تظاهرة في عمان للمطالبة بإغلاق السفارة
الأردن يستدعي القائم بالأعمال الإسرائيلي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عمان: استدعت وزارة الخارجية الأردنية الأحد، القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمان للإحتجاج على "الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة" في القدس الشرقية، في وقت تظاهر مئات الأردنيين في عمان للمطالبة بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل وإغلاق سفارتها في عمان.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية إن "وزارة الخارجية استدعت الأحد، القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمان، للتأكيد على احتجاج الحكومة الأردنية وإدانتها للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد المسجد الأقصى المبارك والاعتداءات الأخيرة على الحرم والمصلين، وعلى المقدسيين خصوصاً في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة".
ووفقا للبيان فقد "أكد السفير يوسف البطاينة، أمين عام الوزارة، للقائم بالأعمال الإسرائيلي أن الممارسات الإسرائيلية الأخيرة ضد المسجد الأقصى المبارك، تمثل انتهاكاً للقانون الدولي وللوضع القائم التاريخي والقانوني ويتوجب وقفها فوراً"، محذرا من "مغبة استمرار الانتهاكات والاستفزازات والتصعيد".
وطالب البطاينة، القائم بالأعمال ب"نقل رسالة إلى السلطات الإسرائيلية بضرورة التقيد بالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال في القدس الشرقية بموجب القانون الدولي ووقف الانتهاكات والاعتداءات على المسجد الأقصى وعلى المقدسيين".
كما طالب ب"وقف إجراءات تهجير أهالي حي الشيخ جراح من منازلهم التي يملكونها، حيث إنهم يعاملون معاملة السكان المحميين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وبالتالي لا يحق للسلطات الإسرائيلية تهجيرهم قسرياً من منازلهم، وأن تهجيرهم يعد انتهاكاً للقانون الدولي".
وأكد أن "المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مسجد خالص للمسلمين تشرف عليه بشكل حصري إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى المبارك الأردنية، وأن الانتهاكات الإسرائيلية ضد الحرم الشريف تمثل استفزازاً صارخاً لمشاعر المسلمين في العالم أجمع".
وشارك مئات الأردنيين الأحد بتظاهرة في عمان للمطالبة بإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان وطرد السفير الإسرائيلي.
ورفع المتظاهرون الذين قدر عددهم ب500 شخص أعلاما أردنية وفلسطينية ولافتات كبيرة كتب عليها "أسقطوا إتفاقية الذل والعار..إتفاقية وادي عربة" في اشارة الى اتفاقية السلام الموقعة بين الاردن واسرائيل عام 1998 و"أطردوا السفير وأغلقوا السفارة".
كما رفعوا لافتات كتب عليها "قاوم ولاتساوم" و"صبرا صبرا يا أهل القدس فالنصر قادم" و"القدس تدافع عن كرامة الأمة" ولافتة بالانكليزية مكتوب عليها "وي كانت بريث سينس 1948" (لا نقوى على التنفس منذ عام 1948).
ونظم الإعتصام أمام مسجد الكالوتي وسط عمان على مرأى من قوات الأمن التي انتشرت بكثافة في المكان الذي يبعد أكثر من من 500 متر عن السفارة الإسرائيلية.
وقال عيسى دباح (81 عاما) وهو دبلوماسي سابق لوكالة فرانس برس "هذا أقل شيء ممكن أن نقدمه لابطالنا بالقدس الذين يصونون شرف الأمة العربية في كل الدول العربية".
وأوضح إن "إسرائيل تنتهك كافة القوانين وهي انتهكت ما يزيد على 800 قرار صادر عن مجلس الأمن ولم تحترم أحدا والقادة والأنظمة العربية يقبلون بهذا الخنوع".
وخلص "آن للعالم أن يقف موقفا شريفا تجاه الفلسطينيين".
من جهتها، قالت الممثلة الأردنية جولييت عواد (71 عاما) لوكالة فرانس برس "كنت أتمنى ان نكون الآن أمام مبنى السفارة الإسرائيلية ونقتحمها ونخرج كل من فيها".
وأضافت "كنت أتمنى كذلك ان نذهب لرئاسة الوزراء كي نقدم مطالبنا واولها الغاء اتفاقية وادي عربة وغلق السفارة والغاء معاهدة الغاز مع اسرائيل وسحب السفير الأردني من تل ابيب".
في السياق نفسه، دان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني "الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية التصعيدية في المسجد الأقصى المبارك"، مشددا على ضرورة "وقف هذه الانتهاكات والاستفزازات الخطيرة التي يتعرض لها المقدسيون، و(التي) تتناقض مع القانون الدولي وحقوق الإنسان"، بحسب بيان للديوان الملكي.
وأكد الملك خلال اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد، "رفضه لمحاولات السلطات الإسرائيلية تغيير الوضع الديمغرافي في القدس الشرقية، وكل الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها"، مشددا على ضرورة "التزام إسرائيل بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
كما أكد ضرورة "وقف إسرائيل لإجراءاتها غير الشرعية لتهجير أهالي حي الشيخ جراح في القدس، الأمر الذي يعد انتهاكا للقانون الدولي الإنساني".
وشدد الملك على "أهمية مواصلة التنسيق بين الأشقاء العرب والأطراف الفاعلة، لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشرقية، والمسجد الأقصى المبارك".
من جهته، دعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في إتصال هاتفي مع نظيره الألماني هايكو ماس إلى "بلورة تحرك دولي فاعل لحماية القدس ومقدساتها وسكانها والقانون الدولي من الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية وتداعياتها الخطرة على الأمن والاستقرار في المنطقة وخارجها".
وقال الصفدي، حسبما نقل عنه بيان صادر عن وزارة الخارجية إن "إسرائيل تتحمل مسؤولية التصعيد الخطير الذي تشهده المدينة المقدسة، وأن وقف التصعيد طريقه وقف الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية والاستفزازية واللاإنسانية ضد الفلسطينيين وحقوقهم وضد المقدسات في القدس المحتلة".
وأكد الصفدي "ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي بفاعلية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين وانتهاك الحق في العبادة وحماية الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات".
وأكد المتحدث باسم الخارجية الأردنية ضيف الله الفايز في بيان الأحد أن "المملكة تواصل جهودها وتحركاتها على أكثر من مستوى لوقف الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة".
وأضاف أن "الوزارة في اشتباك (دبلوماسي) يومي مع السلطات الإسرائيلية، القوة القائمة بالاحتلال في القدس الشرقية، لوقف الانتهاكات (...) وقامت بنقل احتجاجها للسلطات الإسرائيلية على ما تعرض له الحرم من انتهاكات خاصة في الليلتين الماضيتين".
ولا يزال التوتر سائداً الأحد في القدس الشرقية بعد أن أُصيب مئات الفلسطينيين بجروح منذ الجمعة خلال مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين، ما أثار قلقاً دولياً من احتمال توسع نطاق الاضطرابات.
والمواجهات الحالية في القدس هي الأعنف منذ 2017، عندما تسبّب وضع إسرائيل بوابات الكترونية في محيط المسجد الأقصى باحتجاجات ومواجهات انتهت بإزالة الحواجز.
تعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994، باشراف المملكة على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس.
ووصف عاهل الأردن مرات عدّة السلام مع إسرائيل بأنه "سلام بارد". واعتبر في خريف 2019 أن العلاقات مع المملكة "في أدنى مستوياتها على الإطلاق".