"إيلاف" تستفتي الرأي العام العربي
رد إيران على هجوم نطنز: الآتي الأعظم لن يأتي!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فجرت تل أبيب نطنز وأعادت زمن نووي إيران تسعة أشهر إلى الوراء. فهل ترد إيران؟ أغلبية قراء "إيلاف" مقتنعون بأن الرد الإيراني لن يأتي.
إيلاف من بيروت: يبدو أن نطنز هي ساحة الوغى الجديدة بين طهران وتل أبيب، بعدما تمكن الإسرائيليون من إدخال متفجرة إلى داخل هذه المنشأة النووية، وتفجير المولدات الكهربائية في لحظات حرجة من عمر مشروع القنبلة النووية الخامنئية، فعادت ساعة التخصيب سنوات إلى الوراء، بحسب ما ذكرت تقارير إيرانية معارضة، لم تتمكن "إيلاف" من التحقق من صحتها.
وكشفت "نيويورك تايمز" أن الهجوم في نطنز أدى إلى انفجار كبير دمر بالكامل نظام الطاقة الداخلي في المنشآة والمحمي بشدة والذي يزود أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض التي تخصب اليورانيوم، وهذا الانفجار وجه ضربة قاصمة لقدرة إيران على التخصيب، وقد تحتاج إلى تسعة أشهر على الأقل لاستعادة إنتاج المنشأة.
في هذا الإطار، سألت "إيلاف" قارئها العربي إن كان يتوقع ردًا من إيران بعد ضرب منشآتها النووية؟ أجاب 13 في المئة من المشاركين في الاستفتاء بـ "نعم"، مقابل 87 في المئة قالوا "لا".
الآتي لن يأتي
حين تعرضت سفينة إسرائيلية لهجوم بصاروخ في بحر عمان، وحصل هجوم على ما قيل إنه مقر للموساد الإسرائيلي في إقليم كردستان شمالي العراق، هلل أتباع طهران بأن "الآتي أعظم". إلا أن العارفين ببواطن الأمور يقولون إن إيران أعجز عن الرد على تل أبيب بشكل مباشر، وحتى بشكل غير مباشر، خوفًا من الرد على الرد.
ترجح "نيويورك تايمز" أن إيران تواجه الآن حسابات معقدة لكيفية الرد، "فهي مضطرة للرد لإبلاغ إسرائيل أن الهجمات لن تمر من دون ثمن، لكن يجب عليها أيضًا أن تضمن ألا يجعل مثل هذا الانتقام من المحادثات مستحيلة على الدول الغربية".
في هذا الإطار، قالت "ذي تايم أوف إسرائيل": "نقترب من النقطة التي ستضطر فيها إيران للرد على الهجمات بعد أن ثبت أن الموساد هو من نفذ الهجوم الأخير على الموقع النووي، ومن غير المرجح أن تستمر طهران في ممارسة ضبط النفس، وقد ترد بضربة عسكرية على طريقتها".
في "المدينة" السعودية، يقول إبراهيم نسيب إن استهداف إيران للسفينة الإسرائيلية في بحر عمان "رد عاجز لا تتجاوز مساحة تأثيره السطرين"، ساخرًا ومضيفًا إنه لم يترك أي إثر "ولا حتى خدشاً ولا جرحاً ولا حتى شيئاً نسميه رداً، مقابل الهجوم الإسرائيلي على المفاعل النووي نطنز".
وكتب فاروق يوسف في "العرب" اللندنية أن حل المشكلة مع طهران هو أن تفقد قدرتها على الرهان على برنامجها النووي في مواجهة العالم، "ولا علاج لتلك المشكلة سوى اجبار إيران على التخلي نهائيًا عن مشروعها النووي. ولن يتم الوصول إلى ذلك الهدف إلا من خلال تفجير المنشآت النووية الإيرانية والتخلص منها... وسيكون على المجتمع الدولي أن يعترف أن الحل الإسرائيلي يمكنه أن ينهي الخطر الإيراني، ويعالج صداع النووي"، مستبعدًا أي رد إيراني.
في "الشرق الأوسط" اللندنية، كتب طارق الحميد أن "الاختراق الإسرائيلي الواضح لإيران يعني أنه سيكون هناك مزيد من العمليات، ناهيك عن الاستهداف الإسرائيلي المستمر لإيران في سوريا".
لن نقع في الفخ
ربما هذا ما يخيف ملالي طهران. فإسرائيل متغلغلة فعليًا في المجتمع الإيراني، وإلا لما استطاعت اغتيال العالم النووي فخري زادة بكوماندوس مدعوم من عناصر إيرانية، ولما استطاعت دس القنبلة في نطنز، التي مفترض أن تكون حصن الخامنئي الحصين.
من جانب آخر، ما يرجح ألا ترد إيران على الهجمات الإسرائيلية هو ابتكار إعلام "الممانعة" مصطلح "الفخ" الإسرائيلي. فإيران، بحسبهم، لن تنجر للوقع في هذا الفخ الذي تنصبه إسرائيل.
فعلى سبيل المثال، تؤكد فاطمة الجبوري في "رأي اليوم" اللندنية أن إيران لن تنجر إلى فخاخ إسرائيل، مؤكدةً أن استهداف السفينة الإسرائيلية قبالة سواحل الإمارات "ما هو إلا جزء يسير من الرد القادم الذي سيكون مزلزلاً عنيفاً داخل الأراضي الإسرائيلية من دون شك. ولكن في الوقت نفسه لن يكون هذا الرد متسرعاً وعجولًا".
وعدم التسرع وعدم التعجل مرادفان لتعبير نظام دمشق الذي ورثه الأسد الابن عن الأسد الأب: "نحنفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين"، وهما اللذان لم نعرفهما بعد.
أما جمال زحالقة فيتباهى في "القدس العربي" برد إيران الذكي باستهداف السفينة الإسرائيلية قبالة الفجيرة، "ومن الجلي أن إيران لم ترد سوى توجيه رسالة إلى إسرائيل، بأنها قادرة على إصابة الهدف بدقة، وتستطيع تدمير هذه السفينة أو غيرها عند الحاجة".