هدوء حذر يسود المدينة القديمة قبيل الإفطار
مخاوف من تصعيد جديد في القدس بعد ليلة من المواجهات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: دعا المجتمع الدولي إلى تفادي التصعيد بعد ليلة من الصدامات في حرم المسجد الأقصى في القدس خلفت أكثر من مئتي جريح، لكن الدعوات إلى تظاهرات فلسطينية السبت تثير مخاوف من تجدد التوتر.
فبعد دعوة إلى ضبط النفس وجهتها الولايات المتحدة، حضت روسيا والاتحاد الأوروبي إسرائيل والفلسطينيين على تهدئة الوضع الذي وصفه الاتحاد الأوروبي بأنه "متفجر" في القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967 وضمتها.
والسبت، ساد هدوء حذر المدينة القديمة لكن تظاهرات جديدة قد تنطلق مساء بعد الافطار.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إنها ستفتش الحافلات وتمنع وصول ركاب فلسطينيين إلى القدس يريدون "المشاركة في أعمال شغب عنيفة".
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو خلال اجتماع مع مسؤولين أمنيين كما نقل عنه أحدهم إن "اسرائيل تتحرك في شكل مسؤول لفرض احترام النظام والقانون في القدس مع ضمان حرية العبادة".
والتوتر يتصاعد منذ أسابيع في القدس والضفة الغربية المحتلتين حيث تظاهر فلسطينيون رفضا لقيود على التنقل فرضتها اسرائيل في بعض المناطق خلال شهر رمضان، واحتمال إخلاء فلسطينيين من حي الشيخ جراح في المدينة القديمة لصالح مستوطنين.
ويوم الجمعة الأخير من رمضان، تجمع عشرات الاف المصلين في حرم المسجد الاقصى، حيث اندلعت مواجهات مع عناصر شرطة مكافحة الشغب الاسرائيلية.
واستخدمت الشرطة الإسرائيلية الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية في مواجهة الفلسطينيين الذين رشقوا قوات الأمن بالحجارة والزجاجات والمفرقعات حول أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، الموقع الذي يقول اليهود إنه بني فوق الهيكل.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن 18 ضابطا جرحوا. وصرح الهلال الأحمر الفلسطيني أن 205 فلسطينيين أصيبوا في أعمال العنف في الأقصى وفي أنحاء القدس الشرقية، بينهم أكثر من ثمانين نقلوا إلى المستشفيات. موضحا أنه أعدّ مستشفى ميدانيا بسبب امتلاء غرف الطوارئ في المستشفيات.
وظهرت في تسجيل فيديو نشره شهود عيان القوات الإسرائيلية وهي تداهم الباحة الواسعة أمام المسجد وتطلق قنابل الصوت داخل المبنى حيث كانت حشود من المصلين بينهم نساء وأطفال يؤدون الصلاة في يوم الجمعة الأخير من رمضان.
وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس مئات الفلسطينيين يرشقون الشرطة بالحجارة. وقال إن الضباط أغلقوا أبواب المسجد الأقصى وحاصروا المصلين لمدة ساعة على الأقل.
وحثت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة، الفلسطينيين على البقاء في المسجد الأقصى حتى صباح الخميس مع انتهاء شهر رمضان، محذرة من أن "المقاومة مستعدة للدفاع عن الأقصى بأي ثمن".
وأعد فلسطينيون ينتمون الى الجناح المسلح لكل من حركتي حماس والجهاد الاسلامي السبت بالونات حارقة تمهيدا لاطلاقها من قطاع غزة.
تظاهر عشرات من عرب إسرائيل في مدينة الناصرة السبت تضامنا مع فلسطينيي القدس. وقد رفعوا لافتات كتب عليها "الاحتلال إرهاب".
وأطلقت "لجنة المتابعة العليا للعرب في إسرائيل"، وهي هيئة تمثيلية لعرب اسرائيل، دعوات إلى التظاهر السبت في مدن عربية أخرى وفي القدس.
وأكدت الولايات المتحدة أنها "قلقة جدا" إزاء ما يحصل. وقالت وزارة الخارجية الأميركية "من الضروري جدا أن تمارس كل الأطراف ضبط النفس وأن تمتنع عن الأعمال والتصريحات الاستفزازية، وأن تحافظ على الوضع التاريخي للحرم الشريف وجبل الهيكل، بالقول والفعل".
وأضاف البيان "إننا قلقون جدا إزاء احتمال طرد عائلات فلسطينية في حيي الشيخ جراح وسلوان في القدس، لا سيما أن عددا منها عاشت في هذه المنازل على مدى أجيال".
ودعت الجانبين إلى "تجنب الخطوات التي تؤدي إلى تفاقم التوترات" بما في ذلك عمليات الإخلاء في القدس الشرقية، والاستيطان، و"الأعمال الإرهابية".
ودعا الاتحاد الأوروبي السبت السلطات إلى التحرك "بشكل عاجل" لخفض التوتر في القدس. وقال المتحدث باسم الاتحاد في بيان "العنف والتحريض غير مقبولين"، مضيفا أن "الاتحاد الأوروبي يدعو السلطات إلى التحرك بشكل عاجل لخفض التوتر الحالي في القدس".
وأضاف "على القادة السياسيين والدينيين وفي المجتمع من جميع الأطياف التحلي بضبط النفس والمسؤولية والقيام بكل ما هو ممكن لتهدئة هذا الوضع المتفجر".
وأعربت روسيا السبت عن "قلقها" ودعت إلى تجنب "تصعيد العنف" في القدس حيث اندلعت اشتباكات هي الأكبر في السنوات الأخيرة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
وحث منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور فينيسلاند في تغريدة على تويتر جميع الأطراف على "احترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة في البلدة القديمة بالقدس من أجل السلام والاستقرار".
وحمّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكومة الإسرائيلية "مسؤولية" الصدامات وأعرب عن "دعمه الكامل لأبطالنا في الأقصى".
وقال مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني إن "القمع الذي حصل مقصود ومبيت للمصلين من أجل تفريغ المسجد الأقصى ونقرأ فيه سياسة الاحتلال لتفريغ المسجد الأقصى في الايام القادمة وخصوصا ليلة القدر وما يليها من ليال مما تبقى من شهر رمضان".
وأشار إلى أنه "بعد الافطار مباشرة (الجمعة) كان هناك اقتحام للمسجد الأقصى واعتداء على المصلين العزل من أجل تفريغه"، موضحا أن "هذا الاعتداء استمر بعد الافطار وحتى هذه الساعات بعد منتصف الليل".
وتابع "بعد انتهاء صلاة التراويح تم اقتحام المسجد الأقصى من باب المغاربة وباب السلسلة بقوات كبيرة من قوات الاحتلال من أجل تفريغ المسجد الأقصى من المصلين والمعتكفين بداخله".
في ردود الفعل، أكدت السعودية السبت رفضها لخطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية في القدس الشرقية. وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان رفض المملكة "لما صدر بخصوص خطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية بالقدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها".
وصدرت ادانات مماثلة من البحرين وقطر والأردن ومصر.
والمواجهات الحالية في القدس هي الأعنف منذ 2017، عندما تسبب وضع إسرائيل بوابات الكترونية في محيط المسجد الأقصى باحتجاجات ومواجهات انتهت بإزالة الحواجز.
واندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية العام 2000 بعد أن زار رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل أرييل شارون الأقصى.