاتورية".

وتواصلت التظاهرات المتفرقة السبت في رانغون، العاصمة القديمة للبلاد، مع مجموعة من الأشخاص مشت في مسيرة في منطقة سكنية مرددة هتافات تدعو الجنود "للاستسلام اذا كنتم ترغبون في عدم تمضية حياتكم في السجن".

وأصبحت رانغون كبرى مدن بورما، نقطة ساخنة للاضطرابات حيث تواصل قوات الأمن المسلحة إبعاد المحتجين الذين يرتدون معدات حماية محلية الصنع.

في بلدة ثاكيتا التي شهدت حملات قمع متواصلة هذا الأسبوع، فتحت قوات الأمن النار على السكان الذين حاولوا الردّ عبر إلقاء قنابل مولوتوف.

وقُتل مراهق بعد أن أُصيب برصاصة في وجهه، وفق ما قال أحد السكان رافضاً الكشف عن اسمه.

يُظهر مقطع فيديو التقط في البلدة وتحققت من صحّته وكالة فرانس برس، عناصر من قوات الأمن يسيرون في الشوارع ويطلقون النار بشكل متواصل وعشوائي ويوجّهون الشتائم إلى السكان.

ولا تزال الناشطة البارزة إي ثينزار ماونغ تستخدم لهجة تحدٍ على وسائل التواصل الاجتماعي. وكتبت تغريدة مستخدمةً وسم #ثورة_الربيع، جاء فيها "من قال إن علينا أن نستسلم بسبب عدم التكافؤ في الأسلحة؟"، مؤكدةً "لقد ولدنا من أجل النصر".

"عائلتي مكسورة الآن"

وقالت جمعية مساعدة السجناء السياسيين في البلاد إن حملات القمع التي تشنها قوات الأمن في الشوارع والمناطق السكنية مستمرة في كل أنحاء بورما. وأضافت أن "الإصابات وحوادث إطلاق النار غير المبررة تتزايد يوما بعد يوم".

في مدينة موغوك في وسط البلاد، أفادت وكالة الأنباء "ميانمار ناو" أن حراس حي صغير قتلوا بالرصاص خلال الليل.

وأكد أحد المسعفين لوكالة فرانس برس أن "أحدهم توفي على الفور الليلة الماضية بينما حالة إثنين آخرين حرجة ونقلا إلى المستشفى"، رافضا إعطاء مزيد من التفاصيل.

في مدينة باكوكو في وسط البلاد، خرجت مار لا وين البالغة 39 عامًا ليل الجمعة من مجمع سكني حيث تقطن، فحاصرها على الفور عناصر من قوات الأمن، وفق ما قال زوجها.

وقال الزوج ميين سوي الذي تمكن من الفرار عبر شوارع صغيرة واختبأ مع أبنائه الثلاثة في المنزل، "سمعتهم يطلقون النار وسقطت أرضاً".

ودعته الشرطة صباح السبت للذهاب إلى المشرحة للتعرّف على جثّتها.

وقال لفرانس برس إن جسمها كان "مغطى بكدمات على جبينها وفخذها وقدمها، لكنهم قالوا إن جرحها في فخذها" هو الذي تسبب بوفاتها.

وقال "أشعر بالمرارة حيال تصرفاتهم غير الإنسانية ضد زوجتي"، مضيفاً "عائلتي مكسورة الآن".

"وضع مؤسف"

ندّد جيران بورما الإقليميين بالاستخدام المتصاعد للعنف، مع دعوة رئيس اندونيسيا جوكو ويدودو إلى اجتماع على أعلى مستوىى"لمناقشة الأزمة". وقال إنّ "اندونيسيا تدعو إلى وقف استخدام العنف في بورما لتجنب سقوط مزيد من الضحايا".

وأكّد رئيس الوزراء الماليزي محي الدين ياسين ضرورة عقد قمة "طارئة" لبلدان رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).

وقال في بيان "أشعر بالفزع من الاستخدام المستمر للعنف المميت ضد المدنيين العزل (...) استخدام الذخيرة الحية ضد الاحتجاجات السلمية أمر غير مقبول". وتابع أنّ "هذا الوضع المؤسف يجب أن يتوقف على الفور".

ولم تفلح التنديدات الدولية من الولايات المتحدة وبريطانيا القوة المستعمرة السابقة لبورما وكذلك الأمم المتحدة في وقف وتيرة العنف.

وأفاد دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي أنّ وزراء خارجية التكتل بصدد الموافقة على فرض عقوبات بحق 11 من مسؤولي المجموعة العسكرية في بورما.

حجب معلومات

منذ سيطر الجيش على الحكم في شباط/فبراير، أغرقت المجموعة العسكرية بورما في مزيد من العزلة، وقيّد استخدام بيانات الهاتف المحمول هذا الأسبوع، ما ترك المواطنين في حجب شبه كامل للمعلومات.

كما فرض حجبا لشبكة الإنترنت ليلا لأكثر من شهر. وطاردت قوات الأمن الصحافيين في البلاد مداهمة صالات تحرير، واعتقلت أكثر من ثلاثين صحافيا منذ الانقلاب، حسب ما أفادت جمعية مساعدة السجناء السياسيين.

والجمعة، أوقف صحافي بورمي يعمل لحساب الفرع المحلي لهيئة الإذاعة البريطانية في العاصمة نايبيداو بعد ان اقتاده مجهولون بحسب بي بي سي.

وكتبت السفارة البريطانية على تويتر الجمعة أنّها "تشارك بي بي سي مخاوفها بشأن اختفاء صحافيها البورمي أونغ ثورا". وأضافت "نكرر دعوة السلطات للمساعدة في تأكيد مكانه وانه بأمان".

وأعلنت شبكة "ميزيما" المحلية أيضاً أن أحد مراسليها ثان هتايك أونغ "أوقف".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف