أخبار

الفرنسيون ينتظرون قليلًا قبل اتخاذ القرار المصيري

بعد بريكست.. هل نشهد "فريكست"؟

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من بيروت: خرجب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فهل تخرج فرنسا؟ بعبارة أخرى، شهدنا بريكست بفصوله الكثيرة، فهل نحضر أنفسنا لنشهد فريكست؟ أسئلة تضعها "إندبندنت" البريطانية على بساط البحث في تقرير تتناول فيه نقاش مثار بشأن هذه المسألة، بعد تعليقات لميشيل بارنييه، المفاوض الأوروبي السابق في بريكست، وفسرها متشككون أوروبيون أنها تكتنف تحذيرًا من احتمال خروج فرنسا من الاتحاد.

قال بارنييه الذي يشحذ الهمة لخوض سباق 2022 الرئاسي الفرنسي رغم تصدر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والزعيمة اليمينية مارين لوبان استطلاعات الرأي: "يمكننا استخلاص الأمثولات من بريكست. فات أوان ذلك بالنسبة إلى البريطانيين، لكن الفرصة سانحة لنا"، مضيفًا: "يمكننا أن نجد مواطنون يرغبون في مغادرة الاتحاد الأوروبي، لا في المملكة المتحدة فحسب، بل في فرنسا أيضًا، وتحديدًا في الشمال والشرق الفرنسيين".

بحسب بارنييه، يقول هؤلاء المواطنون إن الاتحاد الأوروبي لم يستجب لرغباتهم المشروعة، كما يمكن الحديث عن اضطرابات اجتماعية أو الشعور بالغضب وعن التأثر بموجات المهاجرين نتيجة تراجع الإجراءات الحمائية على حدود الاتحاد الخارجية، وعن انتقادات توجه في الأغلب إلى أوروبا بسبب الروتين والتعقيد البريوقراطي.

تراجعت النبرة.. ولكن!

ما يلفت في تقرير "إندبندنت" هو أن الحديث الجدي عن مغادرة الاتحاد قد تراجع فعليًا في السنوات الأخيرة، بعدما كانت هذه المسألة مطروحة جديًا، حتى قال ماكرون في عام 2018: "إذا طرحت أمام الناخبين في فرنسا خيارًا ثنائيًا مشابهًا لما طُرِحَ أمام الناخبين في المملكة المتحدة في عام 2016، (وقصده الاستفتاء على بريكست)، فقد يجيبون بالجواب نفسه".

من جانبها، سمت مارين لوبان نفسها "السيدة فريكست"، لكنها توقفت عن المطالبة بالخروج من الاتحاد الأوروبي قبيل انتخابات 2017 الرئاسية، واستبدلت رأيها هذا بدعوة إلى إصلاحات جذرية في بنية الاتحاد، كإلغاء المفوضية الأوروبية "غير الديمقراطية" برأيها، وتطبيق سياسات حمائية نصحت باستيحائها من سياسات دونالد ترمب، وكان حينها رئيسًا للولايات المتحدة.

بحسب "إندبندنت"، تراجع المطالبة بفريكست مردود إلى رؤية الفرنسيين مقدار المشكلات التي خلفها بريكست. فبينما كانت الحكومة البريطانية تكافح في عام 2019 للتوصل إلى اتفاق ملائم للانسحاب، كتبت سيلفي كوفمان، مديرة التحرير في "لوموند": "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جعل خروج فرنسا مستحيلًا"، مع الإشارة إلى حجم التداعيات السياسية المترتبة على نقاش فريكست، إلى درجة أن تعافي لوبان من مناظرة سحقها فيها ماكرون - مثبتًا عدم ترابط تصورها للجنَّة الفرنسية خارج منطقة اليورو - استغرقها عامًا. لكن هذا التحول في المزاج "اللوباني" ليس واضح المعالم بعد.

ففي فبراير الماضي، قالت لوبان إن بريطانيا العظمى "تستطيع الانضمام إلينا حين ننشئ تكتلًا تحافظ فيه كل دولة على حريتها"، مستخدمة لفظ "سجن" لوصف الاتحاد الأوروبي.

بانتظار آثار بريكست

من ناحية أخرى، وفقًا لـ "إندبندنت"، لم يتضح تأثير بريكست، وما إذا كان سيرسل تحذيرًا لدول متشككة في الاتحاد. فتظهر حتى الآن التأثيرات طويلة الأمد على التجارة والتمويل وعلى قطاعات اقتصادية أخرى، لكن حصول بريكست بعد مفاوضات طاحنة التي جرت في بداية العام الجاري منح متشككين في الاتحاد الأوروبي أهدافًا جديدة، أحدها توزيع اللقاح المضاد لفيروس كورونا.

قال تشارلز هنري جالوا، زعيم مجموعة "جينيراسيون فريكست": "إذا كان ثمة مثال صارخ يوضح الضرر الذي يسببه الاتحاد الأوروبي فهو السياسة التي انتهجها للتعامل مع الجائحة. ويحق لنا أن نقول إن تجربة اللقاح هي أفضل إعلان ممكن لخروج بريطانيا من الاتحاد".

ورغم أن كورونا أنتج تغيرات جذرية في الأمزجة السياسية، فإن تأثيره في الشكوك الفرنسي تجاه الاتحاد الأوروبي يبقى أقل وضوحًا.

بحسب استطلاع رأي أجراه معهد "كيكست سي إن سي" في مارس الماضي، يبدو الناخبون الفرنسيون أكثر ميلًا إلى انتقاد تعامل حكومتهم مع توزيع اللقاح، أكثر من انتقاد سياسات الاتحاد الأوروبي. كما أظهر استطلاعان للرأي أجريا في مارس وأكتوبر 2020 بشأن أولويات الاتحاد الأوروبي خلال العقد المقبل أن اختيار المشاركين لأولوية منح الدول الأعضاء مزيدًا من السيادة تراجع أربع نقاط، وحل في المركز الخامس، بعد المخاوف بشأن الصناعة والرفاه الاجتماعي ورغبة أكبر في السياسات الحمائية.

بحسب استطلاعات رأي أجراها ريدفيلد ووينتون في أغسطس الماضي، إذ كان الاقتصاد البريطاني متعافيًا بعد خمس سنوات من بريكست، فإن 36 في المئة من الفرنسيين سيصوتون لصالح فريكست، بواقع زيادة ثلاثة في المئة عن استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في عام 2016، حيث كانت النسبة نحو 33 في المئة.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "إندبندنت". الأصل منشور على الرابط:
https://www.independent.co.uk/independentpremium/politics-explained/france-brexit-european-union-euroscepticism-b1832860.html

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف